السودان.. مقتل متظاهرين اثنين والأمن يفرّق آلاف المحتجين المتجهين للقصر الرئاسي (فيديو)

تظاهر آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية، للمطالبة بـ "الحكم المدني الديمقراطي" (رويترز)

قال مراسل الجزيرة مباشر إن قوات الأمن السودانية أطلقت، اليوم الأحد، قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين كانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي في الخرطوم.

وتظاهر آلاف السودانيين، في وقت سابق اليوم، في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية للمطالبة بـ “الحكم المدني الديمقراطي”.

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن قوات الأمن حاولت تفريق المتظاهرين في محيط القصر الجمهوري، وأطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المحتجين ضمن دعوات “مليونية 2 يناير”.

ونقل المراسل عن مصادر طبية سودانية مقتل متظاهرين اثنين بينهم واحد قتل برصاصة في الرأس، ونقل عدد من المصابين إلى مستشفى الأربعين في أمدرمان.

فيما أفادت لجنة الأطباء أن القتيل الثاني تعرض لضربة شديدة في الرأس تسببت بتحطيم جمجمته.

وتعد تلك المظاهرات هي الجولة الثانية عشرة من الاحتجاجات الضخمة التي خرجت منذ إجراءات الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت وكالة رويترز إن خدمات الإنترنت والهاتف المحمول تعطّلت في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم، قبل الاحتجاجات. كما تم إغلاق الجسور جميعها الواصلة مباشرة للعاصمة الخرطوم.

وخرج المتظاهرون في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأمدرمان، إضافة إلى مدن بورتسودان (شرق)، والمناقل (وسط) بحسب شهود عيان.

وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية، شعارات تندد بالاتفاق السياسي الموقّع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها “الشعب أقوى والردة مستحيلة”، و”لا تفاوض، لا شراكة”، و”نعم للحكم المدني الديمقراطي”، حسبما نقلت وكالة الأناضول.

وأمس السبت، دعا “تجمع المهنيين السودانيين” (قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد) و”لجان المقاومة” إلى مظاهرات، الأحد، تحت شعار “الوفاء للشهداء” تنديدًا بالاتفاق السياسي الموقّع بين البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بالحكم المدني.

وتأتي احتجاجات، الأحد، بعد مقتل 6 محتجين وإصابة المئات في مظاهرات، الخميس الماضي.

وفي كلمة بمناسبة عيد استقلال السودان بثّها التلفزيون، الجمعة الماضية، قال البرهان إن الخلافات على السلطة وفقدان الأرواح تعني أن على الجميع استخدام صوت العقل.

وأضاف أن الطريقة الوحيدة للحكم هي عن طريق التفويض الشعبي من خلال الانتخابات.

واستنكر مجلس السيادة السوداني الذي يرأسه البرهان أعمال العنف التي شابت احتجاجات، الخميس، قائلًا إنه وجّه السلطات باتخاذ الإجراءات القانونية والعسكرية كافة لمنع تكرار هذه الأحداث “وألا يفلت أي معتد من العقاب”.

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردًا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.

ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًا، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تضمّن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن قوى سياسية رأت الاتفاق “محاولة لشرعنة الانقلاب”، وتعهّدت بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق “الحكم المدني الكامل” خلال المرحلة الانتقالية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات