دموع “أم ناصر” تزلزل فلسطين وشهادة الأسرى تفضح ما فعله الاحتلال بأبو حميد (فيديو)

دموع أم الأسير ناصر أبو حميد تزلزل فلسطين (الجزيرة مباشر)

بدموع وكلمات تدمي القلوب، تصف والدة الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد -الملقّبة بـ”سنديانة فلسطين”- حال ابنها الذي يرقد في غيبوبة منذ 8 أيام داخل مستشفى تابع لسجون الاحتلال.

وفي مقطع متداول على نطاق واسع، قالت أم ناصر “أنا شفته (رأيته) ويا ريتني ما شفته. كان نايم ومكلبش، فاقد الوعي. ما خلوني أشوفه غير من مسافة مترين”.

وتابعت بينما تقطع صوتها العَبَرات “كنت نفسي أمسك إيده، يسمع صوتي لكن لا حياة لمن تنادي، مرضيوش، كنت عايزه أحكي معه وأقرا قرآن عشان يسمع صوتي”.

وتكمل متحسرة “شفت وجه ناصر بس الأجهزة إللي على ناصر ومنظر ناصر يقطع القلب. بدي ابني يتعالج برة”. وعن المكان تقول “كأننا دخلنا ثكنة عسكرية، تفتيش مذل، وجنود كثير مدججين بالسلاح”.

ولا يزال الأسير ناصر أبو حميد (49 عامًا) من مخيم الأمعري بمدينة البيرة، على أجهزة التنفس الاصطناعي في مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي، وهو في حالة غيبوبة منذ ثمانية أيام بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين نتيجة تلوث جرثومي.

شهادة الأسرى: هذا ما فعله الاحتلال بناصر؟

ونشر نادي الأسير، ظهر اليوم الأربعاء، شهادة من الأسرى عن الجريمة الممنهجة -سياسة الإهمال الطبي “القتل البطيء”- التي ارتُكبت بحق الأسير أبو حميد حيث يواجه وضعًا صحيًّا حرجًا.

ووفقا لشهادة رفاقه في الأسر، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير/كانون الثاني 2021 آلامًا حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند على أي فحوص مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.

واستمرت حالة ناصر مدة شهرين، زار خلالها عيادة السجن مرات عدة، إلا أن وضعه الصحي ازداد سوءًا وبدأ يشكو من التقيؤ مع رائحة كريهة بينما استمر طبيب السجن بتزويده بالمسكنات فقط.

بعد ما يقارب 3 أشهر بدأ ناصر يعاني صعوبة في تناول الطعام، يرافق ذلك تقيؤ باستمرار وانخفض وزنه بشكل سريع، عندها قام الأسرى في سجن عسقلان باتخاذ خطوات ضاغطة على إدارة السجن لإجراء فحوص جادة في مستشفيات خارجية.

على إثر ضغوط الأسرى، تم إجراء تصوير أشعة له وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك استمرت عيادة السجن في صرف كميات كبيرة من المضاد الحيوي على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول به.

وأوضح الأسرى في شهادتهم أن إدارة سجون الاحتلال واصلت المماطلة المتمثلة بعدم تحويل ناصر بشكل مبكر إلى طبيب مختص في مستشفى مدني، الأمر الذي تكرر في جميع حالات الإهمال الطبي “القتل البطيء” واستخدام حق الأسير بالعلاج أداة تنكيل وبشكل ممنهج.

ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، نُقل إلى مستشفى (برزلاي) حيث أجريت له فحوص وصور أشعة أكثر دقة أظهرت إصابته بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية، وتم استئصال نحو 10 سنتيمترات من الرئة، ولأن احتجازه في مستشفى مدني يستدعي حراسة، أعيد ناصر قبل شفائه إلى السجن.

بعد فترة زمنية تقارب الشهر، تبين أن الورم سرطاني غير حميد، وهذا وفقًا لتشخيص الأطباء أنفسهم الذين أكدوا في البداية أنه ليس خبيثًا، الأمر الذي لم يكن دقيقًا مما جعل الخلايا السرطانية تعاود الانتشار، وقد تقررت له جلسات علاج كيماوي استغرق البدء بها ما يقارب الـ20 يومًا حتى الشهر بعد العملية الجراحية.

أنبوب الرئة والجرثومة

بعد أن تلقى الأسير الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة وأعيد على إثرها إلى المستشفى لمدة 3 أيام قاموا خلالها كما يدّعي الفريق الطبي في (برزلاي) بإفراغ الرئة من الهواء عبر إدخال أنبوب إليها كشف أحد الأطباء أن حجمه كان 3 أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر مما أدى إلى تدهور حالته، وفق شهادة الأسرى.

أصيب ناصر بجرثومة في الرئة كان قد تلقاها خلال الأنبوب المذكور، الأمر الذي فاقم حالته الصحية، ومع ذلك، أعيد إلى السجن وتلقى الجرعة الثانية من الكيميائي، وبعد أيام نُقل إلى مستشفى (برزلاي) بعد أن بلغت حرارته 40 درجة.

ووفقًا لتلك الشهادة، أكد نادي الأسير مجددًا أن كل التفاصيل التي تعرّض لها ناصر تثبت حجم الجريمة التي نُفذت بحقه.

يشار إلى أن الأسير أبو حميد معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم بالسجن مدى الحياة في سجون الاحتلال، وله شقيق سادس هو الشهيد عبد المنعم الملقب بـ”صائد الشاباك”.

وتعرّض بقية أفراد العائلة للاعتقال وحُرمت والدتهم من زيارتهم أعوامًا، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرّض منزل العائلة للهدم 5 مرات كان آخرها عام 2019.

المصدر : الجزيرة مباشر