رئيس الوزراء الليبي يقر بصعوبة توحيد الجيش رغم التواصل مع حفتر

رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة (رويترز)

أقر رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم السبت، بصعوبة توحيد جيش بلاده رغم التواصل مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، معتبرا “الأمور ليست سهلة”.

وقال الدبيبة في مقابلة إجرتها معه وكالة رويترز للأنباء بنيويورك، مساء الجمعة، إنه “سيكون من الصعب توحيد الجيش الليبي”.

وتعهد الدبيبة بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها المقرر في، 24 ديسمبر/كانون أول المقبل، لكنه حذر من “تمسك بعض القائمين على المجلس التشريعي بالسلطة (دون تسميتهم)”.

وأكد الدبيبة وهو رجل أعمال عُين رئيساً  للوزراء مؤقتا في، فبراير/شباط الماضي، إنه لم يقرر بعد إن كان سيخوض الانتخابات.

ولم تشهد ليبيا استقرارا يذكر منذ انتفاضة عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد معمر القذافي.

ونجحت عملية سلام تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، الصيف الماضي، بعد توقف القتال بين ميلشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني (التي كان معترفا بها دوليا) قبل تشكيل حكومة وحدة بعد ذلك.

والخميس الماضي، حث مجلس الأمن عقب جلسة بشأن ليبيا جميع الدول الأعضاء في المجلس والأطراف الليبية والجهات الفاعلة ذات الصلة على احترام ودعم تنفيذ وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش خلال الجلسة إن المليشيات التابعة لحفتر في الشرق لم تسمح لحكومة الوحدة الوطنية بالسيطرة على المنطقة.

وكشف مسؤولون أمريكيون وألمان، عقب مؤتمر بدعم من الأمم المتحدة في برلين الشهر الماضي، أن تركيا وروسيا اللتين تدعمان طرفين متنافسين في ليبيا توصلتا إلى تفاهم أولي على انسحاب تدريجي لمقاتليهما الأجانب.

وقال الدبيبة “لم أسمع بهذا الاتفاق بشأن سحب المقاتلين. ولكن نحن نرحب بأي اتفاق… ونرحب بخروج أي قوات أو مقاتلين أو مرتزقة بأي دعم من أي طرف”.

وأضاف “نحن نتحدث مع كل الأطراف بخصوص سحب القوات الأجنبية من ليبيا”.

وقال ديمتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، الخميس، إن موسكو تؤيد “انسحابا تدريجيا على مراحل لكل القوات والوحدات الأجنبية”.

وأضاف بوليانسكي “في الوقت نفسه، نود التأكد من عدم الإخلال بتوازن القوى الحالي على الأرض، لأنه بفضل هذا التوازن لا يزال الوضع في ليبيا هادئا ولم تظهر تهديدات بتصعيد مسلح”.

وقال الدبيبة لمجلس الأمن إن “استمرار هذا الوجود للمقاتلين يشكل خطرا حقيقيا أمام العملية السياسية الجارية حاليا وجهود استمرار وقف إطلاق النار واستكمال توحيد المؤسسة العسكرية”.

ومنذ أشهر، شهدت ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس/ آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات.

لكن حفتر لايزال يتصرف بمعزل عن الحكومة الشرعية ويسيطر على مناطق ليبية ويقود مليشيا مسلحة ويطلق على نفسه لقب “القائد الأعلى للقوات المسلحة” منازعا المجلس الرئاسي في صلاحياته.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات