الإجلاء متواصل.. هجوم بالصواريخ على مطار كابل وأمريكا تحقق في مقتل مدنيين بإحدى غاراتها

دخان يتصاعد بعد انفجار في العاصمة الأفغانية كابل (الأناضول)

قال مسؤول أمريكي إن ما يصل إلى 5 صواريخ أُطلقت على مطار كابل الدولي قبل أن تعترضها منظومة دفاع صاروخي، بينما تقترب الولايات المتحدة من استكمال سحب قواتها من المدينة.

وقال المسؤول لوكالة أنباء رويترز إن الصواريخ أُطلقت في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين بتوقيت العاصمة الأفغانية، غير أنه لم يتضح بعد إن كانت المنظومة الدفاعية أسقطتها جميعًا.

وأضاف المسؤول أن التقارير الأولية لم تشر إلى سقوط ضحايا أمريكيين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المعلومات قد تتغير. ويأتي ذلك بينما تتواصل عملية الإجلاء من المطار وسط أجواء أمنية بالغة التوتر.

وكانت القوات الأمريكية شنت أمس الأحد ضربة بطائرة مسيرة في كابل مستهدفة سيارة يُشتبه بأنها ملغومة وبداخلها انتحاري بدا أنه كان في طريقه لتنفيذ هجوم على المطار.

وثمة قلق متزايد من أن يشن متشددو تنظيم الدولة هجمات أخرى على المطار بينما تسرع القوات الأمريكية الخطى لإجلاء المواطنين الأمريكيين المتبقين والأفغان المعرضين للخطر، قبل أن تستكمل انسحابها بحلول 31 أغسطس/آب.

ألسنة اللهب تتصاعد من إحدى السيارات التي أصابتها الصواريخ التي أطلقت باتجاه مطار كابل (ر ويترز)

مقتل مدنيين وأمريكا تحقق

وكشف المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد عن ورود معلومات تفيد بأن القوات الأمريكية قتلت مدنيين في مطار حامد كرزاي إثر حالة هلع أصابتها بسبب تفجير الخميس الماضي.

وقال مجاهد لوكالة  الأناضول للأنباء أمس الأحد إن التفجير الذي وقع في 26 أغسطس/آب الجاري بمطار حامد كرزاي أسفر عن مقتل 90 شخصًا على الأقل وإصابة 148 آخرين وفقًا للمعلومات المتوفرة لديهم.

وأضاف “بحسب التقرير الذي تلقيناه فإنه بعد وقوع الهجوم على مطار كابل أطلق الجنود الأمريكيون النار نحو الحشد في حالة من الهلع وكان هناك عدد كبير من الناس مما أسفر عن مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال.

وكانت شبكة (سي إن إن) الأمريكية ذكرت أن 9 من أفراد إحدى العائلات بينهم 6 أطفال، قُتلوا في الغارة الجوية التي شُنّت الأحد في كابل المزدحمة حيث لا يزال آلاف الأفغان يحتشدون فيها لمغادرة أفغانستان، وارتفع عدد الضحايا اليوم إلى 12 قتيلًا من المدنيين.

وأعلن متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) أمس الأحد في بيان، أن بلاده تجري تحقيقًا بشأن سقوط ضحايا مدنيين في أعقاب الغارة، مضيفًا “ما زلنا نقيم نتائج هذه الضربة التي نعرف أنها عطلت تهديدًا وشيكًا لتنظيم الدولة بخراسان” ضد المطار في كابل.

وقال “نعلم أنه كانت هناك انفجارات كبيرة وقوية لاحقة ناتجة عن تدمير الآلية، مما يشير إلى وجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة داخلها، ربما تسببت في خسائر إضافية. نجري مزيدًا من التحقيقات”.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر السبت من هجوم جديد “محتمل جدًا” بعد هجوم الخميس قرب مطار كابل تبناه تنظيم الدولة، وخلف أكثر من 100 قتيل بينهم 13 جنديًا أمريكيًا.

المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد (رويترز)

تأمين المطار

وأشار المتحدث باسم حركة طالبان إلى أنه بعد الانسحاب الكامل للقوى الأجنبية من البلاد وتشكيل الحكومة الجديدة لن يكون لأي منظمة عذر للقتال. وذكر أن الذين يقاتلون تحت راية تنظيم داعش في أفغانستان لم يأتوا من العراق أو سوريا وإنما هم مجموعة من الأفغان يتبنون فكر التنظيم.

وقال مجاهد إن أفرادا من طالبان ينجحون في توفير الأمن وإن الحركة ليست بحاجة لمساعدة أي من الدول لمكافحة مثل هذه التنظيمات. ولفت إلى أن الحركة أصبحت قادرة على جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والواضحة نظرًا لخبرتها في الحرب منذ نحو 20 عامًا.

وأوضح مجاهد أن طالبان لديها قوات خاصة لتأمين أمن مطار كابل ولن تجد صعوبة في ذلك نظرًا لضمانها أمن البلاد كافة والعاصمة كابل.

وقال  إنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة ستحل المشاكل المالية بشكل تدريجي وإن هذه المشاكل هي في الأساس قصيرة الأمد، فأفغانستان لديها بالفعل دخلها الخاص من الجمارك ومصادر مختلفة.

وأكّد أنه بالإضافة إلى ذلك ستطلب الحركة إعادة الأموال العائدة لأفغانستان المجمدة في الخارج (في الولايات المتحدة وسويسرا) بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة.

وصرح مجاهد بأنهم يريدون من البنك الدولي أو المصادر الدولية الأخرى الاستمرار في تقدم المساعدات لأفغانستان نظرًا لأن الشعب الأفغاني الذي خرج لتوه من الحرب يحتاج إلى الدعم في كل المجالات وخاصة في المجالات الإنسانية والطبية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات