خبير مياه: السودان أكبر متضرر من سد النهضة والفوائد مرهونة بدراسات غير موجودة (فيديو)

قال خبير المياه ووكيل وزارة الري السودانية السابق الدكتور أحمد آدم إن السودان الآن أكبر دولة متضررة حتى قبل ملء خزان سد النهضة، وإن الشعب السوداني يعاني معاناة شديدة من نقص الكهرباء بسبب السد.

وعما إذا كان إصرار إثيوبيا على الملء يعتبر أمرًا منتهيًا من الناحية الفنية، قال آدم للجزيرة مباشر “الإثيوبيون مصرّون على عمل كل شيء من دون اتفاق”.

وأضاف “اتفاقية المبادئ كان الهدف منها إبداء حسن النية وبناء الثقة بين الدول الثلاث، ونهر النيل نهر دولي، وأي شيء متعلق به لابد أن يكون باتفاق، والاتفاقية كانت بها بنود واضحة منها ألا يتم الملء والتشغيل إلا بعد إجراءات معينة”.

وأوضح المسؤول السابق “السودان الآن أكبر دولة متضررة قبل ملء الخزان، والشعب السوداني الآن متضرر، لأن إثيوبيا ستملأ الخزان في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، والموسم الزراعي في السودان يبدأ في شهر يوليو”.

 

وأضاف “لمواجهة الآثار المتوقعة، الحكومة الآن تقوم بتخزين مليار متر مكعب من المياه لضمان نجاح الموسم الزراعي، وهذه المياه كان يمكن أن تولد كهرباء في سد الروصيرص وسد مروي”.

وتابع “هذه الكهرباء لم تعد موجودة والشعب السوداني يعاني معاناة شديدة من نقص الكهرباء بسبب سد النهضة الذي تتحدث إثيوبيا عن فوائده الآن، لا توجد فوائد”.

وتعليقا على عرض بعض الصور الحديثة التي تظهر أن إثيوبيا بدأت فعلا في إجراءات الملء الثاني للسد، وهل قضي الأمر فيما يتعلق بالملء الثاني؟ قال آدم “نعم وأؤكد لك المعلومة فمنذ 16 من أبريل/نيسان الجاري بدأت المياه في الزيادة عند الحدود ما يؤكد أن إثيوبيا بدأت في زيادة القطاع الأوسط من السد”.

وبشأن إن كان ذلك يؤكد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد التي قال فيها إن إثيوبيا ستبدأ الملء الثاني في يوليو تموز وأغسطس آب بكمية 13.5 مليار متر مكعب من المياه؟ أجاب المسؤول السوداني السابق “نعم الأمر واضح جدا”.

فوائد أم أضرار

وعن أسباب التغير في الموقف السوداني بين الحديث عن فوائد السد للسودان، إلى الحديث عن أن السودان هو المتضرر الأكبر من بناء السد، قال آدم “هناك فوائد وأضرار والفوائد مشروطة بالتزامات ضرورية منها وجود دراسة بيئية للسد وهي غير موجودة وتمثل ضررا أساسيا للسودان”.

وأضاف “نفس الشيء فيما يتعلق باستكمال دراسات سلامة، لأن حدوث ضرر أو إذا انهار السد سينتهي السودان”.

وأضاف “بالتالي الفوائد مرتبطة بهذه الاشتراطات، أن تتم الدراسات وهذا لم يحدث وكان هناك مماطلة في الاجتماعات من الجانب الإثيوبي ولم يكن هناك وضوح”.

وعن توجه السودان لمجلس الأمن وهل سيؤتي ثماره؟ أجاب آدم “الحكومة السودانية تبذل مجهودًا ليرى المجتمع الدولي أن هناك مشكلة بشأن سد النهضة سببها إثيوبيا، والجهد السياسي والدبلوماسي لإقناع إثيوبيا بضرورة وجود اتفاق بين الدول الثلاث يضمن الفائدة للجميع، ولكن إذا لم يكن هناك اتفاق السودان لن يستفيد بل سيتضرر”.

وأضاف “نتمنى أن يجبر المجتمع الدولي إثيوبيا على الوصول لاتفاق لأن البديل الثاني لا نريد أن نصل إليه وسيكون فيه ضرر أكبر”.

إثيوبيا تدعو للعودة إلى المفاوضات

من جانبها دعت إثيوبيا أمس الاثنين أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى حث مصر والسودان على العودة إلى المفاوضات الثلاثية بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة الإثيوبي و”احترام العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي”.

وذكرت الخارجية الإثيوبية أنه في رسالة موجهة إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، أشار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن إلى أن “العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي حظيت بالدعم الكامل لمجلس الأمن الدولي على أساس مبادئ التكامل وبروح إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية”.

وأضافت الرسالة أنه “مع ذلك، لا تتفاوض مصر والسودان بحسن نية وليستا مستعدتين لتقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى نتيجة مربحة للجميع”.

وأكدت الرسالة أيضًا على “التزام إثيوبيا الراسخ بإعلان المبادئ الذي تم توقيعه من قبل قادة الدول الثلاث، وأشارت إلى أن مصر والسودان تتراجعان عن التزاماتهما التي التزمت بها بموجب إعلان المبادئ”.

يهدد دولتي المصب

في المقابل قالت وزارة الموارد المائية والري المصرية في بيان لها أمس الاثنين، إن الإجراء الإثيوبي الجديد في سد النهضة، الذي بدأ بفتح المخارج المنخفضة تمهيدًا لتجفيف الجزء الأوسط من السد، للبدء في أعمال التعلية، وتنفيذ عملية الملء للعام الثاني، يهدد حصة دولتي المصب ويؤثر بدرجة كبيرة على نظام النهر.

وأضافت الوزارة أن “الادعاء الإثيوبي بأن المخارج المنخفضة وعددها (2) فتحة قادرة على إمرار متوسط تصرفات النيل الأزرق.. هو ادعاء غير صحيح، حيث إن القدرة الحالية للتصرف لا تتعدى 50 مليون متر مكعب كل يوم لكلا الفتحتين، وهي كمية لا تفي باحتياجات دولتي المصب ولا تكافئ متوسط تصرفات النيل الأزرق”.

المصدر : الجزيرة مباشر