هنية: جاهزون لإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وبناء قيادة موحدة (فيديو)

رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية (غيتي)

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ،أمس الأربعاء، إن حركته جاهزة فورًا للدخول في عملية حقيقية لإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وبناء قيادة موحدة تبنى إدارة المراحل القادمة.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز (الزيتونة) للدراسات والاستشارات (مقره بيروت) عن بعد لعرض رؤية حركة حماس المستقبلية للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.

وقال هنية إن “الشعب الفلسطيني قادر على بناء المشروع الوطني والنهوض به برغم التفوق العسكري والأمني للاحتلال الصهيوني”.

وأضاف “ما زلنا في مرحلة تحرر وطني ولسنا في مرحلة بناء دولة ولا بناء سلطة بالمعنى المتكامل تحت الاحتلال”.

واعتبر هنية أن “الفلسطينيين أمام معادلات في غاية التعقيد والصعوبة ما يفرض تشكيل رؤية شاملة تحمل الطهارة السياسية والثقة بالذات على تغيير المعادلات”.

تيه سياسي

وحدّد هنية 5 مقومات وعناصر أساسية يمكن أن تمثل روافع لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني يتمثل أولها في إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني بثوابته وأهدافه كمشروع تحرير وعودة ودولة على كامل التراب الفلسطيني.

وأضاف “كفى لمرحلة التيه السياسي”، معتبرًا أن “البراغماتية السياسية على حساب الثوابت والأهداف عجز سياسي”.

أما العنصر الثاني في رؤية حماس، فهو إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير على أسس سياسية وإدارية جديدة تكفل مشاركة جميع القوى والفصائل وبمشاركة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

واعتبر هنية أن مأزق الوضع الفلسطيني يتمثل بأحد تجلياته “في أزمة القيادة، مؤكدًا أن حركته لا تسعى لطرح بديل عن منظمة التحرير لكنها تدعو لإعادة بناء المنظمة”.

وتساءل هنية “ما معنى قيادة فلسطينية لا توجد فيها (حركتا) حماس والجهاد الإسلامي ولا الجبهة الشعبية بالمعنى الحقيقي الفاعل ولا شخصيات مستقلة ولا أذرع العمل العسكري المتواجدة في غزة؟”.

انتفاضة شعبية

وأوضح هنية أن العنصر الثالث في رؤية حركته هو الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة الحالية من خلال القواسم المشتركة، والعودة للاتفاقات (الداخلية) الموقعة مسبقًا.

وأضاف أن العنصر الرابع يتمثل في التوافق على استراتيجية نضالية كفاحية لتحرير فلسطين لتحديد كيفية إدارة مشروع المقاومة ضد الاحتلال، والمزاوجة بينها وبين العمل الدبلوماسي.

وكشف هنية أن حركته مستعدة للدخول في “مشروع انتفاضة شعبية تتطور لعصيان مدني ضد الاحتلال الإسرائيلي”.

وتابع “ليس هناك شعب استطاع التحرر من المحتل دون المقاومة الشاملة وعلى رأسها العسكرية” خاصة أننا أمام احتلال إحلالي استيطاني قائم على التهجير وعلى مفهوم يهودية الدولة”.

ودعا هنية إلى إعادة الاعتبار للقضية والمشروع الوطني ببُعده الإقليمي عربياً وإسلامياً ودولياً، وهو العنصر الخامس من رؤية حماس.

وبيّن أن إنجاز “مشروع التحرير لفلسطين يتطلب إعادة رسم وظيفة السلطة الفلسطينية التي لا يمكن أن تبقى على نحوها الحالي”.

حصاد مر

من جانب آخر اعتبر هنية أن هناك محاولات في المنطقة لبناء تحالفات عسكرية وأمنية تتسيّد فيها إسرائيل بحكم تفوقها على الدول التي تُطبع معها.

وقال “الاحتلال الإسرائيلي يعمل على اختراق المنطقة عبر بوابة التطبيع مع الدول العربية”.

وأضاف أن “نهج السلطة الفلسطينية في التعاون الأمني مع الاحتلال مهّد الطريق أمام الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.

واستدرك قائلا إن المشروع الفلسطيني بهذا الحجم والتعقيد وبهذا الصراع لا يمكن أن يُعالج بصورة جزئية بل من خلال رؤية متكاملة الأركان.

ورأى هنية أن اتفاقية (أوسلو) التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993 شكّلت المدخل الحقيقي “للحصاد المُر” الذي تمر به القضية.

واعتبر أن المقاومة الفلسطينية تشكل رأس الحربة للأمة ولأحرار العالم في مواجهة إسرائيل، مضيفاً “حماس تُسخّر كل قدراتنا وإمكاناتنا في إنجاز مشروع تحرير فلسطين”.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر