سياسيون سودانيون: من السابق لأوانه الحديث عن انفراج سياسي والشارع لن يخضع لقيادة عسكرية (فيديو)

قال كاميرون هيدسون المبعوث الخاص السابق للرئيس أوباما إلى السودان إنه من السابق لأوانه الحديث عن انفراج سياسي في السودان، وأن واشنطن لا تثق في نوايا الجيش السوداني ومجلس السيادة، موضحا أن مسؤولي البيت الأبيض سينظرون إلى ما سيحصل مستقبلا.

وأضاف هيدسون خلال مشاركته في برنامج “المسائية” على قناة الجزرة مباشر أن خطة إطلاق سراح رئيس الحكومة السودانية المنحلة ومعه جميع المعتقلين السياسيين من وزراء ومعارضين خطوة مهمة لكنها غير كافية للحديث عن انفراج سياسي حقيقي بالسودان.

وتابع المبعوث الأمريكي السابق للسودان أنه بالرغم من الترحيب الذي صدر من قبل العديد من الدول العربية وكذا الاتحاد الأفريقي فإن الحكومة الأمريكية لا يمكنها الحكم على تفاصيل هذه الخطوات المتسارعة في السودان وتقييم محددات الاتفاق بين عبد الله حمدوك وعبد الفتاح البرهان.

واستطرد المسؤول الأمريكي قائلا إن الحكومة الأمريكية طوال الفترات السابقة كانت تعمل عل محاولة خفض حالة الاحتقان السياسي وعودة الحوار الديمقراطي بين المكون المدني والعسكري.

وشدد على أن الجيش السوداني ومجلس السيادة لم يكشف طوال العامين السابقين عن رغبة صادقة لتشكيل حكومة مدنية مضيفا إن الحكومة الأمريكية تحكم على الأفعال لا على الأقوال.

وأضاف “الإجراءات التي قام بها الفريق أول عبد الفتاح البرهان تكشف عن غدر الجيش برئيس الوزراء حمدوك”.

وقال هيدسون “لا توجد نوايا حسنة عند الجيش للعودة للمسار الديمقراطي وما حصل من إجراءات من قبل قادة مجلس السيادة يوحي بعدم وجود أي ثقة للانتقال السياسي في السودان”.

وفي وقت سابق الأحد، وقع البرهان اتفاقا سياسيا مع حمدوك؛ بهدف إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو شهر، وذلك في أعقاب ضغوط دولية مكثفة ومظاهرات متواصلة تطالب بالحكم المدني.

بدوره، قال التوم هجو القيادي بقوى الحرية والتغيير “الميثاق الوطني” إن الجيش هو الذي أطلق الثورة السودانية من عقالها وأن ما تحقق على يد قوات الجيش السوداني هو استمرار وتراكم لمجموعة من الاحداث التي بدأت في العام 1989.

وطالب هجو بضرورة اختصار الفترة الانتقالية لسنة واحدة حتى يمكن للشعب السوداني أن يحاكم الأحزاب السياسية عبر انتخابات حرة ونزيهة.

وأضاف هجو “الشارع السوداني وقع تحت أكبر عملية احتيال سياسي من قبل الأحزاب اليسارية والشيوعية التي تمكنت من غسل أدمغة الشباب. مضيفا أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان اتخذ جملة من الخطوات لحماية الثورة من الأحزاب الفاسدة. وحينما حقق ما أرد أعاد الأمور لنصابها”.

وتبع هجو “البرهان ينتمي لطينة القادة العسكريين مثل محمد سوار الذهب الذي انتمى لخيارات الشعب وانقلب على الجيش وسلم القيادة لحكومة مدنية”.

من جهته قال نور الدين بابكر قيادي بقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” إن الثورة السودانية صناعة مدنية طالما أن آلاف السودانيين من جميع الشرائح الاجتماعية والسياسية هي التي واجهت النظام السابق إلى حين سقوط البشير.

وأضاف بابكر “الجيش كان يتفرج على الثورة ولم يتدخل إلا بعدما أيقن بسقوط البشير، مشيرا إلى أن ذات القوى المجتمعية هي التي تصدت لإجراءات البرهان واستمرت في مظاهرات مليونية إلى حين عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك”.

وأضاف بابكر إن مليونية 21 نوفمبر هي التي نجحت في رفع الإقامة الجبرية عن حمدوك وعودته رئيسا لحكومة السودان جاءت بفعل ضغط الشارع.

وتابع بابكر أن الشعب السوداني يعرف ما يريد وهو لن يسمح مرة أخرى بالخضوع لقيادة عسكرية بصورة مباشر أو غير مباشرة.

من ناحيته، قال الوليد علي الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين إن الشارع السوداني انتصر اليوم على البرهان كما انتصر على البشير.

وأضاف علي “تجمع المهنيين السودانيين مكون من تيارات ومكونات مهنية ثورية. مضيفا أنه لا يمثل خيارا أيديولوجيا وإنما تنظيما لتوحيد الشعب فهو لا يتكلم بلسانه يقدرما أنه يعتبر جزءا منه”.

وخلص الوليد علي بان الشعب رد اليوم على الجيش وسيرد غدا.

تجمع المهنيين والحزب الشيوعي يرفضان اتفاق البرهان – حمدوك

وفي وقت سابق الأحد، أعلن تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي رفضهما لاتفاق سياسي وقعه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، في محاولة لإنهاء الأزمة في البلاد.

وقال تجمع المهنيين، في بيان، إن “اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك والبرهان مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يخص سوى أطرافه، فهو مجرد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري، وانتحار سياسي لعبد الله حمدوك”.

وأضاف “نقاط اتفاق الخنوع، على علاتها وانزوائها بعيدا دون تطلعات شعبنا، فإنها لا تعدو كونها حبرا على ورق”.

واعتبر البيان أن “هذا الاتفاق الغادر هو تلبية لأهداف الانقلابيين المعلنة في إعادة تمكين الفلول وتأبيد سلطة لجنة (الرئيس المعزول عمر البشير) الأمنية القاتلة، وخيانة لدماء شهداء ثورة ديسمبر (2018) قبل وبعد انقلاب 25 أكتوبر”.

ومنتقدا اتفاق البرهان وحمدوك، اعتبر الحزب الشيوعي السوداني، في بيان، أنه “محاولة أخرى لقطع الطريق أمام استكمال مهام الثورة وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي دفع كلفتها شعبنا الباسل أرواحا عزيزة ومناضلات عظيمات”.

وتابع “نرفض هذا الاتفاق، الذي يعزز سلطة العسكر ويعيد شراكة الدم، على الرغم مما ارتكبه الانقلابيون من قتل وترويع (…) بعد أن جرعتهم جماهير شعبنا مر الهزيمة من خلال مواكبها واحتجاجاتها المستمرة”.

ودعا “الجميع إلى الوقوف بصلابة في وجه الاتفاق ووجه من أعدوه والتمسك بكافة أشكال النضال المدني السلمي”.

المصدر : الجزيرة مباشر