شاهد: الاحتلال يهدم مسجدا شمالي الضفة وقاضي قضاة فلسطين يحذر من “حرب دينية”

حطام المسجد بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدمه (منصات التواصل)

هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر، اليوم الخميس، مسجدًا ومنشأتين زراعيتين شمالي الضفة الغربية، بينما حذرت الأوقاف الفلسطينية وقاضي قضاة فلسطين من “حرب دينية”.

وقال سليمان دوابشة رئيس مجلس محلي قرية دُوما جنوبي مدينة نابلس إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وداهمت (حي الشكارة) وهدمت المسجد.

وأضاف دوابشة “المسجد المهدوم بمساحة 60 مترًا مربعًا وقائم منذ عامين ويصلي فيه سكان المنطقة”، مشيرًا إلى أن الاحتلال تذرع بإقامة المسجد في منطقة “مصنفة (ج) دون ترخيص”.

وأشار دوابشة إلى هدم منشأتين زراعيتين جنوب وغرب البلدة بهدف الحد من التوسع العمراني لقرية دوما من ثلاث جهات، وإفساح المجال للتوسع الاستيطاني.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته “بحرب الاحتلال المفتوحة ضد الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في المناطق المصنفة (ج)، بهدف عزلها تمامًا عن بعضها البعض وتحويلها إلى جزر سكانية تغرق في محيط استيطاني يرتبط بالعمق الإسرائيلي”.

وقالت في بيان ،اليوم الخميس،” إن عمليات الهدم كانت متواصلة للمنازل والمنشآت الفلسطينية الواقعة في تلك المنطقة بما فيها المشاريع الممولة من الاتحاد الأوربي، كما أدنت اعتداءات قطعان المستوطنين على تلك الأراضي ومنازل المواطنين ومركباتهم على الشوارع الرئيسية.

وأشارت إلى أن آخر “تلك الجرائم” كان هدم الاحتلال لمسجد في قرية دوما جنوب نابلس، واعتداءات المستوطنين الاستفزازية وتكسير عدد من مركبات المواطنين على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، وحملة التطهير العرقي “البشعة” في الأغوار وفي مسافر يطا والتي تأخذ شكلا دائمًا ومتواصلًا، في إصرار إسرائيلي رسمي على تخريب أي فرصة لتحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين.

من جهتها أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية هدم المسجد، وقالت في بيان “هدم مسجد ومصلى (قرية) دوما جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق المقدسات”.

ووصفت هدم المسجد بأنه اعتداء واضح على المقدسات والأماكن الدينية الخاصة بالمسلمين وتحدٍّ واضح لمشاعرهم، ما يحتاج إلى وقفة جدية لمنع تكراره وتوسُّعه من قبل الاحتلال الذي لا يدخر فرصة في دفع المنطقة بأسرها إلى حرب دينية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل السريع لمنع الاحتلال من القيام بانتهاكاته.

بدوره، قال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، إن قيام قوات الاحتلال بهدم مسجد قرية دوما جنوب نابلس فجر اليوم هو عدوان صارخ على الدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية وعلى مشاعر المسلمين في كل العالم.

وأضاف في بيان أن “دولة الاحتلال تمعن في جرائمها بحق مقدساتنا ومساجدنا وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي في الخليل”.

 

وأكد أن “هدم مسجد قرية دوما صباح اليوم هو جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي وإرهاب دولة منظم تشترك فيه كافة أذرع دولة الاحتلال الأمنية والسياسية والقضائية”.

واستنكر الصمت العربي والإسلامي والدولي “المخجل” الذي يشجع دولة الاحتلال على اقتراف المزيد من المجازر والانتهاكات الجسيمة والمخالفة لمعايير القانون الدولي والإنساني بحق مقدساتنا من خلال تدميرها لمساجدنا ومنع إقامة الصلاة فيها.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه مدافعًا عن مقدساته بكل ما أوتي من قوة وعزيمة وصبر، مطالبًا الدول العربية والإسلامية ومؤسسات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني ومساندته، كما طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات.

وقال “إن استمرار إسرائيل بهدم دور العبادة والمساجد يشعل فتيل الحرب الدينية التي طالما حذرنا منها وفي  الوقت نفسه فإن كافة جرائم الاحتلال تدفع باتجاه اشعال نارها التي لن يسلم منها أحد في العالم ولن يقبل المسلمون ومن قبلهم الشعب الفلسطيني بأن تهدم مساجدهم وتهان دور عبادتهم”.

وتمنع سلطات الاحتلال البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة (ج) من دون تراخيص، والتي يُعد الحصول عليها شبه مستحيل.

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) أراضي الضفة إلى 3 مناطق ” (أ) تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و(ب) تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و(ج) تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية” وتشكل الأخيرة نحو 60% من مساحة الضفة.

ووفق توثيق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هدم الجيش الإسرائيلي 698 مبنى، وهُجّر 949 فلسطينيًا في المنطقة المصنفة (ج) من الضفة الغربية وشرقي القدس، منذ بداية العام الجاري وحتى 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات