رفضت مقترحا بإسقاط الجنسية عن “الإرهابيين”.. وزيرة العدل السابقة كريستيان توبيرا تعتزم الترشح لرئاسة فرنسا

وزيرة العدل السابقة والمرشحة المحتملة لرئاسة فرنسا كريستيان توبيرا (رويترز)

من المنتظر أن تعلن وزيرة العدل الفرنسية السابقة كريستيان توبيرا رسميا ترشحها لخوض الانتخابات الرئاسية في فرنسا، المقررة في أبريل/نيسان 2022.

وبينما كان الإعلام الفرنسي ينتظر، اليوم الجمعة، إعلان عمدة مدينة باريس من الحزب الاشتراكي آن هيدالغو ترشح توبيرا، خرجت الأخيرة في مقطع فيديو تحدد من خلاله موعدا للفرنسيين في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل.

وقالت توبيرا (69 عاما) في المقطع الذي نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها تعتزم الترشح للرئاسيات لأجل العدل والحرية الاجتماعية، ومن أجل سياسة خارجية أفضل.

وأوضحت المرشحة المحتملة أنها لن تكون “مجرد مرشحة” بل ستعمل بجهد لتوحيد اليسار.

لملمة اليسار

وفي حين يُتوقع أن تكون وزيرة العدل السابقة ممثلة اليسار في رئاسيات فرنسا، كانت هيدالغو قد طرحت إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح واحد يخوض الانتخابات الرئاسية باسم قوى اليسار.

وتواصل القوى اليسارية في فرنسا مناقشة المقترح، الذي رفضه في البداية حزبا الخضر والشيوعي.

وأوردت صحيفة لوموند الفرنسية أن 285 ألف عضو في اليسار يعتزمون التوافق على تعيين مرشح واحد.

كما أفادت صحيفة لوفيغارو بأن 46% من الناخبين اليساريين سيكونون مستعدين للتصويت لصالح كريستيان توبيرا.

وذهبت لوموند إلى أن الآمال معلقة على وزيرة العدل السابقة، للملمة شتات اليسار الذي يشعر مختلف مرشحيه بالأسى.

وسألت الصحيفة عما إذا كانت توبيرا ستمكّن قوى اليسار من التوصل إلى اتفاق، من الآن حتى نهاية عطل رأس السنة في آخر يناير/كانون الثاني 2022، وألمحت إلى أنها قد تكون “مجرد دعاية” تدفع اليسار إلى التجمع.

دفاعا عن العدل

وتحظى المرشحة المحتملة لرئاسيات فرنسا بشعبية واسعة بين المهاجرين بفضل دفاعها عن الحقوق والحريات، ونضالها للحد من العنصرية داخل المجتمع الفرنسي.

وكانت توبيرا قد استقالت عام 2016 من منصبها الوزاري، بسبب مقترح الحكومة بإسقاط الجنسية عن من يثبت صلوعهم في الإرهاب ويحملون جنسيتين.

ودافعت الوزيرة السابقة بضراوة عن رفض المقترح وتطبيق القانون على كل الفرنسيين، في الوقت الذي شدد فيه رئيس الحكومة آنذاك (مانويل فالس) على المضي قدما في مشروع تعديل الدستور بعد مرور عام على اعتداءات صحيفة “شارلي إيبدو”.

وعلّقت توبيرا على خبر استقالتها عبر تويتر بأن “المقاومة تكون بالصمود أحيانا وبالرحيل أحيانا أخرى، لتكون الكلمة الفصل للأخلاقيات والحق”.

في وجه التطرف

ويأتي ترشح توبيرا بينما يشغل إريك زمور المجال السياسي بتصريحاته ووعيده للمهاجرين والمسلمين في حال فوزه.

وكانت أعمال عنف قد نشبت قبل أيام في أول تجمّع دعائي له للانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان 2022.

واندلعت أعمال العنف بين مؤيدي زمور ومعارضيه، الذين احتجوا بارتداء ملابس طُبعت عليها عبارة “لا للعنصرية”، وبدأ التراشق بالكراسي داخل القاعة فور إشهارهم لها، وفق الصحيفة.

ويستخدم المرشح الرئاسي الفرنسي إريك زمور خطابا معاديا للمهاجرين والمسلمين ويبشر بما يسميه “الاستبدال”.

وترجّح استطلاعات الرأي الأسبوعية في فرنسا فوز زعيمة اليمين المتطرف (مارين لوبان) بمراكز متقدمة في الدور الأول من الرئاسيات.

وتُعرف مارين بمواقفها المناهضة للدين الإسلامي، وكانت قد طالبت الحكومة الفرنسية بمنع ارتداء الحجاب للفتيات الصغيرات، وسمّتها “محاربة السرطان الإسلامي”، على حد قولها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فرنسية