عصام حجي: الملء الثاني لسد النهضة سيتسبب في نزوح المصريين بأعداد كبيرة (فيديو)

قال عالم الفضاء المصري عصام حجي إن الملء الثاني لسد النهضة سيسبب أزمة كبيرة لمصر قد تؤثر نتائجها على ملايين المصريين، يتمثل في نزوحهم بأعداد كبيرة.

وأوضح حجي خلال مقابلة له مع برنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر، أمس الخميس، أن عملية الملء الثاني لسد النهضة لها آثار مدمرة في اتجاه مجرى النهر الممتد إلى السودان ومصر.

وتابع أن العجز المائي المتوقع سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة عن طريق تقليل الأراضي الصالحة للزراعة في مصر بنسبة 72% كما سيصل معدل البطالة إلى 25%.

وأضاف حجي “قضية نهر النيل تماثل أزمة إزالة الغابات نتيجة الحرائق في غابات الأمازون المطيرة التي يطلق عليها الجهاز التنفسي للأرض، وتعد دمارًا لا يوصف، ليس للأمازون فحسب، بل للكوكب بأكمله”.

وأكد على أن مجلس الأمن مطالب بالتعامل مع أزمة سد النهضة من هذا المنظور لأن أثاره البيئية والسياسية والاقتصادية مدمرة على جميع دول حوض النيل.

والخميس الماضي، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.

وتوقع حجي أن تصل الخسائر الاقتصادية في القطاع الزراعي المصري إلى نسبة 51 مليار دولار وستؤدي لحدوث خسائر في الناتج المحلي.

وشدد على أن الملء الثاني لسد النهضة سيتسبب في عجز مائي لمصر يصل إلى 31 مليار متر مكعب وهو ما يعادل 40% من الموازنة المائية السنوية ويساوي ثلث الموازنة المصرية السنوية.

وكان حجي قد أشرف على بحث علمي بشأن التأثيرات السلبية لملء سد النهضة على مستقبل مصر والمصريين، نشرته مجلة الأبحاث البيئية البريطانية (Environmental Research Letters) المعروفة كمرجعية في تحكيم الأبحاث العلمية بشكل حيادي تام في القضايا البيئية الكبرى.

وقدمت الدراسة جملة من التفسيرات العلمية المدعمة بالأرقام التي أكدت أن مصر سوف تعاني حال الملء الثاني للسد من تراجع الرقعة الزراعية بنسبة 72% وانخفاض الناتج القومي للفرد بنسبة قد تصل إلى 8%.

وأكد حجي للجزيرة مباشر أن الأزمة ستتضاعف خلال سنوات الجفاف وأن المصريين قد يواجهون وضعا شبيها بما وقع خلال ثمانينيات القرن الماضي عندما عرفت البلاد 9 سنوات من الجفاف المتواصل.

وفي 5 و6 يوليو/تموز الجاري، اعتبرت مصر والسودان في بيانين منفصلين بدء إثيوبيا عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي “إجراءً أحادي الجانب”.

وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات حول السد يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.

وتُصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ لسد “النهضة” بالمياه، في يوليو الجاري وأغسطس/آب المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.

في حين تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية ولضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.

المصدر : الجزيرة مباشر