“لا تمُت قبل أن تكون ندّا”.. عدي التميمي يتصدر عربيًا وعاصفة انتقادات داخل إسرائيل (شاهد)

تصدر اسم الشاب الفلسطيني عدي التميمي (22 عامًا) منصات التواصل الاجتماعي ومحرك البحث غوغل “عربيًا” عقب استشهاده مساء أمس الأربعاء برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس.

وعمّ إضراب شامل اليوم الخميس محافظات الضفة بما فيها القدس المحتلة حدادا على روح التميمي، كما انطلقت الليلة الماضية وفجر اليوم، مسيرات غضب حاشدة في مدن الضفة ندد المشاركون فيها بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها إعدام الشهيد التميمي.

صدمة وانتقادات داخل إسرائيل

يأتي ذلك وسط صدمة وعاصفة انتقادات داخل إسرائيل، حيث وصفت معلقة صحيفة “يسرائيل هيوم” للشؤون العسكرية ليلاخ شوفال عملية الليلة الماضية بأنها دليل على فشل جهاز الأمن العام (الشاباك) وغيره من الدوائر الأمنية حيث لم تتمكن من اعتقال التميمي بعد تنفيذه عملية حاجز شعفاط قبل 12 يومًا إلى أن ظهر بنفسه في عملية أمس.

وذكر الصحفي الإسرائيلي أمير بوحْبوط من موقع (والا) المقرب من جيش الاحتلال، أن الدوائر الأمنية مكّنت التميمي من التحرك حرًا طليقًا “كقنبلة موقوتة”. وأشار معلق إذاعة جيش الاحتلال دورون قادوش إلى قيام الجيش والشاباك والشرطة وحرس الحدود بعملية ملاحقة فاشلة لمدة أحد عشر يومًا، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلي.

 

“الويل لمن يعتقد أننا انتهينا”

وأثار استشهاد الشاب عدي التميمي ردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وتناول المغردون صور الشهيد وفيديوهات العملية التي نفذها ضد الاحتلال، وأوردت (شبكة فلسطين للحوار) ما كتبه الشهيد عدي التميمي على صفحته قبل شهر والذي قال فيه “الويل لمن يعتقد أننا انتهينا”.

 

وصية شهيد.. فدائي حتى الرمق الأخير

وكتب حسين مرتضى عن الشهيد وقال “مدرسة في الجهاد، ارمي حتى آخر نفس” وشاركه الرأي حساب باسم (رغدان) وقال “حتى الرمق الأخير فدائياً مُشتبكاً مُقبلاً غير مدبر، من مسافة صفر زغرّد رصاصه، المُشتبك عدي التميمي”.

وتداول صحفيون وناشطون ووسائل إعلام فلسطينية، وصية نُسبت إلى عدي التميمي، وكتب ادهم أبوسلمية معلقًا “وصية الشهداء واحدة (أن تحملوا البندقية من بعدي)”.

“لا تمُت قبل أن تكون نِداً”

وكتب الإعلامي حفيظ دراجي “البطل الفلسطيني عدي التميمي، ظلّ يقاتل بمسدسه حتى آخر شهقةٍ وطلقة وفعله يصدح- “لا تمُت قبل أن تكون نداً” (وهي كلمات معروفة للروائي والصحفي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني). وأضاف دراجي “استشهد بعد أن قام بواجبه تجاه وطنه، رحمه الله وتقبله شهيدا عزيزا هنيئا لك الشهادة يا عدي”.

أما الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة فغرّد “إنه مشهد البداية للبطل عدي التميمي، قاتل عدوه حتى آخر رصاصة، غير آبه بسيل رصاص يخترق جسده، هو بطل عملية حاجز شعفاط، وبطل عملية الليلة ضد حراس مستوطنة “معاليه أدوميم”.

 

“يا كبدي”

وبكت الصحفية الفلسطينية (عبير طهبوب) الشهيد الشاب وقالت “يا كبدي، يا دمه يا دمه يا دمه، السلام عليك يوم ولدت وأوجعت واستشهدت، عدي التميمي قعقاع القدس”.

ورأى علي شعيب في ذلك المشهد “كتاب وصية يحكي بين تفاصيله حتى النهاية آلاف المفردات والعِبَر” واستشهد آخر ببيت شعر وقال “لعَمرُكَ هذا مماتُ الرجال، ومن رام موتاً شريفاً فذا” وأضاف “إنه ليس موتاً، بل هو الحياة”.

حُزن المآذن

كما بكى (خير الدين الجابري) مع بكاء المساجد وقال “بكاء مساجد شعفاط على عدي، كيف سنوقف حزن المآذن حين تنادي صباحاً عليه، ولا يستجيب”.

عُمرة لأجل التميمي

ونشر الشاب بهاء أبو مازن من نابلس، صورة له وهو يؤدي العُمرة عن روح الشهيد عدي التميمي.

البطل الحقيقي

وتناولت تعليقات أخرى قصة الشهيد الفلسطيني الشاب، وقال (جهاد حِلِّس) عن الشهيد الشاب “عدي التميمي شاب مقدسي رأى المسجد الأقصى يدنس فهب لنصرته ونفذ عملية بطولية قتل وأصاب فيها عدة جنود ثم اختفى 15 يوما لم يستطع جيش الاحتلال بكل تطوره وقوته من العثور عليه، حتى خرج لهم قبل قليل وانقض عليهم كالأسد، فأثخن فيهم الجراح ثم ارتقى شهيدا”.

وكتب رضوان الأخرس “هذا الشاب أذل قوات الاحتلال وقاتلهم من مسافة صفر في عملية شعفاط فقتل منهم وأصاب ثم تمكن من الإفلات وبعد 10 أيام من فشل الاحتلال في الوصول إليه وأثناء مطاردتهم له نجح هو في الوصول إليهم ونفذ عملية فدائية عند إحدى المستوطنات في القدس قبل أن يرتقي شهيدا”.

وكان شبان مخيم شعفاط المقدسي، قد ابتكروا قبل أيام طريقة جديدة للمقاومة بحلق رؤوسهم، لتمويه الاحتلال وتعقيد عمليات البحث عن عدي التميمي في أعقاب تنفيذ عملية حاجز المخيم التي أسفرت عن مقتل جندية إسرائيلية وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل