تقرير: العلاقات التجارية الإماراتية الإسرائيلية تتعزز بعد عدوان الاحتلال على غزة والقدس

الإمارات تواصل سياسة التطبيع مع إسرائيل
الإمارات تواصل سياسة التطبيع مع إسرائيل (رويترز)

قال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية إن العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل، والتي تقدر حاليا بنحو نصف المليار دولار، تسير في منحى تصاعدي بعد “عدم ارتياح” نجم عن النزاع الأخير في غزة.

وأصبحت الإمارات، في أيلول/سبتمبر الماضي، أول دولة خليجية توقّع اتفاقا لتطبيع العلاقات مع تل أبيب قبل أن تحذو البحرين حذوها ما فتح آفاقا لتعاون تجاري بين أكثر اقتصادين تنوعا في الشرق الأوسط.

لكن قمع التظاهرات في القدس الشرقية المحتلة، ثم الغارات الإسرائيلية على غزة دفعت الشركاء العرب الجدد لإسرائيل إلى إدانتها علنا.

وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عن 290 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات؛ خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.​​​​​​​

وقالت نائبة رئيس بلدية القدس وأحد مؤسسي مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي فلور حسن ناحوم لوكالة فرانس برس “فيما يتعلق بالتجارة لا أحد يعرف بالفعل ما هو الرقم ولكننا ننظر إلى حوالي نصف المليار دولار حتى الآن”.

وأضافت على هامش منتدى تجاري لتعزيز العلاقات بين الجانبين لا سيما في مجالات الصحة والطاقة المتجددة والتقنيات “قبل بضعة أشهر كان الرقم عند 300 مليون دولار، وأعتقد أن هذا أعطى دفعة للأمام في الأشهر القليلة الماضية”.

ووقّعت الإمارات وإسرائيل بالفعل عدة اتفاقات شملت تسيير رحلات جوية مباشرة وإعفاء المواطنين من التأشيرات وحماية الاستثمارات والعلوم والتكنولوجيا.

وحسب المسؤولة الإسرائيلية، فإنّ الأحداث الأخيرة خلقت “عدم ارتياح” مع الشركاء التجاريين الإماراتيين خلال فترة النزاع.

وأوضحت “لم يكن الأمر سهلا. شاركت في منتديات مختلفة للإسرائيليين والإماراتيين وكانت هناك بعض المحادثات غير المريحة لكنّها كانت مهمة”.

فلور حسن ناحوم التي شاركت في تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي الاسرائيلي في دبي (أ ف ب)

محادثات “منفتحة”

وأثارت الأحداث في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وكذلك قطاع غزة، إدانات شديدة من الدول العربية ومن سكانها، وبينها الإمارات حيث دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى مزيد من التضامن مع الفلسطينيين أو حتى مقاطعة إسرائيل.

وكتب المحامي والكاتب الإماراتي حبيب الملا على تويتر في منتصف الشهر الماضي إنّ إسرائيل أضاعت “حملة العلاقات العامة التي قامت بها في العقدين الأخيرين”.

وألغت وزيرة السياحة الإسرائيلية أوريت فركاش-هكوهين مشاركتها في مؤتمر دولي في الإمارات الشهر الماضي.

وقالت فلور لفرانس برس “أجرينا محادثات منفتحة للغاية حول نقاط الخلاف. كانت هناك الكثير من التساؤلات حول الحملة العسكرية، ومدى تناسبها، وعن قضية (حي) الشيخ جراح في القدس، وما حدث في المسجد الأقصى”.

والأسبوع الماضي، قرّر مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة فتح تحقيق دولي حول انتهاكات لحقوق الانسان ارتكبت في الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل منذ أبريل/ نيسان، وأيضا في “الأسباب الجذرية” للتوترات.

وعلى الفور ندّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما اعتبره “قرارا معيبا” و”يشجّع الإرهابيين في العالم أجمع”.

وفي 13 من أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات “وحشية” إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة.

امتد التصعيد إلى الضفة الغربية المحتلة والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، استمرت 11 يوما، وانتهت بوقف لإطلاق النار، فجر 21 من مايو/أيار الماضي.

المصدر : الفرنسية