ضبابية بشأن معارك بانشير ورئيس الأركان الأمريكي يحذر من حرب أهلية بأفغانستان

أحمد مسعود يتحدث إلى أنصاره في بانشير (رويترز)

أعلنت حركة طالبان تقدمها ميدانيًا وسيطرتها على منطقة شتل وعلى مديرية بريان بولاية بانشير شمالي أفغانستان، في حين قالت قوات الزعيم المحلي أحمد مسعود (الابن) إنها صدت الهجوم وتعهدت بمواصلة القتال.

وتتواصل المعارك بين طالبان ومسلحي ما تسمى “الانتفاضة الشعبية” والجبهة الوطنية التي يقودها مسعود الابن في قرية غل بهار بوادي بانشير. ويشير كل طرف منهما إلى أنه كبد الآخر خسائر كبيرة.

وتسعى طالبان لبسط سيطرتها على وادي بانشير عقب هزيمتها الخاطفة للجيش الأفغاني الشهر الماضي والاحتفال بمغادرة آخر الجنود الأمريكيين بعد 20 عامًا من الحرب.

وينتظر أن تضع طالبان اللمسات الأخيرة على شكل نظامها الجديد بعد 3 أسابيع من سيطرتها السريعة على كابل.

أحمد مسعود الابن “وسط” (رويترز)

تحذير من حرب أهلية

يأتي ذلك بينما حذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، من أن أفغانستان تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية أوسع نطاقا من شأنها أن توفر أرضا خصبة للإرهاب.

وشكك ميلي في مدى قدرة الحركة على ترسيخ سلطتها “مع تحولها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة”.

وقال ميلي لشبكة (فوكس نيوز) الأمريكية أمس السبت “أعتقد أن هناك على الأقل احتمالًا كبيرًا جدا باندلاع حرب أهلية أوسع من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم الدولة أو مجموعات إرهابية أخرى”.

وتعهد قادة أفغانستان الجدد بالحكم بطريقة أكثر تساهلًا من ولايتهم الأولى التي جاءت أيضا بعد سنوات من النزاع تمثل أولا باجتياح القوات السوفياتية البلاد سنة 1979 أعقبته حرب أهلية، ووعدت بحكومة “شاملة للجميع” تمثل تركيبة أفغانستان العرقية المعقدة.

لكن وعود طالبان لم تجد استجابة في بانشير، وهو واد وعر شمال كابل صمد لنحو عقد في وجه الاحتلال السوفياتي ومن ثم خلال ولاية طالبان الأولى من العام 1996 حتى 2001.

أزمة إنسانية

وأفاد المسؤول في طالبان بلال كريمي اليوم الأحد عن وقوع مواجهات عنيفة في بانشير.

بينما أكد أفراد من قوات أحمد مسعود (نجل القيادي التاريخي المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود) في بانشير قدرتهم على إبعاد مسلحي طالبان، حذر محللون من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات.

وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية (إميرجنسي) بأن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة حيث تدير الهيئة مركزًا للعمليات الجراحية.

وأفادت إميرجنسي في بيان أمس السبت أن العديد من الناس  هربوا من قرى في الأيام الأخيرة، مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية وتعالج عددًا صغيرًا من المصابين.

وتقع أنابة على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك.

جنود من المقاومة يراقبون من تل في بانشير (رويترز)

وقال بيل روجيو مدير تحرير (لونغ وور جورنال) ومقرها الولايات المتحدة، الأحد إن الوضع لا يزال “ضبابيًا بالنسبة للمقاتلين” وسط تقارير غير مؤكدة بأن طالبان انتزعت عدة مناطق لكن الوضع “يبدو سيئًا”.

وأفاد روجيو أن جيش طالبان اكتسب خبرة خلال 20 عامًا من الحرب ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت باعتابرها جيشا، مضيفًا أن النصر غير مرجح بالنسبة لقوات أحمد مسعود في بانشير.

بدوره حذر نائب الرئيس السابق أمر الله صالح الموجود في بانشير إلى جانب أحمد مسعود من وضع قاتم، وتحدث في بيان له عن أزمة إنسانية واسعة النطاق مع آلاف النازحين بسبب هجوم طالبان.

ويوفر وادي بانشير المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج ميّزة دفاعية طبيعية إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدّمة لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.

بلينكن إلى قطر

وبينما وصلت اليوم الأحد مطار كابل الدولي طائرة قطرية جديدة هي الخامسة التي تحمل مساعدات إغاثية عاجلة للشعب الأفغاني، فمن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن غدًا الإثنين إلى الدوحة، التي تقوم بدور رئيسي في مجريات الأحداث في أفغانستان وتستضيف المكتب السياسي لحركة طالبان.

لكن لا يتوقع أن يلتقي الوزير بأفراد  الحركة. وسيتوجه بلينكن لاحقًا إلى ألمانيا لترؤس اجتماع وزاري يضم 20 بلدًا بشأن أفغانستان إلى جانب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

كما يتوقع أن يعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اجتماعًا عالي المستوى بشأن أفغانستان في جنيف في 13 سبتمبر/أيلول يتطرق خصوصًا إلى ملف المساعدات الإنسانية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات