20 ألف أفغاني عملوا مع الجيش الأمريكي طلبوا إجلاءهم.. وطالبان تواصل مكاسبها على الأرض

عشرات الأشخاص يتجمعون بالقرب من معبر بوابة الصداقة على الحدود الباكستانية الأفغانية (رويترز)

أعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن حوالي 20 ألف أفغاني ممن عملوا مع الجيش الأمريكي (في الترجمة) طلبوا من الولايات المتحدة إجلاءهم، موضحا أن العدد لا يشمل العائلات.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -خلال مؤتمر صحفي- إن هؤلاء الأفغان وعائلاتهم سينقلون إما إلى قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة أو إلى قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج أو إلى دولة ثالثة اعتمادا على تقدم الفحوصات الأمنية التي يخضعون لها.

ووضعت واشنطن خطة واسعة لنقل مساعدي الجيش الأمريكي إلى خارج أفغانستان.

ومن المقرر أن تبدأ رحلات الإجلاء، في الأسبوع الأخير من يوليو/تموز الجاري، ومن المتوقع أن تنهي القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب المقبل.

وأثار بدء سحب آخر العسكريين الأجانب مخاوف المترجمين الفوريين وغيرهم من الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي ويخشون انتقام طالبان.

وقد صعدت الحركة من هجماتها وسيطرت على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية في أنحاء البلاد، مع انسحاب القوات الأمريكية.

وقف إطلاق نار

سياسيا، قال مسؤولون حكوميون في إقليم بغرب أفغانستان، الخميس، إنهم تفاوضوا على “وقف إطلاق نار لأجل غير مسمى” مع حركة طالبان لمنع شنها أي هجمات على عاصمة الإقليم.

وجاءت الخطوة بعد أن سيطر مقاتلون من طالبان بالكامل على كل مناطق إقليم (بادغيس) بما يعكس المكاسب الأوسع نطاقا التي تحققها الحركة على الأرض والبنية التحتية خلال أسابيع منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحاب قوات بلاده من هناك بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال حاكم الإقليم حسام الدين شمس لرويترز “عشرة من شيوخ القبائل قرروا تحمل مسؤولية وقف إطلاق النار وبالتالي تحدثوا أولا مع طالبان ثم مع الحكومة المحلية وتوصل الجانبان لهدنة”.

وأضاف شمس أن طالبان توصلت لاتفاق مع شيوخ القبائل للتحرك إلى مشارف مدينة قلعة ناو عاصمة الإقليم.

ونفى متحدث باسم طالبان موافقة الحركة على وقف لإطلاق النار لكنه قال إنهم تركوا المدينة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال عبد العزيز بيك رئيس المجلس المحلي في بادغيس “قلعة ناو هي المدينة الوحيدة في أفغانستان التي أعلنت فيها طالبان وقفا لإطلاق النار”.

ووردت تقارير متضاربة، الخميس، عن السيطرة على مدينة حدودية تعد معبرا تجاريا أساسيا مع باكستان.

ويعد معبر (سبين بولداك-شامان) ثاني أهم ممر على الحدود الباكستانية ومصدرا كبيرا للعائدات للحكومية الأفغانية المدعومة من الغرب في كابول.

مسلح يقف أمام بوابة الصداقة بين أفغانستان وباكستان عند معبر شامان الحدودي (رويترز)

وقال مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية، الخميس، إن قوات الأمن استعادت السيطرة على المدينة الحدودية بعد ساعات من سيطرة طالبان عليها، الأربعاء الماضي.

ونفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان صحة ذلك، وذكر أن مقاتلي الحركة ما زالوا يسيطرون على المعبر الحدودي.

وقال لرويترز “هذه مجرد دعاية وزعم لا أساس له من حكومة كابول”.

وأغلقت باكستان المعبر الحدودي من جانبها خشية وصول القتال إلى أراضيها.

مفاوضات السلام

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس إن مفاوضات السلام بالدوحة والمسار الدبلوماسي هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.

ووصف برايس إعدام مسلحي طالبان أفرادا من القوات الحكومية بالعمل الشائن والفظيع، وهو أمر نفته طالبان.

وأكد المبعوث الأمريكي لأفغانستان زلماي خليل زاد أن الحل العسكري لم ينجح ولم يفلح في إجبار طالبان على قبول ما يمكن أن تقبله واشنطن أو بقية الأطراف الأفغانية.

وخلال ندوة استضافها معهد بيروت، تحدث خليل زاد من العاصمة الأوزبكية طشقند عبر الإنترنت متسائلا عن جدوى المضي قدما في حل لن ينجح، وفق تعبيره.

وبشأن الانسحاب الأمريكي، نفى خليل زاد أن يكون ذلك قد حوّل أفغانستان إلى ساحة حرب لأنها لم تنعم أصلا بالسلام منذ 43 عاما.

وأضاف أن الانسحاب مهد لمحادثات تجري لأول مرة بين الأطراف الأفغانية المتناحرة، حسب وصفه.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات