ماكرون يحذر تركيا من التدخل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. وأنقرة ترد

الرئيس الفرنسي يعتبر تركيا شريكا مهما في القضايا الأمنية والهجرة (غيتي-أرشيف)

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، من “محاولات تدخل” تركيا في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة التي ستجرى في 2022، من دون أن يغلق الباب أمام تحسن العلاقات المتوترة منذ أكثر من عام مع أنقرة.

وقال ماكرون في إطار فيلم وثائقي بثته قناة (فرانس 5) الفرنسية خلال برنامج  حول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “من المؤكد أن تكون هناك محاولات للتدخل التركي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، هذا مكتوب والتهديدات ليست مبطنة”.

واعتبرت تركيا، الأربعاء، أن تصريحات ماكرون التي حذر فيها من عزم أنقرة التأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، “غير مقبولة”.

وردت وزارة الخارجية التركية في بيان “نجد أن هذه التصريحات المخالفة لروح الصداقة والتحالف وغير مقبولة”.

وأضافت أن “تركيا لا يهمها، فيما يتعلق بالسياسة الداخلية لفرنسا، سوى رخاء وسعادة نحو 800 ألف تركي يعيشون في هذا البلد”.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أردوغان، اليوم، أن تركيا ترغب في زيادة “عدد أصدقائها” وتحويل المنطقة إلى “واحة سلام”.

وقال ماكرون الذي كانت علاقاته مع نظيره التركي متوترة جدًا، قبل بداية انفراجة منذ بضعة أشهر “يجب أن نكون واضحين جدًا”.

وأضاف “لاحظت منذ بداية العام رغبة لدى أردوغان في الالتزام مجددا بالعلاقة وأريد أن أصدق أن ذلك ممكنًا”، نافيًّا في الوقت نفسه وجود أي “عداء لتركيا”.

وأكد ماكرون أن “فرنسا كانت واضحة، عندما كانت هناك أعمال أحادية الجانب في شرق البحر الأبيض المتوسط قمنا بإدانتها وتحركنا عبر إرسال فرقاطات”، معبرًا عن أسفه لأن حلف شمال الأطلسي “ليس واضحا بدرجة كافية” مع أنقرة.

وقال أيضا “نحن بحاجة إلى حوار مع تركيا وعلينا أن نفعل كل شيء حتى لا تدير ظهرها لأوربا وتتجه نحو مزيد من التطرف الديني أو الخيارات الجيوسياسية السلبية بالنسبة لنا”.

أمن أوربا

وأضاف ماكرون أن تركيا دولة مهمة على الساحة السياسية، وإنها تلعب دورًا مهمًا في حفظ أمن أوربا باحتضانها قرابة 3.5 ملايين لاجئ سوري على أراضيها يرغبون في الهجرة إلى القارة العجوز.

وكان الاتحاد الأوربي وتركيا قد أبرما اتفاقا يتعلق بالهجرة في 2016 يعهد لأنقرة بإدارة الهجرة غير الشرعية.

وشدد ماكرون على أن تركيا استقبلت على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، معتبرًا أنها “تحملت مسؤولياتها”.

وقال محذرًا “علينا العمل مع تركيا، فإذا فتح الأتراك الأبواب سيصل ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى قلب أوربا”.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + الفرنسية