السودان.. احتجاجات تطالب بحكم مدني كامل ومقتل متظاهرين اثنين في أم درمان (فيديو)

لقى شخص مصرعه وأصيب آخرون، اليوم الخميس، خلال احتجاجات اجتاحت السودان للمطالبة “بحكم مدني كامل”، ورفض سيطرة الجيش على البلاد.

ونقل مراسل الجزيرة مباشر عن مصادر طبية سودانية قولها إن الاحتجاجات أسفرت حتى الساعة الخامسة والنصف عصرًا بتوقيت غرينيتش عن مقتل متظاهرين اثنين في أم درمان ثاني أكبر مدينة في السودان.

وقتل الأول جراء إصابته برصاصة حية في الرأس أثناء تفريق قوات الأمن تظاهرة في أم درمان فيما لم تحدد المصادر ملابسات مقتل المتظاهر الثاني خلال محاولات تفريق الاحتجاجات حتى الساعة ذاتها.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن الاحتجاجات أسفرت أيضًا عن إصابة عدد من المتظاهرين جراء إطلاق قوات الأمن قنابل صوتية وعبوات غاز مسيل للدموع، لمنعهم من الوصول إلى قصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم.

وقال المراسل إن مئات المتظاهرين شقوا طريقهم للوصول إلى البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي في إطار الاحتجاجات، إلا أن القوات الأمنية واجهتهم بإطلاق كثيف للقنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وأشار إلى أن الإصابات في صفوف المحتجين نتجت عن الاختناق، فيما أصيب بعضهم بجروح في الأيدي.

وفي السياق، اندلعت اشتباكات ومطاردات بين الجانبين في شوارع رئيسة وفرعية بمحيط قصر الرئاسة.

كما أطلقت النساء الزغاريد لتشجيع المحتجين على مقاومة الغاز المسيل للدموع، وكسر الطوق الأمني للتقدم نحو البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي.

وفي خطوة متكررة، انقطعت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في السودان قبيل أحدث جولة من الاحتجاجات تطالب بالحكم المدني، ورفض “سيطرة الجيش على البلاد”، وما أدى ذلك إلى عرقلة التحول باتجاه إجراء انتخابات.

وأُغلقت كذلك بعض الجسور الواصلة بين الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان قبيل المظاهرات، حسبما قال شهود عيان ومراسل الجزيرة مباشر.

وتأتي الاحتجاجات بعد أربعة أيام من استقالة عبد الله حمدوك من رئاسة الوزراء ما أدخل مستقبل السودان في حالة غموض.

وقبيل انطلاق المظاهرات، انتشرت قوات أمنية بكثافة في الخرطوم، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للجيش ومحيط قصر الرئاسة مقر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.

والأربعاء، دعت لجان المقاومة -مكونة من نشطاء سودانيين- إلى جولة جديدة من المظاهرات في العاصمة وبقية المدن، الخميس، للمطالبة بـ”حكم مدني كامل”.

وأعلن عبد الله حمدوك، في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، استقالته من رئاسة الحكومة الانتقالية بعد ساعات من سقوط ثلاثة قتلى خلال مظاهرات ما رفع عدد القتلى إلى 57 منذ بدء الاحتجاجات في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب لجنة أطباء السودان (غير حكومية).

ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردًا على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، وأبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تراه قوى سياسية ومدنية “انقلابًا عسكريًا”، وهو ما ينفيه الجيش السوداني.

المصدر : الجزيرة مباشر