تحقيق لرويترز: مصارف لبنان ابتلعت أموال مساعدات اللاجئين (فيديو)

لاجئون سوريون في لبنان (الجزيرة مباشر)

اتهم تحقيق أجرته وكالة أنباء رويترز البنوك اللبنانية بابتلاع ما لا يقل عن 250 مليون دولار من أموال المساعدات الإنسانية الأممية المخصصة للاجئين في البلاد.

وأكد مسؤول عن المساعدات الأممية، ودبلوماسيان أن ما يتراوح بين ثلث إلى نصف المساعدات المالية التي قدمتها الأمم المتحدة إلى لبنان “ابتلعتها البنوك منذ بدء الأزمة في 2019″.

وأضاف المسؤول عن المساعدات الأممية أن البنوك اللبنانية صرّفت الدولار بسعر أقل بأربعين بالمئة من سعر السوق السوداء خلال 2020 والشهور الأربعة الأولى من العام الحالي.

وورد في وثيقة اطلعت عليها رويترز أنه بحلول يوليو/ تموز 2020، فقدت نسبة تبلغ 50% من المساعدات المخصصة للبنان في البنوك خلال عمليات التصريف من الدولار إلى الليرة اللبنانية”.

ووصف تقرير أممي الخبر بـ “الصاعق” وأكدت عدّة مصادر لوكالة رويترز على الأنباء التي تأتي في ظل أزمة اقتصادية شاملة تشهدها بلاد الأرز، حيث أصبح أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر بحسب البنك الدولي.

وأثر التغيير المستمر في قيمة سعر الصرف سلباً وبشكل كبير على جميع اللبنانيين وبشكل أخص على اللبنانيين الأفقر، واللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وبحسب التحقيق، كان هؤلاء يتلقون قبل الأزمة دعماً بقيمة 27 دولار شهريًا، أي نحو 40 ألف ليرة وقتها.

وبعد انهيار العملة المحلية، رُفع المبلغ إلى 100 ألف ليرة ولكنه في واقع السوق لا يساوي 27 دولاراً أمريكياً، إنما فقط 7 دولارات بحسب تقديرات رويترز.

ويقول لاجئون سوريون لمعدي التحقيق إن “المساعدات كانت تؤمن لهم سابقاً سلة جيدة من الغذاء ولكن قدرتهم الشرائية تراجعت كثيراً الآن”، مضيفين أن ذلك يؤثر على صحّة اللاجئين الجسدية والعقلية.

ونفت جمعية المصارف اللبنانية استغلال المساعدات لزيادة رأسمالها، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة كان بإمكانها تقديم المساعدات للمحتاجين بالدولار مباشرة، أو المفاضلة على سعر صرف أفضل مع مصرف لبنان المركزي.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أثار تحقيق رويترز جدلا واسعا بين المغردين.

وقالت فينوس محمد “بالإضافة لداء العنصرية، ابتلينا بداء سرقة المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين من قبل مصارف لبنان. هذا الخبر يذكرني بفيديو شاهدته قبل سنة للاجئين سوريين يطلبون من لبناني مسؤول عن توزيع المساعدات حصتهم بعد حريق عرسال، فواجهه بالشتائم وقال له: بس يجي دورك بقلك. لا تقرفونا!”.

وكتب صلاح حركي قائلا “كل هذا “الأكل والبلع” والبنوك فلّست. لا حدود للجشع”.

ومنذ بدء الأزمة وما رافقها من انهيار اقتصادي ومالي، تراجعت العملة المحلية (الليرة) بشكل كبير، حيث بلغ سعر الدولار الواحد 15 ألف ليرة في السوق السوداء بعدما كان يساوي ألفاً و500 ليرة قبل 2019.

 

المصدر : الجزيرة مباشر