وزير سويدي يحذر: أفغانستان تتجه إلى الانهيار بأسرع من المتوقع

30% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية الحاد (رويترز)

حذر بير أولسون وزير التعاون لشؤون التنمية الدولية السويدي، اليوم السبت، من أن أفغانستان تتجه إلى الانهيار الاقتصادي الذي يهدد بوقوع البلاد في أزمة سياسية جديدة.

وقال أولسون “أخشى أن تكون البلاد على شفا الانهيار وأن الانهيار آت بأسرع مما تصورنا” محذرا من أن الانهيار الاقتصادي يمكن أن يتيح بيئة لنمو “الجماعات الإرهابية”.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة، قرر الاتحاد الأوربي، الذي يضم 27 دولة من بينها السويد، زيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان لكنه أوقف مساعدات التنمية، وهو إجراء اتخذته دول أخرى كثيرة والبنك الدولي.

وقال أولسون إن السويد تاقت إلى تكثيف جهودها من خلال منظمات المجتمع المدني الأفغانية لتقديم الخدمات الأساسية للسكان لكن دولا أخرى شعرت بالحاجة إلى الاقتناع بأن من الممكن فعل ذلك دون إضفاء الشرعية على حكم طالبان. وأضاف أن السويد مع ذلك لن تقدم مساعدات التنمية عبر طالبان.

وأغلقت معظم الدول سفاراتها في كابل بينما نقلت بعض الدول بعثاتها الدبلوماسية إلى قطر وهي وسيط رئيسي بين الغرب وطالبان.

وقال أولسون إن الدول الأوربية ليست مستعدة لإعادة فتح سفاراتها في كابل، مضيفا أن المزيد من البعثات الدبلوماسية ستعمل من قطر قبل أن تكون هناك عودة إلى أفغانستان

هذا وحثت منظمة الصليب الأحمر المجتمع الدولي، أمس الجمعة، على التواصل مع الحكام الجدد في أفغانستان وقالت إن جماعات الإغاثة لن تكون قادرة بمفردها على تجنب اندلاع أزمة إنسانية.

وغرقت أفغانستان في الأزمة بعد الوقف المفاجئ لمساعدات خارجية بمليارات الدولارات في أعقاب انهيار الحكومة المدعومة من الغرب وعودة حركة طالبان للحكم في أغسطس/ آب.

وقال روبرت مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة تكثف جهودها في أفغانستان منذ ذلك الحين وكذلك منظمات أخرى.

لكنه أضاف أن دعم المجتمع الدولي الذي يسلك نهجا حذرا في التعامل مع طالبان حتى الآن له دور حاسم في توفير الخدمات الأساسية.

وقال “المنظمات الإنسانية عندما توحد قواها يمكنها أن تفعل الكثير، يمكنها التوصل إلى حلول مؤقتة”.

وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس الماضي، أنها أسست صندوقا خاصا لتوفير السيولة المباشرة للأفغان، وهو ما قال مارديني إنه سيحل المشكلة لثلاثة أشهر.

وأضاف “أفغانستان أزمة تزداد تعقيدا يوما بعد آخر”.

وتابع أن 30% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية الحاد، مشيرا إلى أن 18 مليونا يحتاجون للمساعدات الإنسانية أو الحماية.

وتقول طالبان إنها ترحب بالجهات المانحة الأجنبية وستحمي حقوق موظفيها ولكن لا ينبغي ربط المساعدات بشروط.

وقال مارديني “لا يمكن لأي منظمة إنسانية أن تحل محل الاقتصاد في أي بلد”.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز