مسؤول أوربي لـ “الجزيرة مباشر”: الاجتماع بين الاتحاد والولايات المتحدة وطالبان لا يعد اعترافا بالحكومة الأفغانية (فيديو)

قال لويس ميغيل الناطق الرسمي للاتحاد الأوربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن الاجتماع بين ممثلين عن الاتحاد والولايات المتحدة ووفد لحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة لا يعد اعترافا بالحكومة الأفغانية الجديدة.

وأوضح ميغيل خلال مقابلة له مع الجزيرة مباشر، الثلاثاء، أن المحادثات تدور بشأن تفاصيل فنية، مثل تشكيل حكومة شاملة، والالتزام بحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب.

وفي وقت سابق من اليوم، التقى مجموعة من ممثلي الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة في العاصمة القطرية مع ممثلين للحكومة الانتقالية الأفغانية.

وأضاف ميغيل “سيسمح لنا ذلك بمعالجة قضايا مثل الحاجة لحكومة شاملة في أفغانستان، وإيجاد ممر آمن لمن يرغبون في مغادرتها، والدعم الإنساني وحقوق الإنسان بالإضافة لمنع استخدام البلاد مسرحا للإرهابيين”.

وتابع “هذا اجتماع غير رسمي وتبادل للآراء ولا يعد اعترافاً بالحكومة الجديدة”.

وأكد ميغيل أن على المجتمع الدولي مسؤوليات إزاء الوضع الحالي في أفغانستان، مؤكدا حاجة البلاد إلى مساعدات عاجلة لتجنب انهيار إنساني واجتماعي واقتصادي كبير.

وأشار ميغيل إلى أن الاتحاد الأوربي أعلن خلال قمة مجموعة العشرين الافتراضية في روما عن برنامج مساعدات بقيمة مليار يورو للشعب الأفغاني ودول الجوار لتجنب انهيار إنساني.

وأضاف “علينا القيام بكل ما بوسعنا لتجنب انهيار اقتصادي كبير. الشعب الأفغاني يجب ألا يدفع ثمن أعمال طالبان. لذلك فان حزمة الدعم موجهة إلى الشعب الأفغاني ودول الجوار التي كانت أول من قدم له المساعدة”.

وتابع ميغيل “الحزمة تشمل أموالا مخصصة لغايات إنسانية سبق أن اتفق عليها. هذه المساعدة الإنسانية ستواكبها مساعدة إضافية متخصصة من أجل اللقاحات وتأمين مساكن وكذلك حماية المدنيين وحقوق الإنسان”.

وكانت المفوضية الأوربية قد شددت على أن أموال الاتحاد الأوربي هي “دعم مباشر” للأفغان وسيتم إيصالها إلى المنظمات الدولية العاملة على الأرض، وليس إلى حكومة طالبان المؤقتة التي لا تعترف بها بروكسل. علما أن مساعدات التنمية التي يقدمها الاتحاد الأوربي -وهي تختلف عن المساعدات الإنسانية- ما زالت مجمدة.

وأشار الاتحاد الأوربي إلى أنه وضع 5 معايير “ويجب الالتزام بها قبل أن يتسنى استئناف التعاون على التنمية بشكل منتظم”.

وأكد الاتحاد الأوربي “سيكون على طالبان احترام حقوق الإنسان الأساسية وخصوصا حقوق المرأة، ويجب أن تكون الحكومة الأفغانية جامعة وتتيح إيصال المساعدة الإنسانية”.

طالبان تطالب المجتمع الدولي بالتعاون

وفي وقت سابق اليوم، قالت الحكومة الأفغانية المؤقتة إن سياسة الضغط في أفغانستان لم تنجح، وطالبت المجتمع الدولي بانتهاج التفاعل والتعاون.

وأضاف وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة خلال اجتماع في الدوحة مع سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ودول غربية أخرى أن إضعاف الحكومة الأفغانية ليس في مصلحة أحد، وستكون له تداعيات سلبية على العالم، وعلى المجتمع الدولي رفع العقوبات عن بلاده”.

إيطاليا تحذر من كارثة

بدوره، حذر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي من أن كارثة إنسانية على وشك الحدوث في أفغانستان خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال دراغي خلال اجتماع مجموعة العشرين الاستثنائي المخصص للوضع في أفغانستان إن هناك اتفاقا في الاجتماع على ضرورة إبقاء مطار كابل مفتوحا لإيصال الدعم الإنساني.

وأكد أن أغلب الحاضرين في القمة متفقون على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة في إيصال هذا الدعم داعيا لرفع سقف الدعم المالي.

وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى أن الدول المشاركة اتفقت على ضرورة العمل على منع تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ للإرهابيين وفق تعبيره وعلى تنفيذ مشاريع تنموية على الأرض.

واتفق قادة مجموعة العشرين في ختام اجتماع استثنائي عقد اليوم في العاصمة الايطالية على ضرورة جعل الدعم الانساني لأفغانستان الأولوية في المرحلة الحالية.

وقال القادة المشاركون إن هناك عملاً يجب انجازه لمنع حدوث انهيار اقتصادي في أفغانستان.

رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي (غيتي)

موقف أمريكي

في السياق، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالعمل عن كثب مع المجتمع الدولي واستخدامِ الوسائل الدبلوماسية والإنسانية والاقتصادية لمعالجة الوضع في أفغانستان ودعم الشعب الأفغاني.

وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش مع قادة مجموعة العشرين خلال الاجتماع الاستثنائي بشأن أفغانستان، الحاجة الماسة للحفاظ على الجهود المستمرة لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تهديدات تنظيم الدولة.

وأوضح أن قادة مجموعة العشرين أكدوا من جديد التزامهم الجماعي بتقديم المساعدة الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني من خلال المنظمات الدولية المستقلة، وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والفتيات والأقليات.

خريطة طريق دولية لأفغانستان

ودعا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، إلى وضع خريطة طريق دولية لأفغانستان من دون فرض وصاية عليها، مؤكدا حرص بلاده على أن ينعم الشعب الأفغاني بالأمن والاستقرار.

وأضاف خلال خطاب له، عبر اتصال مرئي، خلال اجتماع مجموعة العشرين “انطلاقا من هذه الرؤية واقتناعنا بحل النزاعات بالطرق السلمية، جعلنا من الحوار وتسوية المنازعات ركيزة أساسية لسياستنا الخارجية”.

وأشار إلى أنه في حالة أفغانستان تكللت هذه الجهود بتوقيع اتفاق الدوحة في 29 من فبراير/شباط 2020 بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، تتويجا للحوار المباشر بينهما، والذي طلب منا شركاؤنا الدوليون المبادرة إليه ورعايته، وكانت هذه بداية الطريق نحو ما نأمل أن يصبح سلاما مستداما في أفغانستان.

وتابع “الاتفاق شمل عدة محاور، على رأسها إطلاق حوار بين الفرقاء الأفغان أنفسهم، بالإضافة إلى انسحاب قوات التحالف من الأراضي الأفغانية، شريطة ألا يتم استغلال الأراضي الأفغانية لأية أنشطة تهدد الدول الأخرى”.

ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، سيطرت طالبان على أفغانستان، بالتزامن مع مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت بنهاية ذلك الشهر.

وأردف أمير قطر “اليوم على عاتق حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان (شكلتها طالبان) مسؤولية استيفاء الالتزامات في هذا الشأن، كما يقع على المجتمع الدولي مسؤوليات جمة تجاه أفغانستان، في صدارتها المساعدات الإنسانية والإغاثية والتي لا تحتمل التأخير”.

واستطرد “أثبتت التجربة أن العزلة والحصار يؤديان إلى استقطاب المواقف وردود الفعل الحادة، أما الحوار والتعاون فيمكن أن يقودا إلى الاعتدال والتسويات البناءة”.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن، حكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول الأول من ذلك العام.

وبشأن حقوق الإنسان والمواطن، قال أمير قطر إن “المقاصد الحقيقية للشريعة الإسلامية السمحة القائمة على العدل والمساواة والرحمة بعد الإيمان تشجع على منح هذه الحقوق”.

وتابع “لا يمكن النهوض بالمجتمعات في البلدان الإسلامية مع تعطيل نصف المجتمع عن العمل والتعليم”.

وأردف “نجدد الدعوة لحكومة تصريف الأعمال في أفغانستان لبذل كافة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وحماية حقوق الإنسان. ونحن واثقون من أنه بالنسبة للحكومة الأفغانية الشعب الأفغاني واحد، وهو مؤلف من المواطنين الأفغان مع احترام هوياتهم الإثنية والجهوية وغيرها”.

ودعا أمير قطر قادة مجموعة العشرين والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية تجاه المسألة الأفغانية تضمن الموازنة بين حقوق الشعب الأفغاني في الحرية والكرامة وحقوقه في الوصول إلى الغذاء والدواء والتنمية.

 

وتضم مجموعة العشرين كلا من إيطاليا وتركيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين والهند وإندونيسيا واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوربي.

وتستضيف روما يومي 30 و31 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري القمة الرسمية لقادة المجموعة، وتركز على قضايا، منها تغير المناخ والتعافي الاقتصادي العالمي ومكافحة سوء التغذية وجائحة كورونا.

المصدر : الجزيرة مباشر