تصعيد جديد.. حزب الله وإسرائيل يتبادلان القصف عبر الحدود والمقاومة الفلسطينية تبارك (فيديو)

أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الجمعة، مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على شمالي إسرائيل، وقال في بيان “تم قصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.

وأضاف البيان أن القصف “جاء رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي”.

وفي بيان لاحق، أوضح الحزب أن القصف كان من مناطق حرجية بعيدة عن المناطق السكنية، حفاظا على أمن اللبنانيين.

في المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن “حزب الله أطلق ظهر اليوم 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا، سقطت 3 منها داخل لبنان ولم تجتز الحدود”.

وأضاف أدرعي في بيان أنه “تم اعتراض 10 قذائف بينما سقطت 6 منها في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار”.

وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، أُطلقت صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، فيما رد جيش الاحتلال بقصف مناطق حرجية جنوبي لبنان.

لا ننوي ترك حزب الله يلعب معنا

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن “وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة”.

وأضاف في حديث للقناة الإسرائيلية (12) “لا ننوي السماح لحزب الله باللعب معنا، وحزب الله يعرف ذلك”.

وأكمل غانتس “وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة”.

وكان غانتس يتحدث للقناة الإخبارية الإسرائيلية خلال إطلاق صواريخ من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل.

وقال “نُوصي حزب الله والجيش اللبناني والحكومة اللبنانية بعدم شد الحبل مع دولة إسرائيل”.

وأضاف غانتس “لا مصلحة لنا في دولة لبنان إلا الأمن، يكون هدوء هناك عندما يحل الهدوء من هناك”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل وجهت “رسالة تهدئة” بعد التصعيد الأمني الذي شهدته المنطقة الحدودية مع لبنان خلال الساعات الأخيرة.

وأضافت “أكد الجيش الإسرائيلي على أنه لا يذهب إلى تصعيد الأوضاع أو خوض حرب”، موضحًا أنه ليس بصدد جعل لبنان “خط مواجهة”.

واستدركت “في الوقت ذاته فقد شدد الجيش على أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون عنوانا لحالة انعدام سيطرة الحكومة في لبنان، ولن تحتمل وضعا من هذا القبيل”.

وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل أمنون شيفلر للصحفيين “ما نفهمه هو أن حزب الله تعمد استهداف مناطق مفتوحة من أجل عدم تصعيد الموقف”.

مدفعية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود الأراضي اللبنانية (رويترز)

تحذير أممي

ووصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بـ”الخطير للغاية”.

وقالت “يونيفيل” في تغريدة “رصدنا إطلاق صواريخ من لبنان، ورد المدفعية الإسرائيلية (..) نحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.

وأعلنت في بيان “قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردًا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جداً” وحثت “جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.

كما دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونتسكا، اليوم، إلى الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي “1701” والحفاظ على الأمن والاستقرار جنوب البلاد.

وتبنى مجلس الأمن القرار “1701” في أغسطس/ آب 2006، وهو يدعو إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، إثر اندلاع مواجهات بين الطرفين، في يوليو/ تموز من العام نفسه.

وقالت فرونتسكا في بيان أصدرته تعقيبا على التصعيد المتبادل بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل “نتابع بقلق بالغ تبادل إطلاق النار الذي حصل بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية”.

ورأت أن “احتمال حدوث خطأ في التقدير قد يؤدي إلى خطر وقوع عواقب وخيمة”.

وشددت على “ضرورة التزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد”.

ودعت جميع الأطراف إلى “الامتناع عن العنف واستعادة الهدوء، والالتزام الكامل بالقرار 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار”.

وأفاد شهود عيان أن الطيران الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف في منطقة شبعا، فيما قصفت مدفعية جيش الاحتلال تلال منطقتي كفرشوبا والهبارية.

وتسبب القصف بحرائق في المواقع المستهدفة دون أنباء عن وقوع إصابات حتى الآن.

قوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان (رويترز)

قصف مواقع في لبنان

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان مقتصب- أنه بدأ بقصف مواقع في لبنان، دون تفاصيل إضافية.

بدورها، أفادت الرئاسة اللبنانية -في بيان- أن الرئيس ميشال عون اطلع على القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له قرى وبلدات حدودية وتلقى تقارير من قيادة الجيش حول ملابسات ما حصل.

ولفت البيان إلى أن الرئيس اطلع على الإجراءات التي اتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار بالتعاون مع قيادة (يونيفيل).

على الصعيد نفسه، أعلن الجيش اللبناني، الجمعة، أنه أوقف في بلدة شويّا (جنوب) 4 أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ على إسرائيل وضبط الراجمة المستخدمة في العمليّة.

ولفت الجيش في بيان إلى أن “القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف مدفعية سقط منها 10 قذائف في محيط بلدة السدانة، و30 قذيفة في محيط بلدتي بسطرة وكفرشوبا (جنوب)”.

وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق في مواقع القصف، دون أن يتحدث عن وقوع إصابات جراء ذلك.

حماس تُشيد

وأشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم، بإطلاق (حزب الله) صواريخ على مواقع إسرائيلية.

وقالت حماس في بيان صدر عنها “نبارك وندعم بشكل كامل الرد الذي قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان صباح هذا اليوم، وقصفها مواقع تابعة للعدو الصهيوني ردا على جرائم الاحتلال واستهدافه الأراضي اللبنانية”.

وأضافت في بيانها “إن مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه وانتهاكاته حق مكفول للشعوب المحتلة والمعتدى عليها”.

وقالت إنها “تبرق بخالص التحية للمقاومة في لبنان وللشعب اللبناني الشقيق، وهي ترد العدوان وتكسر المعادلات التي حاول العدو فرضها، وتثبت معادلة القصف بالقصف والبادئ أظلم”.

وفي بيان مشابه، عبرت حركة الجهاد الإسلامي عن دعمها الكامل لرد حزب الله الصاروخي، مؤكدة على الحق في مقاومة الاحتلال وعدم السماح له بفرض معادلات جديدة أو تغيير قواعد الاشتباك.

وشددت الحركة في بيان على أن “الرد على جرائم الاحتلال بكل الوسائل حق لن تتخلى عنه المقاومة وشعوب الأمة التي تنشد الحرية والخلاص من الاحتلال”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات