أفغانستان.. ارتفاع عدد قتلى تفجير كابل.. بايدن يعطي الضوء الأخضر لمهاجمة تنظيم الدولة وتركيا توافق على إدارة المطار

المتعاونون الأفغان وعائلاتهم والجنود الإسبان وأعضاء السفارة يستقلون طائرة عسكرية إسبانية (رويترز)

قال مصدر في حركة طالبان إن عدد قتلى تفجير مطار كابل، أمس الخميس، ارتفع إلى 175 مع إصابة أكثر من 200 آخرين، فضلًا عن مقتل 28 على الأقل من مسلحي الحركة في التفجير.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقتل 13 عسكريا من مشاة البحرية وإصابة 18 آخرين.

وكان مسؤول من طالبان قد قال إن حراسا تابعين للحركة سيضعون أبراج مراقبة حول المطارات الأفغانية، وأكد أنه لا يوجد سبب لتمديد مهلة انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وأفاد مراسل الجزيرة في كابل أن مسلحي طالبان ينتشرون في أجزاء من الجانب العسكري من مطار كابل، وأن حركة طالبان شددت إجراءاتها الأمنية في موقع تفجير مطار حامد كرزاي في العاصمة كابل، كما كثفت إجراءات التفتيش ليشمل الطواقم الصحفية أيضا.

وقال البيت الأبيض إن مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي أبلغ الرئيس بأنه من المرجح وقوع هجوم إرهابي آخر في كابل، وحذر من أن الأيام القليلة المقبلة من مهمة الإجلاء من أفغانستان ستكون الأكثر خطورة.

وبحسب بيان للبيت الأبيض، فقد أعطى بايدن للقادة والعسكريين الأمريكيين السلطة الكاملة لشن عملية ضد أهداف لتنظيم الدولة في خراسان.

تركيا توافق على إدارة المطار

وقال مصدر في حركة طالبان للجزيرة إن تركيا وافقت على طلب الحركة تشغيل مطار كابل، وإن الحركة ستطلب أيضا مساعدة فنية من قطر في تشغيل المطار، في حين تستمر عمليات إجلاء الجنود والرعايا الغربيين من كابل.

وكانت طالبان قد طلبت مساعدة فنية من تركيا لإدارة المطار بعد أن تنتهي المهلة النهائية لانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان، الثلاثاء المقبل، وهي مهلة نهائية تقول طالبان إنها تسري كذلك على القوات التركية.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال مسؤولان تركيان لرويترز إن تركيا لن تساعد في إدارة المطار بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي إلا إذا وافقت طالبان على وجود أمني تركي.

وفي ردود الفعل، أدانت طالبان هجوم مطار كابل وقال سهیل شاهین المتحدث باسمها -في تغريدة عبر تويتر- إن التفجير وقع في منطقة تتولى القوات الأمريكية المسؤولية الأمنية فيها.

وأضاف أن طالبان تولي الأمن وحماية شعبها اهتمامًا كبيرا، وأن ما سماها “دوائر الشر” سيتم إيقافها بصرامة.

وقال محمد نعيم الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان وعضو وفد الحركة إلى المفاوضات في الدوحة إن مسؤولية التفجير في محيط مطار كابل تقع على عاتق القوات الأجنبية التي تتولى تأمين المطار.

في المقابل، قال أمر الله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني المنصرف -في تغريدة عبر تويتر- إن كل الأدلة المتوفرة تظهر أن خلايا ما يعرف باسم “ولاية خراسان” التابعة لتنظيم الدولة لها جذور في شبكة طالبان وحقاني، خصوصا تلك الناشطة في كابل، وفق قوله.

وقد استؤنفت عملية الإجلاء في مطار العاصمة الأفغانية كابل بعد توقفها نتيجة الهجومين اللذين استهدفا محيط المطار، أمس الخميس، وأسفرا عن مقتل وإصابة العشرات.

وأكدت بيانات ملاحة جوية نشرها موقع (فلايت رادار) لتتبع حركة الطائرات إقلاعَ أول طائرة تابعة للقوات البريطانية من مطار كابل، اليوم الجمعة.

القوات الألمانية تعود إلى قاعدة ونستورف الجوية بعد مهمات الإجلاء في كابل (رويترز)

تهديدات محتملة

وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد بوجود تهديدات محددة وذات مصداقية على مطار كابل.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون إنه لم يحدث تفجير ثان قرب فندق بارون في كابل، أمس الخميس، وإن التفجير قرب المطار نفذه انتحاري.

وأضاف أنه أيا كانت الظروف المستقبلية في أفغانستان فلن يكون للولايات المتحدة وجود عسكري هناك بعد انتهاء عمليات الإجلاء، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية ستجد طرقا عدة للمساعدة في إجلاء الأشخاص من أفغانستان بعد الحادي والثلاثين من أغسطس/آب الجاري.

بدروه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب هجوم مطار كابل، أمس الخميس، إن هناك مصالح مشتركة مع طالبان وإن تنظيم الدولة سيدفع ثمن تنفيذه الهجوم.

من جانبها، اعتبرت موسكو أن الهجوم أثبت استغلال من وصفتهم بـ”الإرهابيين” الأوضاع الأمنية الهشة في أفغانستان.

في حين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن طالبان عرضت على بلاده إدارة مطار كابل على أن تتولى الحركة تأمينه.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان تشارك فيها جميع القوى السياسية في البلاد، واعتبر لافروف أن ضمان أمن حدود بلاده الجنوبية أمر مهم ومبدئي بالنسبة لموسكو.

تعليق الناتو

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي في (الناتو) قوله إن حركة طالبان ستشدد الأمن وتضيف مزيدا من القوات لإدارة الحشود عند بوابات مطار كابل.

وأضاف أن على قادة طالبان التحقيق في شبكة تنظيم الدولة في كابل بعدما سمحوا للآلاف بمغادرة السجون في الأسابيع الأخيرة.

وتابع أن كل القوات الأجنبية تهدف إلى إجلاء مواطنيها وموظفي سفاراتها من أفغانستان بنهاية أغسطس الجاري.

وقال إن (الناتو) يدرك أن آلافا ممن عملوا مع وكالات المعونة الأجنبية يريدون مغادرة أفغانستان، غير أن الحلف يقبل أعدادا محدودة منهم.

وناشد الدبلوماسي في حلف الأطلسي طالبان لتوضيح موقفها بشأن قواعدها لحكم البلاد.

جهود قطر

بدوره أعرب الأمين العام لحلف الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن شكره لجهود دولة قطر في إجلاء أعضاء الحلف وعائلاتهم من كابل.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية أن ستولتنبرغ أجرى اتصالاً هاتفيا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الجمعة، بحثا خلاله أبرز المستجدات الإقليمية والدولية وخصوصا تطورات الأوضاع في أفغانستان إضافة إلى علاقات التعاون بين دولة قطر وحلف (الناتو) وسبل تعزيزها وتطويرها.

وأكد الجانبان أهمية الانتقال السلمي للسلطة في أفغانستان بما يحقق مصالح الشعب الأفغاني.

وقال ستولتنبرغ في تغريدة عبر تويتر إن قطر لاعب أساسي في المنطقة وهي شريك تتزايد أهميته بالنسبة للحلف.

من جانبه أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أهمية حماية المدنيين وضرورة تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة في أفغانستان والسعي نحو تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالا وتداولا سلميا للسلطة، تماشيا مع المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني.

جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية القطري لنظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي في الدوحة حيث تم خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وآخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي.

فرنسا وطالبان

وذكرت الخارجية الفرنسية أنها أجرت اتصالات مع حركة طالبان في الدوحة وكابل تتعلق بمسائل إجرائية بشأن عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان إن ممثلي الحركة التقوا المبعوث الفرنسي فرانسوا ريشير والوفد المرافق له في العاصمة القطرية الدوحة.

وأضاف شاهين في تغريدة عبر تويتر أن الاجتماع بحث قضايا سياسية فضلا عن التطورات الراهنة في أفغانستان.

وأشار إلى أن وفد الحركة قال للمبعوث الفرنسي إن السلام يعم أرجاء أفغانستان وإن الطلاب والطالبات عادوا إلى مدارسهم ووسائل الإعلام عادت إلى عملها، وأكد أن كل أفغاني يحمل وثائق له حق السفر إلى الخارج بعد إعادة فتح الجزء المدني من مطار كابل.

الجانب الإنساني

ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في أفغانستان بالكارثي وحذرت من أن ثلث سكان البلاد قد يواجهون خطر المجاعة.

وتوقعت الأمم المتحدة أن يسلك أكثر من نصف مليون أفغاني طريق اللجوء خلال العام الجاري.

وحثت كيلي كليمانتس نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدول المجاورة لأفغانستان إلى فتح حدودها أمام اللاجئين الأفغان.

وأوضحت كليمانتس أنه وبرغم عدم خروج أعداد كبيرة من الأفغان حتى الآن، إلا أن الوضع في البلاد يتطور بشكل أسرع مما كان متوقعا، حسب تعبيرها.

وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريك برينان من نقص الإمدادات الطبية في أفغانستان مشيرا إلى أنها لا تكفي سوى لأيام.

وقال برينان إن منظمة الصحة العالمية تبحث عن بدائل لمطار كابل نظرا للأوضاع اللوجستية والمخاوف الأمنية.

وأضاف “بسبب المخاوف الأمنية ولاعتبارات لوجستية لن يكون مطار كابل خيارا لنا لأسبوع على الأقل. وأحد التحديات التي نواجهها هو عدم وجود هيئة ملاحة جوية مدنية، لكننا نعمل مع الباكستانيين لاستخدام مطار مزار شريف، فهم يستطيعون تنسيق العمل على الأرض هناك”.

الوضع الميداني

وفي قندهار جنوبي أفغانستان، قررت حركة طالبان نشر 500 من مقاتليها في شوارع المدينة، ابتداء من صباح غد السبت.

وأكد الملا عبد الرشيد مُنيب قائد الدوريات في المدينة والتابع لطالبان أن نشر هذه التعزيزات الأمنية مرتبط بالأوضاع الأمنية في كابل والتفجيرين في مطارها، مساء أمس الخميس.

وبدأت حركة طالبان في توزيع زي عسكري موحّد على أفراد الشرطة التابعة لها في قندهار في إجراء يُنتظر أن يُعمم على مختلف الولايات.

كما حطت بمطار قندهار في جنوب أفغانستان طائرة مدنية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وهذه هي الخطوة هي الأولى من نوعها منذ أن سيطرت طالبان على ولاية قندهار جنوبي أفغانستان، في 12 أغسطس الجاري.

وقد نقلت الطائرة القادمة من العاصمة الطاجيكية (دوشانبيه) كمية من الأدوية واللقاحات وفريق عمل في ولايتي قندهار وهلمند.

وقال مسؤول المطار في حركة طالبان إن حركة الطيران المدني من قندهار وإليها مرهونة بقرار سياسي من قيادة الحركة في كابل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات