حكاية شهيد.. محمود فارس مهندس طائرات القسام (فيديو)

أجرت الجزيرة مباشر حوارا مع زوجة الشهيد القسامي المهندس محمود فارس الذي استشهد برفقة مجموعة من مجاهدي القسام في الحرب الأخيرة على غزة.

وقالت الزوجة الطبيبة “الشهيد محمود فارس الله يرحمه دخل سوريا وبدأ في دراسة الهندسة الميكانيكية وكان متميزا  بين أصدقائه، وكان نشطا بالعمل الطلابي وكان مختلفا عنهم بتطلعه للمستقبل ولديه هدف سام”.

وأضافت: “تعرفت عليه في عام 2008 في سوريا كان قد أنهى دراسته بتميز ومنضما لصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس”.

وتابعت: “من هناك بدأ في تطوير قدراته العلمية، وتزوجنا في عام 2009، وعدنا في عام 2011 إلى غزة لأنه كان لديه هدف عال يريد أن يقدمه في مجال الطائرات”.

وقالت: “في عام 2011 جاءنا تهديد من العدو يحذرنا من القدوم لغزة، ولكنه لم يهتم وتكرر التهديد في طريق عودتنا على المعبر ولكنه لم يؤثر فيه”.

وأضافت: “بدأ في بذل كل جهد وتركيز في غزة للتعليم، وفي حرب غزة عام 2014 كان هناك استهداف لبيتنا في خان يونس، وانتقلنا لغزة، ولكنه لم يكن يتردد في بذل ما في وسعه من أجل قضيته وعمله”.

وتابعت: “كان نشيطا ومتميزا ومخلصا في عمله واضحا وصريحا ومحبوبا، مع جيرانه وأصدقائه وزملائه في العمل ظل مستمرا في عمله وأحدث قفزة نوعية، وما تتباهى به المقاومة هو من صنعه وزملائه الذين سبقوه للشهادة، وأضاف لمسة لشعب قطاع غزة قبل المقاومة، وهذا هو الهدف الذي كان يهدف لتقديمه لأبناء شعبه”.

وقالت زوجة الشهيد: “كان يقول نحن نريد الشهادة، نحن نعمل لآخرتنا، الدنيا دار مؤقتة وإلى زوال، وقد طلب الشهادة بإخلاص وفداء للوطن وأعطاها الله إياها بأسمى صورة”.

وأضافت: “أراد الله له ألا يفطر من صيامه على الأرض ولكن في السماء”.

وقالت: “كنت أحس أنه سيستشهد وصارحته قبل استشهاده بثلاثة أيام، كانت حياتنا مستقرة، ولم أر أهلى خلال 9 سنوات سوى مرتين، وكان بالنسبة لي أب وأخ وصديق وزوج وكل حياتي، لأن أهلي جميعا في الخارج، لكنه كان يطمئنني”.

وأضافت: “علمت باستشهاده من الإعلام العبري عندما نشروا صورته وكتبوا القضاء على محمود فارس ولكني لم أصدق، حتى أخبروني باستشهاده في صباح اليوم التالي”.

الشهيد في سطور

يذكر أن المهندس محمود فارس قد استشهد يوم الأربعاء 30 رمضان 12 مايو/أيار 2021، برفقة مجموعة من كتائب القسام خلال العدوان الأخير على غزة.

وُلد محمود لعائلة ميسورة في خان يونس وذهب لدراسة الهندسة في جامعة اللاذقية بسوريا، ونشط في العمل الطلابي، وكان أحد أبرز كوادره ومن قيادات العمل الجامعي.

الشهيد المهندس محمود فارس (مواقع فلسطينية)

 

وفي عام 2005 أطلقت دائرة العمل العسكري لحماس في الخارج ” الإعمار” مشروع تصنيع الطائرة بدون طيار، وباشرت حشد الإمكانات الفنية والطاقات النوعية من كوادر ومهندسين، لإدارة المشروع من أبناء فلسطين والأمة الإسلامية. ثم ما لبث أن تولى الشهيد التونسي المهندس محمد زواري قيادة وحدة تطوير وتصنيع الطائرات بدون طيار.

تزامن ذلك مع تخرج المهندس محمود من الجامعة، وعُرض عليه الانتساب إلى صفوف كتائب القسام في دائرة الإعمار عام 2007، والعمل في قسم التصنيع الحربي فيها، وقد وقع الاختيار عليه ليكون من المهندسين الرئيسين في مشروع الطائرة من دون طيار.

لم يتردد محمود بالإجابة على العرض والتقف الفرصة بنهم وشغف، وتدرب وعمل بصحبة الشهيد محمد الزواري، فكان يده اليمنى في تطوير العديد من النماذج.

طاف الأخَوان بقاع الأرض بحثاً عن العلم والتأهيل؛ تمهيدا لنقل التخصص والخبرة إلى غزة المحاصرة، عمل محمود بدأَب وتفانٍ لإنتاج الطائرات وتطوير نماذجها الجديدة، وتأهيل المهندسين على ذلك.

لمَع اسم محمود عند الإسرائيليين بعد “حرب السجيل” واستهداف ورشة تصنيع الطائرات، وذلك بعد أن رصدوا  تجاربها من الجو، حيث تمت التجارب بوجود الشهيد محمد الزواري، وأصبح محمود من المطلوبين للاستخبارات الإسرائيلية.

قام الطيران الإسرائيلي في معركة “العصف المأكول” عام 2014 بتدمير منزله ومنزل أهله في خانيونس أمام نظر العائلة حيث لم يكن الشهيد موجوداً فيه.

المصدر : الجزيرة مباشر