مجلس التعاون الخليجي يطالب وزير الخارجية اللبناني بالاعتذار.. ما القصة؟
طالب مجلس التعاون الخليجي، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة بالاعتذار عن الإساءات المشينة بحق دول المجلس، لا سيما السعودية.
وأمس الإثنين، قال وهبة في مقابلة مع قناة الحرة الأمريكية “إن دول أهل المحبة والصداقة والأخوة (من دون تسمية) زرعوا (تنظيم داعش) في سهل نينوى والأنبار (العراق) وتدمر (سوريا) واصفا ضيفا سعوديا بأنه من أهل البدو”.
ولاحقا، نفى وهبة في بيان أن يكون تناول الأشقاء في دول الخليج أو تطرق إلى تسمية أية دولة مؤكدا أنه جرى تحوير كلامه بغية توتير العلاقات مع الأشقاء في السعودية ودول الخليج.
من جانبه، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، رفض دول المجلس ما ورد على لسان وهبة، خلال المقابلة من إساءات مشينة (لم يذكرها) لهم وللسعودية.
الأمين العام لمجلس التعاون يعبر عن رفض دول مجلس التعاون واستنكارها لما ورد على لسان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية https://t.co/bMrgi02EcX#مجلس_التعاون pic.twitter.com/5nWcZqkNIm
— مجلس التعاون (@GCCSG) May 18, 2021
وطالب الحجرف في بيان، الوزير وهبة، بتقديم اعتذار رسمي لدول المجلس وشعوبها نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق.
واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية، السفير اللبناني فؤاد دندن وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات وهبة، مؤكدة أنها مشينة وعنصرية بحق دول المجلس والسعودية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
دولة #الإمارات تستنكر تصريحات شربل وهبة وزير خارجية لبنان ضد السعودية ودول مجلس التعاون. https://t.co/AHm8PqDoTj
— وزارة الخارجية والتعاون الدولي (@MoFAICUAE) May 18, 2021
ويعد ذلك ثاني خطوة من نوعها الثلاثاء، إذ سبق أن استدعت الخارجية السعودية، السفير اللبناني فوزي كبارة على خلفية تصريح وهبة الذي اعتبرته المملكة مسيئا لها ولدول الخليج.
وأعربت الخارجية السعودية عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته التصريحات من “إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة”، وأكدت أن التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
بيان من وزارة الخارجية بخصوص التصريحات المسيئة الصادرة من وزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال pic.twitter.com/YKBNbhDOvA
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) May 18, 2021
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم، إن التصريحات التي أدلى بها وهبة تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس موقف الدولة وذلك في محاولة لتفادي المزيد من التوتر في العلاقات مع دول حليفة ومانحة للبنان.
الحريري ينتقد
وعبر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن رفضه للتصريحات قائلا إنها “يمكن أن تقوض العلاقات الخارجية في وقت يواجه فيه لبنان أزمات عديدة، وأضاف ان الدعم العربي أمر حيوي”.
رسالة رئيس الجمهورية الى مجلس النواب إمعان في سياسة قلب الحقائق والهروب الى الأمام والتغطية على الفضيحة الدبلوماسية العنصرية لوزير خارجية العهد تجاه الأشقاء في الخليج العربي … وللحديث صلة في البرلمان .
— Saad Hariri (@saadhariri) May 18, 2021
وقال مكتب الحريري في بيان ندد بتصريحات الوزير وهبة “كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها لا تكفي”.
كما لو ان الازمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الاشقاء العرب.
(٢/٤)— Saad Hariri (@saadhariri) May 17, 2021
واذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فانه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الاشقاء في الخليج العربي ويرفضون الافراط المشين في الاساءة لقواعد الاخوة والمصالح المشتركة.
(٤/٤)— Saad Hariri (@saadhariri) May 17, 2021
ويواجه لبنان مشكلات اقتصادية تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وأعلنت السعودية، في أبريل/نيسان الماضي، حظر دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية أو نقلها عبر أراضيها بسبب زيادة تهريب المخدرات، وذلك بعد أن قالت إن الجمارك في ميناء جدة تمكنت من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون بلغت أكثر من 5.3 مليون حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة رمان.
وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها اهتزت عام 2017؛ إذ اتهمت السعودية حزب الله بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلا عن تدخله في حرب اليمن دعما للهجمات ضدها.