“انتهاك لسيادة لبنان”.. ميقاتي يفجر جدلا بسبب شحنات الوقود الإيرانية

رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي (رويترز)

قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس الجمعة إن شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلتها جماعة حزب الله إلى البلاد عبر سوريا “انتهاك لسيادة لبنان”.

لكنه أضاف خلال مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية “ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية”.

وكانت أول شحنة من مادة المازوت الإيراني قد وصلت الخميس إلى مدينة بعلبك شرقي لبنان عبر سوريا، وسيتم توزيع قسم منها وبيع قسم آخر وفق خطة وضعها حزب الله.

وقالت قناة (إل بي سي أي ) اللبنانية  في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة إن مجموعة ناقلات جديدة تحمل وقودًا إيرانيًا دخلت لبنان عبر منطقة الهرمل.

وتقع الهرمل في الطرف الشمالي من سهل البقاع وهي منطقة يسكنها بشكل رئيسي الشيعة الذين يستمد حزب الله دعمه منهم.

وأثارت تصريحات ميقاتي جدلا وانقساما واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره كثير من الناشطين غير مكترث لمعاناة الشعب اللبناني من حصار وتجويع وفقر، وفق تعبيرهم.

وفي 14 أغسطس/ آب الماضي فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات ضد كيانات وأشخاص قالت إنهم يساهمون في تهريب النفط لصالح الحرس الثوري الإيراني.

 

وقالت الوزارة في بيان آنذاك إن مسؤولين كبار في فيلق القدس يستخدمون العائدات من تورطهم في صادرات النفط الإيراني للمساعدة في تمويل أنشطة المجموعة المزعزعة لاستقرار المنطقة، حسبما نقلت (سي إن إن).

وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران في أغسطس/آب 2019 وأتبعتها بعقوبات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني لنفس العام وذلك بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى في مايو/أيار 2018.

الحكومة الجديدة

وعن مشاركة حزب الله في الحكومة قال ميقاتي إن “الحكومة جامعة لمعظم الأطياف اللبنانية، ولا يمكننا أن نقوم بأي إصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع”. وأشار إلى إن حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب.

ويشارك في الحكومة اللبنانية الجديدة التي تتألف من 24 وزيرًا، وزراء من أحزاب لبنانية عدة منها حزب الله المتمثل بوزير​ الأشغال العامة والنقل ​علي حمية​، ووزير الثقافة محمد وسام المرتضى. أما عن الموقف الأمريكي من الحكومة فلفت ميقاتي إلى أنه تلقى عدة رسائل دعم من الإدارة الأمريكية.

 

وبخصوص التحقيق في انفجار مرفأ بيروت قال “لن نسمح لأي عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها مع الأخذ بالاعتبار الأصول الدستورية والقانونية”.

كانت الحكومة اللبنانية قد تشكلت برئاسة ميقاتي عقب 13 شهرًا من التعثر إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/آب 2020 بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.

ومنذ نحو عامين تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات