بايدن: ما قمنا به في أزمة الغواصات مع فرنسا لم يكن ملائماً

الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الإيطالية روما (رويترز)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، في أوضح إقرار أمريكي بالندم على ما حصل في أزمة الغواصات “ما قمنا به لم يكن ملائما ولم يكن على قدر كبير من اللياقة”.

جاء ذلك، بعد لقاء جمع بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة الإيطالية روما على هامش قمة مجموعة العشرين، في أول لقاء بينهما منذ الخلاف الذي نشب حول اتفاق أمني أمريكي مع بريطانيا وأستراليا.

وأضاف الرئيس الأمريكي متوجها إلى الصحفيين إلى جانب نظيره الفرنسي في فيلا بونابرت مقر (السفارة الفرنسية في الفاتيكان) أن فرنسا “شريك بالغ الأهمية” لبلاده.

ورحب الرئيس الفرنسي من جهته بقرارات ملموسة اتُّخذت أو أُعلنت منذ بدء الأزمة في منتصف سبتمبر/ أيلول، ما يسمح ببدء عملية الثقة بين البلدين.

وأضاف: لقد توصلنا إلى عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي والعديد منها مهم من وجهة نظري وفي مقدمتها ما يتعلق بصادرات الأسلحة.

وقال الرئيسان بايدن وماكرون في بيان مشترك بعد المحادثات “يعتزم الرئيسان بدء حوار استراتيجي للتجارة الدفاعية بين الولايات المتحدة وفرنسا، لتعزيز وجهة نظر مشتركة حول الوصول إلى أسواق الدفاع وقضايا التصدير”.

وأضاف البيان.. أن الحكومتين تعهدتا “بتحديد الخطوات اللازمة لتحسين كفاءة وفعالية تصاريح التصدير الدفاعي”.

وقال بايدن عبر حسابه على تويتر: لقد كان لي لقاء رائع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد ظهر اليوم، لا يوجد لدى الولايات المتحدة حليف أقدم، ولا أكثرُ ولاءً، ولا  أكثر احتراماً من فرنسا. لقد كانوا معنا منذ البداية وسنكون دائمًا هناك من أجلهم.

وتسعى فرنسا إلى توضيح مجموعة من ضوابط تصدير الأسلحة الأمريكية المعروفة باسم لوائح التجارة الدولية في الأسلحة والتي تسمح لواشنطن.. بمنع إعادة تصدير المكونات الأمريكية الحساسة الموجودة في أسلحة أجنبية.

وأنحت شركات دفاع فرنسية وأوربية باللوم على هذه اللوائح في إعاقة صادراتها إلى دول ثالثة في الماضي، بينما قامت شركات الأسلحة الأمريكية، بحملة للحفاظ على مرونة القواعد -بما يكفي لتجنب فرض حد أقصى محكم للغاية – على مبيعات الأسلحة الخاصة بها.

وواجهت مجموعة (تاليس) الدفاعية عقبة أمام تصدير أقمار صناعية أطلقتها صواريخ صينية.

وأفادت تقارير.. أن مفاوضات بيع طائرات رافال المقاتلة التي تصنعها شركة (داسو) من فرنسا لمصر عام 2018، تأخرت بسبب قيود ضوابط تصدير الأسلحة الأمريكية المعروفة باسم لوائح التجارة الدولية في الأسلحة، على صواريخها.

وتتطلع فرنسا إلى دعم أمريكي واضح لمشروع “المنظومة الدفاعية الأوربية المشتركة”، ويقول ماكرون إن هذه الفكرة، التي لم ترحب بها واشنطن كثيراً لا تتعارض مع حلف شمال الأطلسي.

أزمة الغواصات

كانت واشنطن قد فوجئت برد فعل فرنسا الغاضب، بعد الإعلان في منتصف سبتمبر/ أيلول عن تحالف جديد أُطلق عليه اسم “أوكوس” بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وشعرت باريس بالإضافة، إلى عدم استشارتها بخيبة أمل كبيرة، من النتيجة الأولى لهذه الشراكة، المتمثلة بتخلي أستراليا عن عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية.

كانت أستراليا قد ألغت صفقة بقيمة 56 مليار يورو مع فرنسا لتطوير غواصات تقليدية تحل محل أسطولها المتقادم من غواصات (كولنز).

وخسرت فرنسا عقدًا بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو) نص على شراء 12 غواصة تقليدية (غير نووية) لطالما عدته “صفقة القرن” للصناعة الدفاعية الفرنسية.

وعدَّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن قرار أستراليا الأحادي والمفاجئ يشبه كثيراً ما كان يفعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وقال لودريان “نشعر بالخيانة والغضب والمرارة بسبب إلغاء أستراليا صفقة الغواصات النووية ونحتاج توضيحاً وتفسيراً لهذا الأمر”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات