كورونا.. إصابة رئيس دولة وتصاعد القلق من السلالات الجديدة وتوسيع مقابر لاستيعاب جثامين الضحايا

دفن أحد ضحايا كورونا في ماناوس البرازيلية (رويترز)

أدى القلق من انتشار نسخ جديدة من فيروس كورونا، إلى فرض عدة دول منها أمريكا وفرنسا وإسرائيل قيودا جديدة على دخول أراضيها وتشديدا في التدابير الصحية.

كما ثارت تظاهرات ضد إجراءات التشديد في دول أخرى مثل هولندا حيث وقعت مواجهات بين المحتجين على حظر التجول والقوى الأمنية.

وسيعيد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الإثنين العمل بقيود الدخول إلى الولايات المتحدة ولا سيما بالنسبة للأجانب الذين زاروا بريطانيا وجنوب أفريقيا حيث ظهرت نسختان جديدتان أشد عدوى من فيروس كورونا.

وسيطبق منع الدخول إلى الولايات المتحدة على غالبية المواطنين غير الأمريكيين الذين توجهوا إلى بريطانيا وجزء كبير من أوربا، فضلا عن البرازيل وجنوب أفريقيا.

وتجاوزت الولايات المتحدة رسميا أمس الأحد عتبة 25 مليون إصابة بفيروس كورونا منذ بدء انتشار الوباء.

وتسببت الجائحة بوفاة مليونين و121 ألفا و70 شخصا في العالم وأصاب الفيروس نحو 99 مليونا منذ ظهوره نهاية العام 2019.

وأدى القلق من الفيروس المتحور إلى تشديد التدابير والقيود في الكثير من الدول ما أثار معارضة جزء من السكان.

فقد شهدت مدن هولندية عدة مواجهات مع الشرطة وعمليات نهب أمس الأحد خلال تظاهرات احتجاج على فرض حظر التجول ما استدعى توقيف عشرات الأشخاص في مناطق مختلفة من البلاد.

احتجاجات على قيود كورونا في أمستردام (ر ويترز)

وفي لاهاي وأيندهوفن أحرقت سيارات ومتاجر، كما أضرمت النيران يوم السبت في مركز لفحوص كورونا في بلدة أورك في شمال هولندا.

وفي الدنمارك، أوقفت الشرطة 3 أشخاص يشتبه في أنهم أحرقوا دمية على هيئة رئيسة الوزراء خلال تظاهرة مساء السبت في كوبنهاغن.

وكان آلاف الأشخاص تظاهروا السبت في مدريد معتبرين أن الفيروس “خدعة” فيما رأى بعض المتظاهرين أنه “غير موجود”.

توسيع مقبرة في ماناوس

وبدأت البرازيل ثاني أكثر دول العالم تضررا بعد الولايات المتحدة حملة التلقيح ضد كورونا.

وشهدت ماناوس عاصمة هذه الولاية الواقعة في شمال غرب البلاد، أكثر من 3 آلاف عملية دفن خلال يناير/ كانون الثاني، فيما تجاوزت المستشفيات طاقتها الاستيعابية القصوى بسبب الارتفاع الكبير في الإصابات.

وباشرت مقبرة نوسا سينيورا ابارايسيدا الأكبر في المدينة أعمال توسيع لاستقبال ألفين إلى 3 آلاف جثمان إضافي.

مركز للتطعيم ضد كورونا في نيويورك (رويترز)

وفي المكسيك حيث حصدت الجائحة أرواح أكثر من 146 ألف شخص، أعلن الرئيس أندريس لوبيز أوبرادور (67 عاما) الأحد أنه مصاب بكورونا إلا أنه يعاني من “أعراض طفيفة” فقط.

عزل وإغلاق حدود

وفرضت قيود جديدة في الكثير من الدول لمواجهة المخاوف حيال النسخ الجديدة من الفيروس.

فقد شددت فرنسا الأحد عمليات التدقيق عند الحدود واشترطت ابراز فحص سلبي النتيجة للمسافرين الآتين من الاتحاد الأوربي، وكان هذا الإجراء مطلوبا من الوافدين من دول أخرى.

إلا أن رئيس المجلس العلمي جان-فرنسوا ديلفريسي اعتبر أنه “ينبغي على الأرجح التوجه إلى الإغلاق” لمواجهة فيروس كورونا المتحور.

ومنعت السويد الأحد لمدة 3 اٍسابيع دخول أراضيها للوافدين من الدنمارك بعد ظهور بؤرة للنسخة البريطانية الجديدة للفيروس قرب أوسلو مع تمديد الإجراء نفسه حيال الوافدين من بريطانيا والدنمارك.

وأعلنت النرويج من جهتها السبت إغلاقا جزئيا في أوسلو وضواحيها في تدبير هو الأكثر صرامة منذ بدء الجائحة.

وفي النمسا بات وضع الكمامة من نوع “إف إف بي2” إلزاميا اعتبارا من الإثنين في وسائل النقل المشترك والمتاجر.

وأعلنت إسرائيل التي لقحت 2.5 مليون من سكانها البالغ عددهم 9 ملايين، تعليق الرحلات الجوية الدولية حتى 31 يناير/ كانون الثاني.

تأخر تسليم اللقاحات

وفي أوربا ارتفع منسوب التنديد بالتأخر المعلن في تسليم لقاحات أسترازينيكا وفايزر. وطالب رئيس المجلس الأوربي شارل ميشال بأن تتوخى شركات الصيدلة “الشفافية”.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أمس الأحد أن ملاحقات قضائية أعلنتها إيطاليا تستهدف “الحصول على الجرعات” الموعودة من المختبرين.

وستكون ألمانيا التي تعاني بقوة من عودة انتشار الفيروس، الأسبوع المقبل أول دولة في الاتحاد الأوربي تستخدم علاجا تجريبيا يستند إلى الأجسام المضادة أعطي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عند إصابته بالفيروس.

وأصدرت أستراليا من جهتها أول ترخيص للقاح هو فايزر على ما أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون الإثنين. وسيبدأ التلقيح في نهاية فبراير/ شباط.

لقاح فايزر المضاد لكورونا (رويترز)

وصوت الناخبون البرتغاليون وسط إغلاق عام شامل في انتخابات رئاسية أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس مارسيلو يبيلو دي سوزا.

وكانت البرتغال الدولة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات الجديدة والوفيات على الصعيد العالمي نسبة إلى عدد مواطنيها باستثناء جبل طارق، مع أكثر من 85 ألف إصابة ونحو 1500 وفاة خلال الأسبوع الماضي.

في المقابل، رفعت هونغ كونغ إجراء الإغلاق الذي فرضته على أحد أحيائها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الأول من نوعه منذ بدء الجائحة بعدما سمح برصد 19 إصابة من أصل 7 آلاف مواطن خضعوا لفحوص ما أثار نقاشا حول فعالية هذا التدبير.

فيروس انعدام المساواة

واستمرت الجائحة في التسبب باضطرابات اقتصادية مع حرمان ملايين الأشخاص من العمل أو المداخيل فيما لم يتأثر أغنى الأغنياء، الذين حسنوا وضعهم، خلال الأزمة الصحية على ما ذكرت منظمة أوكسفام غير الحكومية في تقريرها السنوي الذي صدر اليوم الاثنين.

وعلى الصعيد العالمي، ازدادت ثروات أصحاب المليارات 3900 مليار بين 18 مارس/ آذار و31 ديسمبر/ كانون الأول 2020 وفق المنظمة التي جددت دعوتها إلى فرض ضرائب على الثروة لمكافحة “فيروس انعدام المساواة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية