“سجن كبير”.. الاحتلال يواصل اقتحام شعفاط ويشدد حصاره بحثًا عن منفذ عملية حاجز المخيم (فيديو)

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي -لليوم الثالث على التوالي- محاصرة واقتحام مخيم شعفاط للاجئين شمال شرق القدس المحتلة، بحثًا عن شاب تتهمه بتنفيذ هجوم أدى إلى مقتل مجندة إسرائيلية مساء السبت الماضي، وإصابة جنود آخرين بجروح خطيرة.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أن المجندة نوعا لازار (18 عامًا) لقيت مصرعها متأثرة بإصابتها بإطلاق النار الذي وقع عند حاجز شعفاط، وقال إن منفّذ العملية عدي التميمي “أطلق النار ثم فر إلى مخيم شعفاط المجاور”.

سجن كبير

وحوّلت قوات الاحتلال شعفاط إلى سجن كبير حيث تُشدد الحصار وتمنع خروج ودخول أي شخص منذ مساء السبت، كما منعت الطواقم الطبية والإسعاف من الدخول إلى المخيم حتى في وجود حالات حرجة.

وتراقب قوات الاحتلال كل حركة في المخيم المحاصر -الذي يبلغ عدد القاطنين فيه 130 ألف شخص- بواسطة طائرات مسيرة تحلق فوق المخيم منذ السبت.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم، ضاحية السلام إحدى ضواحي مخيم شعفاط، وأخذت قياسات منزل عائلة التميمي في ضاحية السلام، تمهيدًا لهدمه.

يأتي ذلك في وقت تقوم فيه قوات الاحتلال باقتحام المخيم، ويتصدى لها عشرات الشبان الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الحارقة، ويضعون العوائق الحديدية في طريق السيارات العسكرية.

مواجهات واعتقالات

واندلعت فجر اليوم الثلاثاء مواجهات في شوارع المخيم مع قوات الاحتلال لدى اقتحامها المخيم، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بالاختناق جراء الإطلاق العشوائي والمكثف لقنابل الغاز تجاه منازل المواطنين.

واعتقلت قوات الاحتلال خلال الاقتحام 3 شبان من بلدة عناتا، وداهمت عدة مناطق بذريعة البحث عن منفذ العملية، وبلغ إجمالي من تم اعتقالهم منذ بدء حصار مخيم شعفاط يوم السبت الماضي، 11 فلسطينيا.

 

عقاب جماعي

وأفادت مصادر محلية للوكالة الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت جمال التميمي، ونجله خالد، عقب دهم منزلي ذويهما، وتفتيشهما.

ويفرض الاحتلال عقابا جماعيا على أهالي المخيم ويواصل إغلاق مداخل ومخارج المخيم، وإغلاق حواجز ومداخل أخرى لبلدات حزما وعناتا وغيرهما من بلدات القدس التي تعيش تحت حصار مشدد.

 

جرائم حرب

في هذا السياق، قال مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن ما يحدث في مخيم شعفاط من تنكيل واستهداف لقرابة 130 ألف فلسطيني يقطنون شمال شرق القدس المحتلة يرقى إلى جرائم الحرب.

ودعا الرويضي إلى التدخل لرفع الحصار عن المخيم وإيقاف الاعتداءات على الأقصى، وقال إن ما يحدث للفلسطينيين في مخيم شعفاط وعناتا هو صورة حقيقية لسياسة العقاب الجماعي.

إجراءات انتقامية

وطالب بضرورة تدخل دولي عاجل لحماية الفلسطينيين في المخيم من انتقام دولة الاحتلال وممارساتها العنصرية وحصارها وملاحقاتها لكل أهالي المنطقة التي شملت تقييد حياة الناس، وطالب بضرورة الحماية الدولية العاجلة أمام إجراءات الاحتلال ومستوطنيه.

وكشف أنه تم التواصل مع أطراف دولية عدة بما فيها الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة ووكالة الغوث للضغط على سلطات الاحتلال للتوقف عن الإجراءات الانتقامية في مخيم شعفاط وبلدة عناتا، وحذر من انعكاسات ذلك.

وقال إن ما يجري في شمال القدس وتحديدًا في مخيم شعفاط واقتحام واستهداف المسجد الأقصى المتواصل يهدف إلى تهجر الفلسطينيين من القدس وخلق حقائق جديدة لتثبيت ضم القدس إلى دولة الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية