دعا أنصاره لصد “انقلاب”.. رئيس وزراء أرمينيا يقيل قائد الجيش والمعارضة تطالبه بالرحيل (فيديو)

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وسط أنصاره (رويترز)

ندد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بما قال إنها “محاولة انقلاب عسكري” بعدما مطالبة هيئة أركان الجيش باستقالة حكومته في وقت دعاه حزب المعارضة الرئيسي إلى اغتنام “الفرصة الأخيرة” للخروج من السلطة دون عنف وتجنب حرب أهلية”.

وكتب باشينيان على صفحته على فيسبوك “بيان هيئة الأركان هو محاولة انقلاب عسكري، أدعو جميع أنصارنا إلى التجمع في ساحة الجمهورية في يريفان”.

وبعدها أعلن رئيس الوزراء الأرميني في كلمة مباشرة -على شبكة التواصل الاجتماعي التي يفضلها- إقالة الجنرال أونيك غاسباريان رئيس هيئة الأركان العامة.

وتوجه باشينيان شخصيًا إلى ساحة الجمهورية حيث تقدم مسيرة مع مئات من مؤيديه، وقال أمام أنصاره مستخدمًا مكبر للصوت “الوضع متوتر، لكن علينا أن نتفق على أنه لا يمكن أن تقع صدامات”.

مطالبات بالرحيل

ودعت المعارضة أيضًا التي تطالب برحيل رئيس الوزراء منذ الهزيمة العسكرية لأرمينيا أمام أذربيجان في إقليم ناغورني كاراباخ إلى التظاهر اليوم الخميس.

وقال حزب (أرمينيا المزدهرة) أكبر تشكيلات المعارضة “ندعو نيكول باشينيان إلى عدم قيادة البلاد إلى حرب أهلية وإراقة دماء”، وأوضح في بيان “لدى باشينيان فرصة واحدة أخيرة للمغادرة من دون حدوث أي اضطرابات”.

ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد ما وصف معارضوه “بإدارة كارثية” للصراع الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في كاراباخ والمناطق المحيطة به.

وخسرت القوات الأرمينية مساحات كبيرة لصالح قوات أذربيجان في صراع العام الماضي الذي أودى بحياة الآلاف، وتنتشر قوة حفظ سلام روسية حاليًا في الجيب الذي يعترف به المجتمع الدولي جزءًا من أذربيجان.

ورفض باشينيان (45 عامًا) مرارًا التنحي رغم احتجاجات المعارضة وقال إنه يتحمل مسؤولية ما حدث لكن عليه الآن أن يضمن أمن بلاده.

وضم الجيش صوته، اليوم الخميس، إلى الداعين إلى استقالته وقال في بيان “طريقة إدارة الحكومة الحالية غير الفعالة والأخطاء الجسيمة على صعيد السياسة الخارجية جعلت البلاد على حافة الانهيار”.

كان باشينيان أقال، أمس الأربعاء، تيغران خاتشاتريان نائب الجنرال غاسباريان مما دفع هيئة الأركان إلى المطالبة باستقالته معتبرة أنه “لم يعد قادرًا على اتخاذ القرارات اللازمة”.

معارضو باشينيان يطالبون برحيله- 25 فبراير (رويترز)

واتهمه العسكريون بشن “هجمات تهدف إلى تشويه سمعة القوات المسلحة” في حين لم يتضح إن كان الجيش مستعدا لاستخدام القوة لدعم البيان الذي طالب فيه باستقالة رئيس الوزراء أم أنها كانت مجرد دعوة شفوية.

وباشينيان هو صحفي سابق ومعارض تاريخي دخل إلى السلطة، ووصل إلى السلطة في ربيع 2018 مدفوعًا بثورة واعدة بإخراج البلد من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة، وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.

روسيا قلقة وتركيا تدين

أعرب الكرملين عن قلقه مما يحدث في الجمهورية السوفيتية السابقة التي توجد بها قاعدة عسكرية روسية، وحث الطرفين على حل الأزمة سلميا وفي إطار الدستور.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف يبحث مع نظيره الأرميني الأزمة في أرمينيا ويعول على تسوية سلمية لها.

ونقلت الأناضول عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن بلاده تدين بشدة المحاولة الانقلابية في أرمينيا.

وقال تشاوش أوغلو “نعارض الانقلابات أو محاولات الانقلاب في أي مكان في العالم، بالتالي ندين بشدة محاولة الانقلاب في أرمينيا”.

وجاءت تصريحات تشاوش أوغلو -خلال مؤتمر صحفي في بودابست- مع نظيره المجري بيتر سيارتو، ورأى الوزير التركي أن محاولات الانقلاب لن تؤدي سوى إلى زعزعة استقرار المنطقة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات