هل تغير تركيا موقفها من جماعة الإخوان في مصر؟ وزير الخارجية يجيب

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو (غيتي)

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده ما زالت تعارض تصنيف مصر للإخوان المسلمين جماعة “إرهابية” رغم المساعي في الآونة الأخيرة لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين، مضيفا أن أنقرة تعتبر الإخوان المسلمين حركة سياسية.

وفي الشهر الماضي، أعلنت تركيا إنها استأنفت الاتصالات الدبلوماسية مع مصر بعد ثماني سنوات من انهيار العلاقات بسبب إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي “أول رئيس مدني منتخب في البلاد” عام 2013.

وطلبت أنقرة من قنوات التلفزيون المصرية المعارضة العاملة في تركيا تخفيف حدة انتقادها للقاهرة.

وردا على سؤال حول علاقات تركيا مع جماعة الإخوان المسلمين، قال أوغلو في مقابلة مع “محطة خبر ترك التلفزيونية” إن علاقات تركيا الدولية لا تقوم على أحزاب أو أفراد، وإن مشاكل أنقرة مع القاهرة تنبع فقط مما تعتبره “انقلابا”.

وأضاف أوغلو “قمنا بتحذير من يدلون بتصريحات متطرفة ضد القاهرة “من المعارضين المصريين المقيمين بتركيا” قبل بدء تطبيع العلاقات مع مصر.

وتابع “هذا التحذير لم يكن للإخوان المسلمين فقط ولكن لكل من يتحدث ضد دولته بطريقة لا تقبلها”.

وأوضح أوغلو “عارضنا الانقلاب في مصر ليس من أجل الإخوان المسلمين، فلو كان السيسي آنذاك في الحكم وتم الانقلاب بحقه لأخذنا الموقف، فقد كانت علاقتنا جيدة جدًا مع مصر قبل وصول الإخوان للحكم”.

والثلاثاء الماضي، أعلن أوغلو عن بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين تركيا ومصر، مشيرًا إلى احتمال إجراء زيارات ومباحثات متبادلة.

وقال “إن هناك اجتماعًا تركيًا مصريًا مرتقبًا على مستوى مساعدي وزيري خارجية البلدين وإن العمل جارِ لتحديد الموعد”.

وأضاف “مرحلة جديدة بدأت في العلاقات بين تركيا ومصر وقد تكون هناك زيارات ومباحثات متبادلة في هذا الإطار”.

وأشار الوزير إلى أن مسألة تعيين سفير لدى مصر لم تتم مناقشتها بعد لكن يمكن طرح الموضوع في الاجتماع الذي سيعقد على مستوى مساعدي وزيري الخارجية.

صداقة برلمانية مع مصر

وفي وقت سابق من، اليوم الثلاثاء، أعلن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لـحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بولنت توران، أن الحزب تقدم بمقترح لرئاسة البرلمان من أجل تشكيل “مجموعة صداقة” بين تركيا ومصر، وذلك في خطوة جديدة في إطار جهود أنقرة لتطبيع العلاقات مع القاهرة.

وأعرب توران في مؤتمر صحفي عقد في البرلمان التركي عن اعتقاده بأن إنشاء مجموعة صداقة بين تركيا ومصر سيعود بالفائدة على البلدين وعلاقاتهما.

وأضاف “سنقدم المقترح اليوم، وسنتابع الموضوع مع المديريات المعنية في رئاسة البرلمان، حسبما نقلت وكالة الأناضول الرسمية.

بداية التوترات

وكانت العلاقات التركية المصرية قد شهدت توترات عقب الانقلاب العسكري على الرئيس الراحل محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.

ومع ردود فعل الحكومة التركية الرافضة للانقلاب بدأت العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تراجعًا سريعًا لاسيما بعد إعلان مصر في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 السفير التركي لدى القاهرة “شخصًا غير مرغوب فيه” وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تباينات على خلفية عدة ملفات منها اتهامات الحكومة المصرية لتركيا بالتدخل في شؤونها الداخلية.

وتبادل البلدان طرد السفراء ودعما لاحقا أطرافا متناحرة في النزاع الليبي؛ لكن ليبيا خطت خطواتها الأولى في إطار مرحلة انتقالية لما بعد الحرب.

وخلال الشهور الأخيرة الماضية عملت تركيا على محاولة تطبيع علاقاتها مع خصومها الإقليميين قائلة إنها تواصلت دبلوماسيا مع مصر الشهر الماضي لأول مرة منذ عام 2013.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات