هل تشهد القدس بداية انتفاضة جديدة؟.. مصطفى البرغوثي يجيب (فيديو)

قال مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن مدينة القدس تشهد بداية انتفاضة جراء القمع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشباب الفلسطيني لمنعه من التواجد في مدينته.

وأضاف البرغوثي خلال مقابلة مع برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر “ما نشهده اليوم هو بداية انتفاضة يمكن أن نطلق عليها انتفاضة القدس أشعل شرارتها الأولى شباب القدس”.

وتابع: “هذه الشرارة تنطلق اليوم في كل أنحاء فلسطين، والمشاهد التي تٌظهر الاحتجاجات في الضفة الغربية وفي أنحاء الأراضي المحتلة تشبه إلى حد كبير انتفاضة القدس الأولى”.

وأشار البرغوثي إلى أن هذه الاحتجاجات والانتفاضة الجديدة هي نتاج مباشر لفشل مشروع التسوية ومشروع أوسلو ونهج التفاوض وفشل المراهنة على حل الدولتين.

وأوضح البرغوثي أن طريق التفاوض أُغلق من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأغلق من جانب المطبعين العرب وأغلق حتى من جانب الولايات المتحدة التي لا تستطيع أن تفرض على إسرائيل خفض أنشطتها الاستيطانية، على حد قوله.

وقال البرغوثي إن “ما نشهده اليوم هو انتفاضة ضد الاحتلال وضد العنصرية الإسرائيلية ونظام الفصل العنصري المنتشر داخل القدس والضفة الغربية”.

شرطة الاحتلال الإسرائيلي تعتدي بوحشية على شاب مقدسي خلال اعتقاله (رويترز)

وأضاف أن كل هذا يصب في ناحية أن الشعب الفلسطيني يتوجه كله تجاه المقاومة ورفض النهج التفاوضي.

وأشار البرغوثي إلى أن السلطة الفلسطينية الحالية تواجه أزمة من جانبين، أولاهما فشل المشروع الذي تراهن عليه وهو التسوية، والجانب الآخر هو أن الحركة الصهيونية قررت أنه لا حل وسط مع الفلسطينيين.

وتابع “كانت هناك مراهنة على حل الدولتين من جانب أوربا إلا أنه فشل، كما أنه كانت هناك مراهنة على قبول الفلسطينيين لحكم ذاتي مع تهدئة مع إسرائيل إلا إن ذلك فشل أيضا”.

وقال البرغوثي إن الشباب الفلسطيني في القدس يعود له الفضل في تلك الانتفاضة، مشيرا إلى أن فرض الشباب إرادتهم على الاحتلال في القدس والسيطرة على شوارعه تعني أنه بالإمكان إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس وعدم طلب موافقة الاحتلال أو انتظارها حتى.

تصعيد اليمين المتطرف

من جانبه، قال المحلل الفلسطيني محمد هواش إن نتنياهو له مصلحة في التصعيد الحالي نظرا لأنه يسعى لجذب اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى جانبه ليضمن تشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن سحب حزبين يمينيين من المعسكر المناهض له.

وأضاف “هذا هدف تكتيكي واضح لنتنياهو من هذا التصعيد، إلا أن الهدف الأعمق من هذا هو تجريد مدينة القدس من هويتها العربية والإسلامية”.

اعتقال وحشي لشباب القدس على يد قوات الاحتلال (رويترز)

وتابع هواش “مدينة القدس تتحول في رمضان إلى مدينة حيوية تعج بالطابع الفلسطيني والإسلامي والعربي ونتنياهو يسعى لتغيير هذا الطابع”.

وقال هواش إن هذه الهجمة التي تقودها الحكومة الإسرائيلية وترعاها تهدف بشكل كبير إلى تقويض هذا الطابع، نظرا لأن أطراف هذه الهجمة التي تؤجج الصراع في القدس هو اليمين المتطرف الذي يقوده نتنياهو وبالتالي هناك صراع على هوية القدس.

وأضاف أن نتنياهو يأخذ الأمور تجاه يمين متشدد فاشي، ليقول للإسرائيليين إنه الوحيد القادر على تجريد القدس من هويتها والإبقاء على المقدسيين مجرد سكان فقط للمدينة.

المقاومة مستعدة

شاب فلسطيني يتظاهر في قطاع غزة ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس (رويترز)

ومن قطاع غزة، قال مشير المصري، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن القدس لطالما كان صاعق التفجير الذي انطلقت منه كل الثورات والانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يصمت ضد ما يمارس بحقه في القدس والمسجد الأقصى لأنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء ولعب بالنار.

وقال القيادي بحركة حماس إنه لا يمكن لإسرائيل أن تغير من نفسها قواعد الاشتباك لأن استمرار التجاوز يعني أن الأمور ستندفع سريعا ضد التدهور.

وأضاف أن “ما يمارسه العدو الصهيوني خارج عن أي اعتبارات يمكن أن يشير إلى أن المرحلة تتجه للهدوء”.

وأكد المصري أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية على أهبة الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تترك الشعب الفلسطيني وحده في القدس، ولا يمكننا الصمت إزاء ما يحدث.

وتابع “الكرة الآن في ملعب الاحتلال، إذا كان يريد التهدئة فعليه التوقف فورا عن تجاوز كل الخطوط الحمراء بحق الشعب الفلسطيني في القدس، وإن كان يريد التصعيد فالمقاومة مستعدة”.

توتر في القدس

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، اليوم السبت، إن ” 12 شخصا أصيبوا خلال اعتداء قوات إسرائيلية على الفلسطينيين في محيط البلدة القديمة”.

وأضافت: أنه “تمّ نقل إحدى الإصابات لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج” دون أن توضح حالات المصابين.

وفي وقت سابق السبت، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين في منطقة “باب العامود” وسط القدس بالهراوات وإلقاء قنابل الصوت والغاز تجاههم لدى خروجهم من المسجد الأقصى عقب أدائهم صلاة العشاء والتراويح.

وأدت الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين إلى توتر الأوضاع في المدينة، وخاصة في منطقتي “باب العامود” و”باب الساهرة”.

وامتدت المواجهات إلى مناطق أخرى في مدينة القدس، خاصة بلدة سلوان والطور المحاذيتين لمدينة القدس.

ويشهد “باب العامود” ومناطق أخرى من القدس الشرقية منذ بداية شهر رمضان مواجهات مستمرة بين قوات إسرائيلية وشبان فلسطينيين.

ومنطقة باب العامود، إحدى أهم ساحات القدس المحتلة، وفيها مدرج يؤدي إلى البلدة القديمة.

والخميس، بلغت المواجهات بين قوات إسرائيلية والفلسطينيين ذروتها في مدينة القدس وأرجائها، في أعقاب اعتداءات نفذها مستوطنون إسرائيليون بحق الفلسطينيين بالمدينة.

ومنذ الخميس أصيب ما لا يقل عن 105 فلسطينيين خلال المواجهات بالمدينة، فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ما لا يقل عن 50 آخرين.

وأفادت قناة (13) الإسرائيلية الخاصة، أن مستوطنين إسرائيليين حاولوا، الخميس، الوصول إلى منطقة “باب العامود”، وهم يهتفون بـ”الموت للعرب”.

وأشارت القناة إلى أن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من الوصول إلى المنطقة.

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأربعاء، عن تدشين شبان من اليهود المتشددين مجموعة على تطبيق “واتساب” تحت اسم “ليحترق العرب” وذلك لتبادل الأفكار حول طريقة الهجوم على الفلسطينيين في القدس المحتلة خلال تظاهرة دعت لها منظمة استيطانية، الخميس.

وتأتي هذه المحاولات الإسرائيلية، استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردًا على ما وصفوه بـ “هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين في المدينة”.

المصدر : الجزيرة مباشر