في ظل توتر الأجواء السياسية.. ماذا يفعل وفد إسرائيلي في السودان؟ (فيديو)

سقط 7 قتلى وعشرات المصابين خلال مظاهرات 17 يناير في السودان (رويترز)

كشف مصدر عسكري سوداني للجزيرة تفاصيل حول زيارة غير معلنة لوفد إسرائيلي، الأربعاء، للعاصمة السودانية الخرطوم، في ظل التوترات السياسية الجارية.

وقال المصدر إن الزيارة “تمت بالتنسيق مع القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو”.

وأعلن التلفزيون الإسرائيلي الرسمي أن الوفد “التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبارا”، ولم يصدر توضيح رسمي من السلطات السودانية بشأن الزيارة حتى صباح الخميس.

ومساء الأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن الوفد الإسرائيلي وصل “بعد أن عرجت الطائرة التي كانوا يستقلونها وهبطت قبل ذلك في مدينة شرم الشيخ المصرية”.

وتأتي الزيارة في خضم توترات سياسية واحتجاجات شعبية تهز عددا من الولايات السودانية تنديدا بسياسات المجلس العسكري، رافقها مطالبات دولية بالعودة إلى مسار الديمقراطية والحل التفاوضي السلمي للأزمة.

وندد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بزيارة الوفد الإسرائيلي وبالعلاقات القائمة بين المجلس العسكري في الخرطوم وتل أبيب.

وتساءل حساب لشخص يدعى حسن دكسن على تويتر قائلا “وفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى يزور رئيس المجلس العسكري السوداني؟ عجيب والله في هذا الوقت بالذات؟ والمظاهرات والاحتجاجات مستمره بالشارع؟ ماذا يريد السوداني من الإسرائيلي؟

وكتب عمار الوسيلة على تويتر “الله يستر وفد إسرائيلي ووفد من الدول العربية الله يستر الناس دي عايزين من الشعب السوداني شنو؟”.

وفي هذا السياق، سخر حساب لشخص باسم أبوقاريس من الزيارة وقال “قالوا اليوم في وفد إسرائيلي زار الخرطوم أكيد هذه علامة نصر لك في الدنيا والآخرة وإن شاء الله سوف تزداد قوة الحكومة. شالوم عبد الله”.

وكتب عمر عبد الحي “وفد إسرائيلي يقابل العميل الخائن البرهان حميدتي. محتل يقابل محتل”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها وفد إسرائيلي السودان في ظل ما يعانيه من توترات سياسية.

فقد كشفت صحيفة (والا) أن وفدا إسرائيليا ضم عناصر من جهاز الاستخبارات (الموساد) زار العاصمة الخرطوم سرا، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أن أعلن الجيش استيلاءه على السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن الوفد الذي ضم ممثلين عن الموساد التقى مسؤولين في الجيش السوداني “لتكوين انطباع عن الوضع الداخلي في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع في البلاد (في ٢٥ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)”.

كما ذكرت (والا) أن حميدتي زار إسرائيل مع وفد عسكري سوداني، قبل أسابيع قليلة من استيلاء الجيش على السلطة والتقى بكبار أعضاء هيئة أركان الأمن القومي ومسؤولين آخرين في مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب.

وفي السياق، قال موقع أكسيوس (Axios) الأمريكي في نوفمبر الماضي، إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الحكومة الإسرائيلية استخدام “علاقاتها الوثيقة مع زعيم الانقلاب السوداني والرئيس الفعلي الفريق عبد الفتاح البرهان لحث الجيش على إعادة الحكومة المدنية”.

وأوضح الموقع أن البرهان “كان شخصية محورية في عملية التطبيع بين تل أبيب والخرطوم، على مدار العامين الماضيين”.

يشار إلى أن الخرطوم اتفقت مع تل أبيب على تطبيع العلاقات في إطار اتفاقيات (أبراهام) التي تم التوصل إليها برعاية الولايات المتحدة عام 2020.

ومنذ 25 أكتوبر، يفور السودان باحتجاجات، ردا على إجراءات “استثنائية” اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، في مقابل نفي الجيش.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات