السيسي يحذر من استغلال غير مدروس للأنهار الدولية والبرهان يدعو للحرص على الاستقرار

نهر النيل من القاهرة (رويترز)

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء من تداعيات إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس.

جاء ذلك -في كلمة له خلال مشاركته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في اجتماع دولي أفريقي حول تغير المناخ، نظمه بنك التنمية الأفريقي- تحت عنوان حوار التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ في أفريقيا.

وشارك في المؤتمر الدولي بحسب بيان للرئاسة المصرية عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة (لم يسمها)، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ولفيف من رؤساء المنظمات الدولية.

President of Egypt Abdel Fattah Al-Sisi in Sudan
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الاناضول)

وقال السيسي في كلمته إن قارتنا الأفريقية تتكبد باستمرار خسائر هائلة نتيجة للأحداث المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ، خاصة ما يتعلق بتفاقم أزمات الشح المائي ببعض دولها ومن ضمنها مصر.

وأضاف أن ذلك بات يهدد مستقبل شعوبنا ويؤثر على أمنها وسلامتها، لا سيما في ظل إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية (تتشارك فيها أكثر من دولة) بشكل غير مدروس.

ولم يسم السيسي تلك الأطراف، غير أن حديثه تزامن مع انتهاء جولة مفاوضات ثلاثية جديدة حول سد النهضة الإثيوبي أمس الثلاثاء دون إحراز تقدم.

البرهان يدعو للحرص على الاستقرار

من ناحيته دعا الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش السوداني أمس الثلاثاء الجميع إلى الحرص على السلام والاستقرار.

وتزامن ذلك مع فشل جولة مفاوضات جديدة حول سد النهضة الإثيوبي بين السودان وإثيوبيا ومصر، بجانب نزاع متواصل بين الخرطوم وأديس أبابا بشأن مناطق حدودية.

والتقى البرهان مع ضباط الجيش السوداني برتبتي العميد واللواء في مباني القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، وفق بيان للجيش.

وقال الجيش إن اللقاء تناول الوضع السياسي والعسكري الراهن، وأكد البرهان حرص قيادة الدولة على السلام والاستقرار ودعا الجميع إلى العمل على ذلك، وفق البيان.

رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان (مواقع التواصل)

فشل مفاوضات كينشاسا

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر والسودان أبديا قدرا ضخما من المرونة وطورا مواقفهما بشكل يستقطب الجانب الإثيوبي، والأخير استمر في الرفض والعمل على إفشال المسار الأفريقي.

وأضاف أن مصر والسودان سيتوجهان إلى المؤسسات الدولية، بعد انتهاء جولة مفاوضات العاصمة الكونغولية كينشاسا الثلاثاء من دون إحراز تقدم.

وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية، إن التعنت الإثيوبي يحتم على الخرطوم التفكير في كل الخيارات الممكنة لحماية أمنه ومواطنيه بما يكفله له القانون الدولي.

وجاءت جولة كينشاسا عقب 3 أشهر على تعثر المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، وبعد تصريحات للسيسي في 30 مارس/ آذار الماضي حملت أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.

وقال السيسي آنذاك إن مياه النيل خط أحمر ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/ تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

لكن القاهرة والخرطوم تتمسكان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على الترتيب.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر