أفغانستان.. طالبان تعلن اقتراب السيطرة على بانشير ومسعود يعلن استعداده لوقف القتال والتفاوض

مقاتلون معارضون لحركة طالبان في ولاية بانشير شمال شرقي أفغانستان (رويترز)

قالت حركة طالبان إن مقاتليها حققوا انتصارات في المعارك التي تخوضها للسيطرة على ولاية بانشير شمال شرقي أفغانستان وأوشكت على السيطرة على عاصمة الولاية التي يتحصن بها الزعيم المحلي أحمد مسعود والذي يقود “مقاومة” ضد طالبان.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم للجزيرة إن قوات الحركة تقترب من السيطرة على مركز الولاية بعد سيطرتها على جميع مديرياتها السبعة.

بينما قال بلال كريمي، متحدث باسم طالبان، إن قوات الحركة دخلت بالفعل عاصمة الولاية التي تحصنت فيها قوات المعارضة منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابل قبل ثلاثة أسابيع في أيدي الحركة.

وقال كريمي على تويتر إن الحركة سيطرت على مقر الشرطة ومركز منطقة رخة قرب بازاراك عاصمة الولاية وإن قوات المعارضة تكبدت خسائر فادحة في صفوفها إضافة لأسر العديد وضبط مركبات وأسلحة وذخائر. وأشار إلى أن القتال يدور حاليا في بازاراك.

“قبول للتفاوض”

من ناحية أخرى، قال أحمد مسعود إنه مستعد لوقف القتال والتفاوض مع طالبان بشرط وقف الحركة لهجماتها العسكرية.

وقال زعيم (جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية) على صفحة الجبهة على فيسبوك إنه يرحب بمقترحات من مجلس العلماء بالتفاوض من أجل تسوية لوقف القتال.

وقال مسعود في منشور على فيسبوك “جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية توافق من حيث المبدأ على حل المشكلات الحالية وإنهاء القتال على الفور ومواصلة التفاوض”.

وأضاف “من أجل التوصل إلى سلام دائم، الجبهة مستعدة لوقف القتال بشرط وقف طالبان أيضا لهجماتها وتحركاتها العسكرية في بانشير وأنداراب” في إشارة لمنطقة مجاورة تقع في إقليم بغلان.

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أفغانية أن مجلس العلماء دعا طالبان لقبول التفاوض من أجل تسوية سلمية ووقف القتال في الولاية.

حرب أهلية

وحذر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، مشككا في قدرة طالبان على ترسيخ سلطتها مع تحوّلها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.

وقال ميلي لشبكة “فوكس نيوز” السبت “أعتقد أن هناك على الأقل احتمالاً كبيراً جدا باندلاع حرب أهلية أوسع من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم الدولة الإسلامية أو.. مجموعات إرهابية أخرى”.

“دعاية مضللة”

وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قال فهيم داشتي المتحدث باسم (جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية) التي تضم قوات معارضة موالية للزعيم المحلي أحمد مسعود إن “آلة الدعاية” التابعة لطالبان تحاول نشر رسائل مضللة، مشيرا إلى أن قوات المعارضة طردت قوات طالبان من جزء آخر من الوادي.

وقال “قوات المقاومة جاهزة للتصدي لأي شكل من أشكال العدوان”.

بيد أن مجموعة إغاثة إيطالية تسمى (إميرجينسي) أو “منظمة الطوارئ” قالت، أمس السبت، إن مقاتلي طالبان وصلوا لمستشفى تديره المنظمة مخصص لعلاج المصابين بإصابات خطيرة وضحايا الصدمات في منطقة أنابة داخل وادي بانشير.

وقال مسؤولون من طالبان إن قوات الحركة سيطرت بالكامل على بانشير لكن القتال متواصل منذ أيام ويزعم كل طرف إنه كبد الآخر عددا كبيرا من القتلى والمصابين.

وتعهد أحمد مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بمواصلة مقاومة الهجوم ودعا لدعم دولي.

ووادي بانشير منطقة جبلية وعرة شمالي كابل وما زال حطام دبابات سوفيتية مدمرة يتناثر في أرجائه وأثبت عبر العقود صعوبة السيطرة عليه. وتحت قيادة أحمد شاه مسعود، الوالد الراحل للزعيم الحالي للجبهة، قاوم وادي بانشير الجيش السوفيتي الغازي وحكومة طالبان السابقة.

وقال مسعود اليوم الأحد إن المئات من مقاتلي طالبان استسلموا لقوات جبهته التي تتألف من عناصر من الجيش النظامي الأفغاني ووحدات قوات خاصة وميليشيا محلية.

ودعا مسعود في البداية لتسوية عبر التفاوض مع طالبان وجرت عدة محاولات لعقد محادثات لكنها لم تكلل بالنجاح وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن سبب اخفاقها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات