مصر تبحث مع مبعوث أمريكي إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة.. إليك التفاصيل

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (الجزيرة)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، أنها بحثت مع مبعوث أمريكي جهود “إعادة إطلاق” مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

ووفق بيان للوزارة فإن “نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية حمدي سند لوزا، استقبل المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث (في زيارة غير محددة للقاهرة)”.

وقال البيان إن اللقاء “كان بهدف التباحث حول مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي والجهود الجارية لإعادة إطلاق المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة”.

وأضاف البيان أن “هذه الزيارة تأتي في إطار الجولة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي في المنطقة والتي تشمل كل من مصر والسودان وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي؛ للتشاور حول سبل دفع العملية التفاوضية”، من دون تحديد مدتها ولا جدولها.

وأكد لوزا على “ضرورة التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة وقبل شروع إثيوبيا في تنفيذ المرحلة الثانية من الملء (يوليو/ تموز المقبل)”.

وأرجع ذلك إلى “ضمان عدم تأثر مصر والسودان سلبا بعملية الملء”، وفق البيان.

وتتفاقم أزمة “سد النهضة” الإثيوبي بين السودان ومصر وإثيوبيا مع تعثر المفاوضات الفنية بينهم والتي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

تحقيق للجزيرة يرصد عمليات الإنشاء في سد النهضة

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية لسد النهضة حصلت عليها وحدة البحوث المتقدمة والاستقصاء بشبكة الجزيرة قدر إنجاز الانشاءات التي تمت خلال الأشهر الماضية.

وتظهر الصور أن العمل كان يمضي في الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2020 وحتى مارس/آذار 2021 قدما لأجل الانتهاء من محطات توليد الكهرباء على السد.

كما تظهر الصور أيضا أن الأعمال الإنشائية والكهروميكانيكية على طرفي مفيض السد لاتزال قيد التنفيذ، والتي يتعين الانتهاء منها لتحقيق التعبئة الثانية للسد.

كما سيتعين خفض مستوى المياه لتتمكن إثيوبيا من رفع مستوى حاجز السد الخرساني المستخدم لتصريف فائض المياه، بعد ذلك يصبح السد قادرا على حجز كمية المياه المصمم لها في المرحلة الثانية.

وأكد تحليل فني لوحدة البحوث المتقدمة والاستقصاء بالجزيرة اعتمد على مهندسين وخبراء أن إثيوبيا لاتزال بعيدة عن إنجاز الإنشاءات الخاصة بالتعبئة الثانية رغم أنها تمكنت من خفض مستوى المياه المتدفقة عبر مفيض السد.

ويشير التحليل إلى أن عمليات الإنشاء المدنية والتجهيزات الكهروميكانيكية يلزمها أكثر من 6 أشهر، وبناء على ذلك سيكون من الصعب القيام بتعبئة السد الثانية قبل موسم الأمطار المتوقعة في خريف 2021، ما لم تتخذ إثيوبيا تدابير إضافية لإدراك هذا الموعد الذي تصر عليه في مفاوضاتها.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية كذلك نشر إثيوبيا منظومات دفاع جوي شمال وجنوب السد تعمل لحمايته تترافق مع أعمال الإنشاءات المتواصلة.

وما بين التجاذبات السياسية على السد بين مصر والسودان والضرورات الاقتصادية يكمن العامل الإنشائي والهندسي الذي لا يتوافق دوما مع الطموحات أو التصريحات السياسية التي ترافقه وستكون العوامل الهندسية ونسب الإنشاء عاملا هاما وحاضرا في المفاوضات اللاحقة.

وتصر إثيوبيا على الملء الثاني للسد في يوليو/ تموز المقبل حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع مصر والسودان اللتين تصران على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي أولا لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه النيل.

وترفض إثيوبيا الوساطة الدولية الرباعية التي اقترحها السودان في فبراير/ شباط الماضي؛ وتضم الولايات المتحدة والاتحادين الأوربي والأفريقي، والأمم المتحدة، لحل تعثر مفاوضات سد النهضة، وتؤيدها مصر.

وتقول مصر عادة في بيانات للرئاسة والخارجية إن “نهر النيل حياة أو موت بالنسبة لها”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات