ليبيا.. المدعي العسكري يطالب بوقف ترشح سيف القذافي وحفتر للرئاسة (فيديو)

سيف الإسلام لعب أدوارا مهمة في الشأن الليبي قبل الثورة على والده (موافع التواصل)

طالب مكتب المدعي العسكري العام في ليبيا، اليوم الأحد، مفوضية الانتخابات بوقف إجراءات ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر “إلى حين امتثالهما للتحقيق”.
جاء ذلك في مراسلة وجهها وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري، محمد غرودة، إلى رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، ونشرتها وسائل إعلام محلية.

وحمل وكيل النيابة، المفوضية الوطنية للانتخابات “المسؤولية القانونية حالة مخالفة ذلك مع ضرورة موافاتنا بما يفيد الاستلام والإجراءات المتخذة من قبلكم”.

وأوضح أن “القضايا المرفوعة ضد سيف القذافي وحفتر تتعلق بقتل مواطنين بمنطقة إسبيعة (جنوب طرابلس) من قبل المجموعة المسلحة فاغنر (روسية)”.

وأردف “كذلك ملف قضية قتل 26 طالب بالكلية العسكرية بطرابلس، وواقعة قصف مقر الهجرة غير الشرعية بتاجوراء، وقصف مدينة الزاوية”.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله قوله إن أمر القبض بحق سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي الصادر منذ عام 2011 “ما يزال ساريا ولم يتغير”.

وأضاف العبد الله “بشأن الوضع القانوني، فإن هنالك أمرا بالقبض لا يزال ساريا وهذا لم يتغير” موضحا أن “المحكمة لا تعلق على الشؤون السياسية”.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت “المفوضية الوطنية العليا للانتخابات” في ليبيا تسلمها ملف ترشح سيف الإسلام لانتخابات الرئاسة.

ويعود نجل القذافي إلى الواجهة السياسية في ليبيا من جديد بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد غاضبين إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011.

ويقول مراقبون إن سيف الإسلام، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اتخذ خطوة الترشح مستغلا شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة “الاستقرار النسبي” للبلاد في عهد والده، بعد عقد صعب شهد الكثير من الصراعات السياسية والمسلحة.

وفي الوقت ذاته  ما يزال كثير من الليبيين يتذكرون الحكم الشمولي القاسي في عهد القذافي كما أن سيف الإسلام وشخصيات النظام السابق ظلت بعيدة عن السلطة لفترة طويلة وربما يجدون صعوبة في حشد الرأي العام بنفس قدرة منافسين رئيسيين.

وفي 17 مايو/ أيار الماضي، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة “إما أن يقوم سيف الإسلام القذافي بتسليم نفسه أو تقوم السلطات الليبية بتسليمه إلى المحكمة”.

وفي 11 أغسطس/آب الماضي، أصدر مكتب المدعي العام العسكري الليبي أمرا بإلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي لـ”تورطه في جرائم قتل واستعانته بمرتزقة”.

وفتحت المفوضية باب الترشح للانتخابات، الإثنين الماضي، ويستمر، حتى 22 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، للانتخابات الرئاسية، وحتى 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل للانتخابات البرلمانية.

يأتي ذلك رغم استمرار الخلافات حول قانوني الانتخابات بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر؛ بما يهدد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد المقرر في 24 ديسمبر/كانون الأول.

ليبيا لن تعود لعهد الدكتاتورية

بدروه، قال الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي إن من يعتقد إمكانية عودة ليبيا لعهد الديكتاتورية بعد كل ما قدم من تضحيات هو “واهم”.

وأضاف السويحلي في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على “تويتر” بعد ساعات من تقديم سيف الاسلام أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية إن “المجرمين وعلى رأسهم سيف مكانهم في قوائم المطلوبين للعدالة وليس في قوائم المرشحين للانتخابات”.

وشدد السويحلي على أنه لا قبول “إلا بانتخابات حرة نزيهة وعلى قاعدة دستورية متوافق عليها وفي الموعد 24 ديسمبر الذى كافحت من أجله في ملتقى الحوار”.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مصورة لسيف الإسلام، وهو داخل فرع مفوضية الانتخابات في سبها، ويرتدي عباءة وعمامة بنيتين، ويبدو الشيب ظاهرا في ذقنه الطويلة.

وهذا أول ظهور رسمي داخل البلاد لسيف الإسلام القذافي منذ مقابلة متلفزة أجرتها معه “قناة العاصمة” الليبية (خاصة) عام 2013.

ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا من جديد بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011.

ويعتبر سيف الإسلام ثاني مرشح يقدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسة؛ حيث أعلنت مفوضية الانتخابات، السبت، أن مرشحا آخر تقدم بأرواق ترشحه إلى مكتبها بالعاصمة طرابلس، دون كشف اسمه.

والجمعة، هدد المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا في بيانهم الختامي بفرض عقوبات على الأفراد الذين “سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض الانتخابات المقررة في ليبيا” سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.

ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات