كيف أغلقت سفينة حاويات قناة السويس؟ وكيف ستتأثر الأسواق العالمية؟ (فيديو)
جنحت سفينة حاويات عملاقة، الثلاثاء، لتوقف حركة الملاحة بقناة السويس، وهي إحدى أكثر ممرات الملاحة ازدحاما في العالم وأقصر طريق لسفن الشحن بين أوربا وآسيا.
كيف جنحت السفينة؟
جنحت السفينة إيفر غيفن، البالغ طولها 400 متر وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، في وقت مبكر يوم الثلاثاء الماضي بينما كانت تبحر في اتجاه الشمال من البحر الأحمر صوب البحر المتوسط، حيث انحرفت بميل لتغلق القناة بالعرض.
وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن جنوح السفينة “يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها”.
ومع وقوع الحادث كان هناك طقس عاصف يجتاح مصر مما أدى إلى إغلاق العديد من الموانئ على البحرين المتوسط والأحمر.
بالصور .. تكدس للسفن بعد حادثة قناة #السويس.. هل يهدد الأسواق العالمية؟ #المسائية #مصر pic.twitter.com/cmOqOcdyJG
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 25, 2021
وحين تدخل السفن مجرى قناة السويس يصعد مرشدون على متنها ويوجهونها في قوافل بمساعدة قاطرة واحدة أو اثنتين، وبين حين وآخر يحدث جنوح لسفينة ما لكن سرعان ما يتم إنهاؤه دون تأثير يُذكر على السفن الأخرى.
وعلقت السفينة البالغ عرضها 59 مترًا وارتفاعها 60 مترًا في القناة ما أدى إلى توقف الملاحة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في كلا الاتجاهين.
لماذا توقفت حركة المرور؟
تغلق السفينة إيفر غيفن تغلق الجزء الجنوبي من القناة الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد فقط، وهو ما يعني أنه ليس بوسع سفن أخرى العبور.
وافتتحت مصر عام 2015 ممرًا ثانيًا ليسمح بحركة مرور متزامنة في الاتجاهين على امتداد 35 كيلومترًا في القناة، لكن التوسعة تقع شمالا، وسمحت هيئة قناة السويس لقافلة سفن بدخول القناة من طرفها الشمالي في بورسعيد، الأربعاء الماضي، على أمل أن يتم تعويم السفينة إيفر غيفن قريبا لكن السفن رست في منطقة انتظار البحيرة المرة الكبرى.
وقالت شركة (بي أس أم) ومقرها في سنغافورة التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة إن أفراد الطاقم الخمسة والعشرين سالمون، ولم تلحق أي أضرار أو تلوث بحمولة السفينة.
ما الذي يجري لتعويم السفينة؟
تحاول 8 زوارق قاطرة تحرير السفينة بدفعها وسحبها بعيدا عن ضفتي القناة بمساعدة رافعات السفينة نفسها، وتعمل جرافتان أرسلتهما هيئة قناة السويس على تجريف الأرض عند مقدمة السفينة التي دُفنت في الضفة الشرقية للقناة.
وقالت مصادر بحرية محلية إن مياه الصابورة، التي تستخدم للمساعدة في حفظ اتزان السفن، تم تفريغها من إيفر غيفن وسط جهود إعادة تعويمها.
من جهتها، أعلنت شركة (شوي كيسن كايشا) المالكة لناقلة الحاويات أنها تواجه “صعوبة قصوى” في تعويمها، وقال أحد المسؤولين في الشركة لوكالة فرانس برس “لا نعرف كم من الوقت ستستغرق إعادة تعويم السفينة”.
ما المحاولات الأخرى التي يمكن القيام بها؟
عينت الشركة المالكة للسفينة فريقي إنقاذ من شركتي شميت شالفيدج الهولندية ونيبون سالفدج اليابانية للمساعدة في “وضع خطة أكثر فعالية” لتعويم إيفر غيفن.
وقال متحدث باسم شركة بوسكاليس، التي تتبعها شركة شالفيدج، إنه يمكن نشر سفن إضافية إلى جانب القاطرات لكن ستكون هناك حاجة لحساب مقدار القوة التي يمكن استخدامها دون الإضرار بسفينة الحاويات.
ومن بين الخيارات الأخرى التجريف أسفل السفينة وتفريغ حمولتها من الحاويات، مع أن مصادر في مجال الشحن تقول إن إنزال الحمولة قد يكون عملية لوجستية طويلة ومعقدة نظرا لحجم السفينة ووضعها.
ما هي العواقب؟
تؤمن قناة السويس عبور نحو 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وفق خبراء، وحاليًا هناك 30 سفينة متوقفة وسط القناة فيما تنتظر 40 سفينة أخرى في البحر المتوسط و30 في خليج السويس في البحر الأحمر، وفقا لمزود الخدمة (ليث إيجنسيز).
ويؤثر هذا الحادث على أسواق النفط العالمية بسبب التأخير في عمليات التسليم ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، الأربعاء الماضي.
وقال رانجيث راجا المسؤول عن الأبحاث النفطية في شركة ريفينيتيف الأمريكية للبيانات المالية “لم نشهد مثيلا لهذا من قبل، لكن من المحتمل أن يستغرق الازدحام أياما عدة أو أسابيع”.
ماذا سيحدث؟
أعلنت هيئة قناة السويس، الخميس، تعليق حركة الملاحة “مؤقتًا” حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات الضخمة، إلا أن مجموعة (برايمار) لخدمات الشحن حذرت من أنه “إذا لم تتمكن القاطرات من إخلاء السفينة، فمن الممكن إزالة الحاويات بواسطة رافعات لتخفيف وزنها” الأمر الذي قد يستغرق “أيامًا أو حتى أسابيع”.