مقبل على الترشح للرئاسيات.. متحور أوميكرون يهدد شعبية الرئيس الفرنسي

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الفرنسية)

أوضح استطلاع أجرته المؤسسة الفرنسية للرأي العام، ونشرته صحيفة (جورنال دو ديمانش) أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يفقد الدعم الشعبي عقب الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الاستطلاع أظهر أن 41% فقط من الفرنسيين يعتقدون أن حكومة ماكرون قادرة على التعامل بكفاءة مع جائحة كورونا، مقارنة بـ52% في أغسطس/آب الماضي.

وقد تؤثر هذه النتائج في الانتخابات التي تقبل عليها فرنسا، في أبريل/نيسان المقبل، والتي من المنتظر أن يخوضها ماكرون مرشحًا للرئاسة.

وتعاني فرنسا مثل معظم الدول الأوربية احتواء التفشي السريع لمتحور أوميكرون، وقد ارتفعت حالات الإصابة بالفيروس لمستويات قياسية على الرغم من معدلات التطعيم المرتفعة في البلاد، مما جعل طريقة تعامل الحكومة مع الجائحة قضية سياسية شائكة مجددًا.

تصريحات مستفزّة

واتضح أن تعليقات ماكرون الأخيرة عن استراتيجيته “لمضايقة” غير الملقّحين طريقة لدفعهم إلى الحصول على التطعيم لم تفلح.

وكان الرئيس الفرنسي قد صرّح بأنه يريد التضييق على من لم يتلقوا اللقاحات، بأن ينغّص عليهم حياتهم حتى ينتهي بهم الأمر بالتطعيم.

ووصف من لم يحصّنوا أنفسهم باللقاحات بأنهم غير مسؤولين ولا يستحقون أن يُعدّوا مواطنين، وفي باريس ردّ المحتجون على ماكرون بالهتاف “سننغّص عليك حياتك”.

وتظاهر محتجون مناهضون للقاحات بمدن مختلفة في فرنسا، تعبيرًا عن رفضهم تصريح الرئيس ضد من يرفضون لقاحات كوفيد-19 بتشديد القيود على حرياتهم المدنية.

وأثارت تصريحات ماكرون رفضًا خارج بلاده أيضًا، إذ قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إنه يريد “التضييق على الفيروس وليس على الناس”، معربًا عن عدم موافقته على تصريحات ماكرون بشأن غير الملقّحين.

الفرنسيون قلقون

ونقلت صحيفة (جورنال دو ديمانش) عن رئيس المؤسسة الفرنسية للرأي العام فريدريك دابي قوله “هناك أمر تغير في الرأي العام”، مضيفًا “كان يبدو أن الأزمة الصحية تحمي الرئيس، الآن الوضع تدهور”.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أن الفرنسيين صاروا أكثر قلقًا تجاه اللقاحات، على الرغم من تلقيح 75% من المواطنين.

وقال نصف من شملهم الاستطلاع فقط إنهم على ثقة أن ماكرون يمكنه قيادة حملة تطعيم ناجحة، مقارنة بـ63% في أغسطس الماضي.

وعلى الرغم من أن ماكرون لم يعلن رسميًا أنه سوف يترشح لمدة رئاسة ثانية، فإن فريقه يراقب عن كثب تطورات وضع الجائحة لاختيار التوقيت المناسب للإعلان عن عزمه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية، وفق ما نقلته الصحيفة عن مقربين منه.

وقال المقربون إن الرئيس ربما يعلن ترشحه، في نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، أو منتصف فبراير/شباط المقبل، وفقًا لعدد حالات فيروس كورونا.

تهديد بالقتل

وأمس السبت، خرجت مسيرة ضد التطعيم وجواز التلقيح وسط باريس، وشهدت أعمال عنف ومواجهات مع الشرطة.

وأعلن فريق وكالة (فرانس برس) الصحفي عن تعرضه للاعتداء والتهديد بالقتل، وأفادت صحيفة (لوفيغارو) أن حراس الأمن المرافقين للفريق تعرضوا للضرب بالهراوات قبل أن يُصاب أحدهم بزجاجة في رأسه.

وقال فيل شيتويند مدير الأخبار في وكالة (فرانس برس) إن “الوكالة تحتج بقوة على هذا العدوان المرفوض ورغبة البعض في منع صحفييها من القيام بعملهم”.

وأفادت الصحيفة أنه ثاني هجوم يتعرض له فريق من الوكالة في احتجاجات ضد جواز التلقيح، وكان الأول في يوليو/تموز الماضي.

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر