لجنة حماية الصحفيين: سحب ترخيص الجزيرة مباشر في السودان مؤشر لعودة الدكتاتورية (فيديو)

تواصل الإدانات الدولية لقرار السلطات السودانية سحب ترخيص مكتب الجزيرة مباشر في الخرطوم (الجزيرة مباشر)

قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين بنيويورك شريف منصور إن قرار السلطات السودانية سحب ترخيص مكتب قناة الجزيرة مباشر في الخرطوم “خطوة إلى الوراء وعودة لطرق الدكتاتورية” التي كان يمارسها الرئيس المعزول عمر البشير.

وقال شريف منصور في لقاء عبر الإنترنت من الولايات المتحدة مع برنامج (هاشتاج) على الجزيرة مباشر “حرية الصحافة والتعبير هي المكسب الأساسي في السودان بعد تنحية عمر البشير وهي المعركة الأهم التي ستحدد ما إذا كانت السلطة الحالية ستنتقل إلى حكومة مدنية ديمقراطية منتخبة أم لا”.

وأضاف أن الاعتداء على الجزيرة مباشر بسحب ترخيصها والاعتداء على صحفيين آخريين محليين ودوليين هو “خطوة إلى الوراء باعتبار حرية الصحافة ركيزة التحول الديمقراطي”.

واعتبر منصور أن فرض الرقابة على وسائل الإعلام أو محاصرة العاملين في هذه الوسائل داخل مقر عملهم والاعتداء عليهم “جزء من محاولة إعادة حائط الخوف” حتى لا يستطيع الصحفيون المحليون والدوليون الوصول إلى ما يحدث على الأرض.

وشدد منصور على عدم شرعية اشتراط منح الترخيص من السلطات لوسائل الإعلام في أي دولة ليكون شكلا من أشكال “الرقابة” على الوسيلة الإعلامية كما حدث مع الجزيرة مباشر في السودان.

وندد أيضا بالاعتداء على نحو ٦ صحفيين تولوا مهمة تغطية الاحتجاجات والاعتداء على بعضهم جسديا واحتجاز بعض آخر لافتا إلى أن الاعتداءات “طالت وكالة الأنباء الصينية” وهي التابعة لحكومة “ليست بعيدة عن الحكومة السودانية نفسها”.

وفي السياق، كشف المسؤول في لجنة حماية الصحفيين عن تسجيل شهود عيان “حالات قتل واعتداء واغتصاب وإطلاق مفرط للرصاص” في السودان.

وطالب الحكومة السودانية بإصدار بيان يفسر ما حدث ويتعهد بالتحقيق.

وتابع “عليهم الوعد بإجراء تحقيقات وليس معاقبة وحجب ومنع من يقوم بتصويرها”، في إشارة إلى تبرير السلطات السودانية سحب ترخيص الجزيرة مباشر بحجة “التناول غير المهني” للشأن السوداني و”مخالفة سلوكيات وأعراف وأخلاقيات المهنة”.

مسؤولية المجتمع الدولي

ولفت منصور إلى أن المجتمع الدولي والحكومات الصديقة للسودان يمكنها المساعدة في تخفيف القيود المفروضة على حرية الإعلام والصحفيين في دول مثل مصر والسودان.

وقال إن حكومة السودان تعتمد بشكل كبير على الدعم الإقليمي سواء ماليا أو عسكريا أو سياسيا داعيا الحكومات الصديقة لها والولايات المتحدة إلى الضغط “من خلال ربط أي معونة أو منحة بالإفراج عن الصحفيين وتخفيف القيود المفروضة عليهم”.

وأضاف أن هذا النهج في التعامل يمكن أن يعطي فرصة للحكومات الصديقة للسودان بإحراج المسؤولين العسكريين ومحاكمتهم مشيرا إلى حالة عمر البشير الذي سيتم تسلميه للمرة الأولي لمواجهة عقوبات على خلفية ارتكاب جرائم إنسانية وجرائم إبادة.

وتتواصل بشكل مستمر الإدانات الدولية والعربية لقرار السلطات السودانية.

وسبق أن أغلقت السلطات السودانية في 30 مايو/ أيار 2019 مكتبي قناتي الجزيرة الإخبارية والجزيرة مباشر، لكنها تراجعت عن القرار بعد شهرين من إصداره، وسمحت لهما بالعودة إلى العمل.

المصدر : الجزيرة مباشر