قذائف فسفورية.. مجازر ودمار هائل مع تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على غزة (فيديو)

رجال الإطفاء يحولون إخماد حريق مصنع الإسفنج بعد أن أصابته قذائف مدفعية إسرائيلية في غزة (رويترز)

شنّت المقاتلات الإسرائيلية فجر اليوم الإثنين سلسلة غارات مكثفة وعنيفة جدا على أنحاء متفرقة بقطاع غزة. وضربت عشرات الغارات الإسرائيلية المتزامنة عدة مناطق جنوبي وغربي مدينة غزة وشمالي القطاع.

ووفق شهود عيان فقد استهدف القصف الإسرائيلي مواقع للمقاومة الفلسطينية وأراضٍ زراعية وشوارع وبنى تحتية كما أدى لتدمير مقار أمنية جنوبي وغربي مدينة غزة.

وقال الدفاع المدني في شمال غزة إن مدفعية الاحتلال أطلقت منذ الصباح 8 قذائف فسفورية، وإن الاحتلال يدمر البنى التحتية ويستهدف الطرق لعرقلة عمل الدفاع المدني، وأضاف “نفتقر لأدنى الاحتياجات وإسرائيل تمنع إدخال الآليات والمساعدات لنا”.

واندلع حريق هائل جراء غارات للاحتلال على مصنع للإسفنج في غزة بينما تواجه فرق الإطفاء صعوبة في السيطرة عليه. وقصفت طائرات الاحتلال فجرا منازل في دير البلح وسط القطاع، وحي الزيتون جنوبا، وحي الشجاعية شرقا.

وقال جيش الاحتلال إن هجمات الليلة الماضية على غزة كانت المرحلة الثالثة من عملية حارس الأسوار، وأضاف أنها استهدفت بشكل مكثف مشروع الأنفاق العملاق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتسبب القصف المستمر لليوم السابع على التوالي بأضرار كبيرة في منازل ومبان سكنية إضافة لتدمير واسع في الشوارع ومفترقات الطرق. كما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن مربعات سكنية بمحيط الأماكن المستهدفة.

من جهة أخرى أطلقت زوارق حربية إسرائيلية متمركزة في عرض البحر نيران قذائفها صوب شواطئ مدينة غزة وشمالي القطاع.  وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية.

وفي وقت سابق من ليل الأحد/الإثنين قصفت الطائرات الإسرائيلية عددا من المنازل والأراضي الزراعية في مدينتي رفح وخانيونس جنوبي القطاع ومحافظة وسط القطاع، أدت لاندلاع حريق بإحدى الأراضي الزراعية.

ومنذ أيام يعمد الجيش الإسرائيلي منتصف كل ليلة على شنّ سلسلة غارات عنيفة ومتتالية من دون سابق إنذار على أهداف في مناطق عدة بقطاع غزة.

وتتسبب تلك الغارات بحالة هلع بين السكان بفعل الأصوات الشديدة التي تنتج عنها، والدمار الواسع الذي تخلّفه علاوة عن أنها خلفت مجازر بحق عائلات كاملة.

وكان آخر هذه المجازر فجر الأحد حيث استشهد 42 فلسطينيا بينهم 10 أطفال و16 امرأة بعد تدمير عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها من دون سابق إنذار في شارع الوحدة بحي الرمال غربي مدينة غزة.

ومنذ 10 مايو/آيار الجاري يتواصل تصعيد عسكري وميداني كبير في قطاع غزة، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على جميع مناطق قطاع غزة ورد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية.

حصيلة العدوان

خلال الأيام السبعة الماضية ارتكبت إسرائيل مجازر راح ضحيتها عدد من العائلات الفلسطينية التي أُبيدت بعضها بشكل كامل.

كما غيّرت غارات الاحتلال من طبيعة المظهر العام لمعالم عدة مناطق حيوية في مدينة غزة محوّلة إياها إلى خراب وأكوام من الركام والرماد.

وتعرّضت البنى التحتية في مناطق القطاع المختلفة من شبكات المياه، والصرف الصحي، وخطوط الكهرباء، للتدمير.

وارتفع عدد ضحايا العدوان ا الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ الإثنين الماضي إلى 197 شهيداً بينهم 58 طفلا و34 امرأة، إضافة إلى 1235 جريحا، وفي الضفة الغربية وصل عدد الشهداء إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى وفق وزارة الصحة، فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.‎

عدد الغارات

شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية نحو 1200 غارة واعتداء منذ بداية العدوان بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي.

وذكر البيان إن الغارات تركّزت على المنازل والمباني السكنية، والمقرات الحكومية، والبنى التحتية من طرق وشبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء.

قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت شقتين سكنيتين في أحد الأبراج السكنية بمدينة غزة (رويترز)

إجمالي الخسائر

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن إجمالي الخسائر الأولية التي تكبّدها قطاع غزة منذ بداية العدوان وصلت إلى 177 مليونا و500 ألف دولار.

وأشار إلى أن قيمة الخسائر المباشرة بلغت حوالي 127 مليون دولار فيما قدّر قيمة الخسائر غير المباشرة بنحو 50 مليونا و500 ألف دولار.

المنشآت المدمّرة

وثّق المكتب تعرّض أكثر من 770 وحدة سكنية بين الهدم الكلي والبليغ، فضلا عن تضرر ما لا يقل عن 4 آلاف و976 وحدة أُخرى، لأضرار وصفت بين المتوسطة والجزئية جراء القصف المتواصل.

كما رصد المكتب قصف 97 بناية سكنية، وهدمها بشكل كامل. وقال إن الخسائر الأولية المباشرة في قطاع الإسكان، من بين إجمالي الخسائر، وصل إلى 36 مليون دولار.

وبيّن المكتب أن الغارات تسببت بتضرر 36 مدرسة، وعدد من المرافق الصحية وعيادات الرعاية الأولية بشكل بليغ وجزئي جراء القصف الشديد في محيطها.

منشآت إعلامية

دمّرت إسرائيل نحو 32 مؤسسة إعلامية من خلال قصف عدة أبراج تقيم هذه المؤسسات بداخلها، وفق المكتب.

ومن هذه الأبراج الجوهرة، والجلاء، والشروق، والسوسي، والوليد، والرؤية.

الاحتلال الإسرائيلي يقصف برج الجلاء في غزة
قصف برج الجلاء في غزة (غيتي)

وأضاف المكتب أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن إصابة 10 صحفيين بجراح مختلفة، خلال تغطيتهم للأحداث الميدانية.

ومن بين هؤلاء يوجد 3 صحفيين أصيبوا باستهداف طائرة استطلاع لمركبة تابعة للصحافة.

وأوضح المكتب أن الغارات طالت أيضا منازل 5 صحفيين في مناطق مختلفة بغزة، ما تسبب باستشهاد أحد أفراد عائلاتهم.

مقرات حكومية

بلغ عدد المقرات الحكومية والمنشآت العامة، التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية الحربية نحو 65 مقرا، بحسب المكتب.

وتابع أن تلك المنشآت تنوّعت ما بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية، بخسائر مباشر تقدّر بـ 16 مليون دولار، من إجمالي الخسائر.

ومن أبرز هذه المقرات:

  • مقر قيادة وزارة الداخلية والأمن الوطني غربي مدينة غزة، ما تسبب بتدميره بالكامل وبأضرار كبيرة في عدد من المقار الحكومية المجاورة.
  • تدمير مقر جهاز الأمن الداخلي في محافظات غزة والشمال وخانيونس (جنوب).
  • أضرار كبيرة تلحق بمركز شرطة بيت لاهيا شمال قطاع غزة نتيجة القصف.

  • تدمير مبنى وزارة العمل بشكل كامل.
  • تعرض مبنى وزارة التنمية الاجتماعية لأضرار كبيرة.

البنى التحتية والطاقة والاقتصاد

قال المكتب الإعلامي إن استهداف الشوارع، والبنى التحتية المتمثلة بشبكات المياه والصرف الصحي، تسبب بخسائر أولية تقدّر بـ14 مليون دولار.

وأما قطاع الطاقة، فقد تكبّد خسائر قدّرها المكتب بنحو 10 ملايين دولار، جرّاء قصف شبكات ومحوّلات وخطوط الكهرباء.

وفي القطاع الاقتصادي والتجاري، رصد المكتب وجود خسائر بقيمة 21 مليون دولار، جرّاء غارات إسرائيلية طالت 4 مقرات لبنوك محلية، ومصانع.

كما تضررت، بحسب المكتب، عشرات المركبات بشكل كامل وجزئي بقيمة تقديرية للخسائر وصلت إلى 5 ملايين دولار.

قطاع الزراعة

فاق إجمالي الخسائر الأولية للعدوان الإسرائيلي على قطاع الزراعة بغزة، يزيد عن 17 مليون دولار.

وقالت الوزارة في بيان أمس الأحد، إنها تتوقع تضاعف الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي نتيجة تواصل القصف المركّز لمئات الأراضي والمنشآت الزراعية واستهداف مخازن ومستودعات مدخلات ومستلزمات الإنتاج الزراعي بشكل مباشر.

وحذّرت الوزارة من حدوث كارثة حقيقية في قطاع الإنتاج الحيواني بسبب استمرار إغلاق المعابر، منوهة إلى أن الأعلاف الخاصة بالدواجن والأغنام والأبقار لا تعد تكفي بالمطلق لتغذيتهم.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر