السودان.. قتلى وجرحى في مظاهرات رافضة لقرارات البرهان والشرطة تنفي استخدام السلاح الناري (فيديو)

أعلنت وزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية المنحلة أن 5 قتلوا برصاص قوات المجلس العسكري، مضيفة “الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار لقتلة أبناء شعبنا الأبرار”.

وفي منشور آخر، قالت وزارة الصحة بالحكومة المنحلة إن قوات الجيش اقتحمت مستشفى الأربعين واعتدت على المصابين والكوادر الطبية، محمِّلة المجلس العسكري المسؤولية عن سلامة المرضى والعاملين بالمستشفى.

 

في حين، قالت الشرطة السودانية إنها اعتمدت الحد الأدنى من القوة ولم تستخدم السلاح الناري في تعاملها مع المتظاهرين.

وأعلنت الشرطة عن وجود 39 إصابة “جسيمة” بين أفرادها، خلال أحداث، اليوم السبت، مشيرة إلى أن التظاهرات كانت ذات طابع سلمي لكنها سرعان ما انحرفت عن مسارها، وفق التلفزيون السوداني (رسمي).

ووفق البيانات الجديدة، يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات في السودان إلى 21 منذ خروج محتجين بالخرطوم وعدد من مدن البلاد، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفضا لإجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المتعلقة بحل مؤسسات الانتقال الديموقراطي.

وتوسعت الاحتجاجات، السبت، ضد إجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان  لتشمل 7 مدن هي الخرطوم، ومدني، وبورتسودان، وكسلا، ودنقلا، وكريمة، وعطبرة.

وأفاد شهود عيان للأناضول أن الآلاف خرجوا في مدينتي دنقلا وكريمة (شمال)، ومدني (وسط)، وعطبرة (شمال).

وأضاف الشهود أن الآلاف خرجوا في مدينة مدني بولاية الجزيرة رافعين لافتات كتب عليها “يسقط انقلاب الخيانة والغدر”.

وردد المحتجون في مدينتي دنقلا وكريمة بالولاية الشمالية شعارات تنادي بمدنية الدولة وسقوط العسكر، من بينها “الثورة خيار الشعب”، و”لا للانقلاب العسكري”، و”الديمقراطية عائدة”.

وردد الآلاف في مدينة عطبرة شعارات من قبيل “الثورة ثورة شعب.. والسلطة سلطة شعب” و”لن يحكمنا العسكر”، و” البلد دي حقتنا (ملكنا) وحكومتنا مدنية”، كما رفعوا لافتات مدون عليها عبارات “الشعب أقوى والردة مستحيلة”، و”حرية وسلام وعدالة”.

وفق شهود عيان للأناضول، أطلقت الشرطة السودانية وابلا من قنابل الغاز لتفريق مظاهرات حاشدة في حي (أركويت) شرقي الخرطوم.

فيما أفاد بيان للجان مقاومة منطقة “كرري” بمدينة أم درمان بالخرطوم، بـ”تفريق قوات الشرطة للمحتجين بمنطقة الثورات في المدينة باستخدام قنابل الغاز”.

وأغلقت قوات الأمن، اليوم السبت، الجسور بين الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري، وأغلقت الطرق بأسلاك شائكة.

وقال شهود لرويترز إن قوات الأمن أغلقت أيضا مواقع استراتيجية منها القصر الرئاسي ومقر الحكومة والمطار.

وذكر شهود أن المحتجين بدأوا يتجمعون في محيط الخرطوم بعد ظهر اليوم، وأن قوات الأمن تحركت سريعا لمحاولة تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم ومطاردتهم في الشوارع الجانبية لمنعهم من الوصول إلى مناطق التجمع الرئيسية.

وقال أحد المتظاهرين في أم درمان “فوجئ الناس بإطلاق الغاز المسيل للدموع في وقت مبكر جدا”، وأضاف أن المحتجين “تقهقروا إلى الحي وتحصنوا في الشوارع، وهم الآن يعودون إلى الطريق الرئيسي”.

وشهدت المظاهرات في بعض مناطق العاصمة حالات كر وفر إثر إطلاق قوات الشرطة عبوات الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مقابل قذف جموع المتظاهرين لتلك القوات بالحجارة. ‎

والثلاثاء الماضي، دعا “تجمع المهنيين السودانيين” (قائد الحراك الاحتجاجي) في بيان، إلى خروج مظاهرات حاشدة، اليوم السبت، وذلك “للمطالبة بالحكم المدني ورفضًا لإجراءات الجيش”.

وأعلن البرهان قبل أيام عن تشكيل “وشيك” لحكومة جديدة بدلا من حكومة حمدوك، إلّا أن لا شيء ملموسًا حتى الآن، علمًا أن أعضاء مجلس السيادة الجديد لا يمثلون جبهة موحدة.

وكان فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان قد دعا قوات الأمن السودانية، إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير”.

وغرّد بيرتس عبر تويتر “في ضوء مظاهرات اليوم بالسودان، ادعو مرة أخرى قوات الأمن لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، وعلى المتظاهرين أن يحافظوا على مبدأ سلمية الاحتجاج”.

والخميس الماضي، أصدر البرهان مرسومًا بتشكيل مجلس السيادة الانتقالي الجديد برئاسته، وتعيين محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائبا له، وأدى اليمين الدستورية أمام رئيس القضاء بالبلاد.

ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يعاني السودان أزمة حادة إذ أعلن الجيش حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، مع إعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها “انقلابا عسكريا”.

وقبل تلك الإجراءات، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات