تصعيد جزائري جديد ضد فرنسا على خلفية تصريحات ماكرون “المسيئة”

ماكرون شكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (رويترز)

أعلن ناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية اليوم الأحد أن الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها.

وعادة ما تستخدم الطائرات الفرنسية المجال الجوي الجزائري لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان.

وقال الكولونيل باسكال إياني لوكالة الصحافة الفرنسية “لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين هذا الصباح، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية”، لكنه أكد أن ذلك “لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية”.

ويأتي القرار استكمالًا لرد الجزائر على تصريحات نسبت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نقلتها صحيفة لوموند ووصفت بأنها “مسيئة”. وكانت الجزائر استدعت سفيرها من باريس أمس السبت للتشاور.

ومما جاء في تصريحات ماكرون اتهامه السلطات الجزائرية بأنها “تُكنُّ ضغينة لفرنسا. ونُقل عنه قوله إن الجزائر “كان يحكمها نظام سياسي عسكري له تاريخ رسمي لا يقوم على الحقيقة بل على كراهية فرنسا”.

كما شكك في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، متسائلا “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”.

وتابع ماكرون “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر”، في إشارة لفترة الوجود العثماني بين عامي 1514 و1830.

وأضاف “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تمامًا الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون”.

ودشن ناشطون على موقع تويتر وسما بعنوان (طرد السفير الفرنسي مطلب شعبي) طالبوا من خلاله بالتصعيد مع فرنسا بعد المساس بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقاوم قتلهم الاستعمار الفرنسي وفق بيان الرئاسة مساء أمس السبت.

بيان الرئاسة

وبحسب بيان للرئاسة الجزائرية نقله التلفزيون الرسمي، فإن تصريحات ماكرون “تمثل مساسا غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي”.

وأضاف البيان “جرائم فرنسا الاستعمارية، التي لا تعد ولا تحصى، هي إبادة ضد الشعب الجزائري، وهي غير معترف بها (من قبل فرنسا)، ولا يمكن أن تكون محل مناورات مسيئة”.

ولفت البيان إلى أن التصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي لم يتم تكذيبها رسميا. وأوضح أن الجزائر “ترفض رفضا قاطعا التدخل في شؤونها الداخلية كما ورد في هذه التصريحات”.

ومنذ فترة، تشهد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس توترا وفتورا رافقها نزيف اقتصادي لدى شركات فرنسية غادرت البلاد ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها.

وقبل أيام، استدعت الجزائر سفير باريس لديها للاحتجاج على قرار فرنسي بتقليص التأشيرات الممنوحة لمواطنيها.

وقررت باريس تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس، ردا على رفض الدول الثلاث إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لاستعادة مهاجرين من مواطنيها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات