كاتب بريطاني: هكذا ترعى الإمارات الخطاب المعادي للإسلام السياسي في السويد

صورة أرشيفية (2015) لفردين من الشرطة السويدية أمام مسجد تعرض لهجمات (غيتي-أرشيف)

قال مقال للكاتب والأكاديمي أندرياس كريغ إن الإمارات تمكنت من خلال ما بدا أنه يندرج تحت بند أنشطة الدبلوماسية العامة في الترويج لوجهة نظرها المعادية لجماعات لإسلام السياسي، خاصة (الإخوان المسلمين)، في السويد.

وذكر الكاتب في مقاله بموقع (بوليتكس توداي) أن وكالة الطوارئ السويدية -التابعة لوزارة العدل- أنشأت مؤخرا (وكالة الدفاع النفسي)، في خطوة تهدف لمراقبة الخطاب العام وحمايته من التأثير الخارجي.

وأضاف الكاتب أنه وعلى العكس من قيام الوكالة الجديدة التصدي للتأثيرات الخارجية، اتضح أن أغلب العاملين في الوكالة الجديدة على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإمارات.

وقال إن هناك أدلة على أن ما تقوم به الإمارات فيما يبدو وكأنه من أنشطة الدبلوماسية العامة، هي في الحقيقة محاولة نشطة من جانبها لتشكيل الرأي العام في أوربا حسب وجهة نظرها، خاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط والربيع العربي وجماعات الإسلام السياسي.

وذكر الكاتب أن الإمارات -وعلى مدى سنوات- رعت ودعمت شبكات من القوميين وأصحاب وجهات النظر المعادية للإسلام والمسلمين من السياسيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات من أجل الترويج لوجهة نظرها بشأن “الإسلام المعتدل” وشن حملات لإعادة تشكيل الرأي العام والضغط على الحكومات الأوربية من أجل القيام بإجراءات ضد جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها (الإخوان المسلمين)، ومنظمات المجتمع المدني.

وأشار إلى أن هذه الحملات نجحت عام 2015 في دفع الحكومة البريطانية بزعامة ديفيد كاميرون إلى فتح تحقيق فيما إذا كان يجب إدراج جماعة (الإخوان المسلمين) على قائمة المنظمات الإرهابية.

وأضاف أن هذه الحملات، منذ 2017، أسفرت عن تغيّر في الخطاب العام تجاه جماعة (الإخوان المسلمين) مما أدى إلى تغير في وجهة نظر وسياسات المؤسسات الحكومية تجاه المنظمات الإسلامية غير الحكومية ووصمها مما حد من قدرتها على العمل ضمن منظمات المجتمع المدني.

وذكر الكاتب أن الأمر بدأ بتقرير لوكالة الطوارئ المدنية كتبه ماغنوس موريل وإيي كارلبوم، والذي تضمن وجهة النظر الإماراتية بأن جماعة (الإخوان المسلمين) ما هي إلا بوابة تقود إلى الجماعات المسلحة.

وأضاف أنه تبع ذلك عقد عدد كبير من المؤتمرات واللقاءات، التي أتاحت المجال لعدد من الباحثين من ذوي الاتجاه الواحد لعرض وجهة نظرهم المعادية للإسلام والدعاية لها بناء على أعمال بحثية حولها علامات استفهام.

وقال كاتب المقال إن من يقف وراء أغلب هذه الأبحاث هو مركز بحثي لقضايا الإرهاب، والذي تقوم وكالة الطوارئ المدنية بتمويله، مشيرا إلى أن ماغنوس رانستورب يرأس قسم الأبحاث في هذا المركز.

وذكر أن ماغنوس يعمل منذ 2017 مستشارًا لمركز (هداية) الإماراتي الممول من الدولة.

وأضاف أن لورنزو فيدينو من بين من يروجون لوجهة النظر الإماراتية في السويد، وهو باحث يقيم في واشنطن وعلى علاقة وطيدة بالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة.

وذكر أن سارة برزوسكيفيتش من بين الحلقة القريبة من ماغنوس، وتتولى رئاسة تحرير منصة تدعمها الإمارات، والتي تستخدم من قبل أعضاء من الحلقة نفسها لتضخيم وجهة النظر المعادية لجماعة (الإخوان المسلمين).

وأشار كاتب المقال إلى دعوة سارة للحديث عند إصدار النسخة الثانية من تقرير وكالة الطوارئ المدنية بشأن جماعة (الإخوان المسلمين) عام 2018.

وقال إن هنريك لاندرهولم هو الشخص الذي وقع عليه الاختيار لرئاسة الوكالة الجديدة وكان يعمل سفيرا لبلاده في أبو ظبي.

المصدر : الجزيرة مباشر