اليمن.. التحالف ينفي استهداف مركز احتجاز في صعدة وغوتيريش يدين الغارات

آثار القصف الذي يقول الحوثيون إنه استهدف السجن الاحتياطي في صعدة (رويترز)

نفى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، استهداف مركز احتجاز بمحافظة صعدة ووصف ذلك بـ”النهج التضليلي”، بينما أدان الأمين العام للأمم المتحدة الغارات التي أوقعت عشرات القتلى والمصابين.

وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية اليوم السبت، إن تقارير استهداف مركز احتجاز بمحافظة صعدة (شمالي اليمن) “غير صحيحة”.

وأوردت الوكالة السعودية الرسمية نقلًا عن المتحدث باسم التحالف الذي يحارب جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران أن “القوات المشتركة للتحالف سوف تُطلع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحقائق والتفاصيل”.

وتابع أن “الهدف محل الادعاء لم يتم إدراجه على قوائم عدم الاستهداف المتفق عليها مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل الصليب الأحمر ولا تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب”.

وكان التحالف قد أعلن أمس تصديه لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة خميس مشيط جنوبي السعودية، مضيفًا أن الحوثيين تعمدوا استهداف مركز تجاري هناك، وأعلن استهداف مواقع لجماعة الحوثي في الحديدة ومأرب.

وكثف التحالف -الذي يدعم قوات الحكومة اليمنية في نزاعها مع الحوثيين- غاراته الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين منذ الإثنين، بعد الهجمات التي تبناها الحوثيون على أبو ظبي في الإمارات العضو في التحالف.

ودان مجلس الأمن الدولي -أمس الجمعة بالإجماع- الاعتداءات التي ارتكبها الحوثيون في الإمارات، بينما رأت النرويج التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في يناير/كانون الثاني، أن الضربة الجوية التي استهدفت السجن في صعدة “غير مقبولة”.

وقف التصعيد

ودعت الولايات المتحدة أمس الجمعة إلى “وقف التصعيد” في اليمن، متحدثة عن سقوط “أكثر من 100 قتيل في الأيام الأخيرة” بينهم ما لا يقل عن 70 قتيلًا في غارة جوية على سجن في صعدة، وفق بيان للخارجية الأمريكية.

ونقل البيان عن الوزير أنتوني بلينكن قوله إن “الولايات المتحدة قلقة جدًّا من التصعيد في اليمن”، داعيًا جميع أطراف النزاع إلى “وقف التصعيد والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والمشاركة الكاملة في عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي إن “الغارة الجوية تأتي بعد أيام فقط من هجوم الحوثيين المتعمّد على مدنيين في أبو ظبي”.

غوتيريش يدين

من جانبه، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، الغارات الجوية على محافظة صعدة شمالي اليمن، داعيًا إلى إجراء تحقيقات سريعة وشفافة لضمان المساءلة، وفق بيان لـ”ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام.

وفي وقت سابق الجمعة، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن، إن هجومًا تعرضت له مراكز اعتقال في صعدة، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 معتقل، في وقت اتهمت فيه جماعة الحوثي التحالف باستهداف السجن الاحتياطي بالمحافظة.

وذكرت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في بيان، أن عدد ضحايا الغارة على السجن بلغ 82 قتيلًا و223 جريحًا، بينما قالت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان إن عدد القتلى بلغ 70 والمصابين 138.

وذكر البيان الأممي أن غوتيريش يدين الغارات الجوية التي أسفرت وفق التقارير الأولية عن مقتل 60 شخصًا وأكثر من 100 جريح بين النزلاء.

وأضاف “تم إبلاغنا أيضًا بوقوع مزيد من الغارات الجوية في أماكن أخرى من اليمن، مع تقارير عن قتلى وإصابات أخرى في صفوف المدنيين، بمن فيهم الأطفال”.

وأشار البيان إلى أن غارة جوية على مرافق الاتصالات في الحديدة (غرب) أدت إلى تعطيل خدمات الإنترنت الحيوية بشكل كبير في معظم أنحاء البلاد.

ودعا إلى إجراء تحقيقات سريعة وفعالة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة، مذكّرًا جميع الأطراف بأن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.

كما دعا في البيان إلى ضرورة إيقاف تصعيد الوضع بشكل عاجل، وحث الأطراف على التواصل مع مبعوثه الخاص لدفع العملية السياسية إلى الأمام للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

وفي السياق ذاته، طالب غوتيريش الدول المصدرة للسلاح إلى أطراف الصراع في اليمن بضرورة اعتماد سياسة تضغط من أجل الحل السلمي ولا تؤدي إلى تضخيم القدرات العسكرية للأطراف (المتحاربة).

وقال في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن جماعة الحوثي ترتكب خطأ جسيمًا من خلال رفضها الجلوس مع مبعوثي الخاص (هانس غروندبرغ).

وأضاف “نحن على اتصال وثيق مع البلدان التي لديها علاقات مع الحوثيين لنشرح لها أنه من مصلحة جماعة الحوثي ومن صالح السلام أن يتمكن مبعوثي الخاص من زيارة صنعاء”.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات عدة بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات