يوم غضب وإضراب شامل بعد استشهاد عدي التميمي.. والرئاسة الفلسطينية: حصار نابلس “إعلان حرب” (فيديو)

عمّ، اليوم الخميس، الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية كافة بما فيها القدس المحتلة، تلبية لدعوة حركة “فتح” والقوى الوطنية والإسلامية، حدادًا على روح الشهيد عدي التميمي، وتنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ودعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في بيان مساء الأربعاء، إلى “تصعيد المواجهات على كافة نقاط التماس في محافظات الوطن، وفاء للشهداء، وتأكيدا على نهج النضال والكفاح الوطني”.

كما نعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة القدس الشهيد التميمي من مخيم شعفاط، اليوم الخميس، يوم حداد وإضراب تجاري على روحه، ويوم “نفير عام” في كل أرجاء العاصمة المحتلة، وأن ترفع الرايات السوداء على المؤسسات والمنازل.

وفي جنين، عم الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة، حدادا على روح الشهيد التميمي، وتنديدا بجرائم الاحتلال، فيما انطلقت الليلة الماضية وفجر اليوم، مسيرات حاشدة وغاضبة في جنين وبلدتي عرابة ويعبد، ندد المشاركون فيها بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا، والتي كان آخرها إعدام الشهيد التميمي.

وفي نابلس، عم الاضراب الشامل كافة مناحي الحياة وأغلقت المحال التجارية ابوابها، فيما اعلنت جامعة النجاح الوطنية الاضراب الشامل للكادريين الاداري والاكاديمي والطلبة. يذكر أن فعاليات نابلس ولجنة التنسيق الفصائلي، أقرت أمس الأربعاء، عدة فعاليات منها التوجه نحو الحواجز العسكرية لكسر الحصار المفروض على المحافظة لليوم العاشر على التوالي.

واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وجنود الاحتلال في الخليل التي انضمت للإضراب وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية والأهلية والجامعات والمدارس إضافة إلى البنوك وقطاع النقل والمواصلات.

وأعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين،الخميس إضرابا شاملا في جميع المدارس والمديريات ووزارة التربية والتعليم، حدادا على روح التميمي، واستجابة لدعوات الإضراب الشامل. وفي طوباس وطولكرم، شل الإضراب جميع مناحي الحياة وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والتعليمية أبوابها.

من جانبها، أعلنت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، الإضراب العام والشامل في مؤسساتها، تأكيدًا على دورها الاساسي في الدفاع عن الحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني.

ودعت الشبكة، إلى العمل فورًا على وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة التحديات الراهنة بوحدة وطنية تضم جميع المكونات، والعمل على إطلاق الحملات الواسعة لكسر الحصار عن المناطق المستهدفة من قبل الاحتلال وخصوصا في نابلس، وشعفاط، وعناتا ومناطق القدس المحتلة.

وطالبت المجتمع الدولي، بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومعاقبة ومحاسبة قوة الاحتلال على جرائمها المتواصلة وسياسة العقوبات الجماعية.

 

مسيرات غضب عفوية

وخرج عشرات الشباب الفلسطينيين، مساء الأربعاء، في مسيرات عفوية جابت شوارع الخليل ورام الله وجنين وبيت لحم ومخيم شعفاط، حيث نددوا باستشهاد التميمي وطالبوا بالرد.

كما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في البيرة برام الله، وكذلك في بلدتي العيساوية وسلوان بالقدس، بعد استشهاد التميمي.

ومساء الأربعاء، استشهد الفلسطيني عدي التميمي (22 عاما) برصاص حراس أمن إسرائيليين عند مدخل مستوطنة (معاليه أدوميم) قرب القدس، عقب إطلاقه النار على أحدهما، بعد 11 يوما من عمليات تمشيط إسرائيلية واسعة بحثا عنه.

وردا على اعتداءات إسرائيلية متواصلة، فتح التميمي في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري النار على حاجز شعفاط العسكري، فقتل مجندة إسرائيلية وأصاب آخر بجروح، قبل أن يلوذ بالفرار.

“إعلان حرب شاملة”

من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء، إن حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي محافظة نابلس واقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي “بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني وقيادته”.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، أن “استمرار هذه السياسة الطائشة وغير المسؤولة خلق مناخا لزيادة التوتر وانفجار الأوضاع، وهو ما حذرنا منه طويلا”.

وحذر من أن “هذه السياسة لن تجلب الأمن والاستقرار، بل تدفع الأمور نحو وضع خطير، والشعب الفلسطيني لن يقبل باستمرار الاحتلال بأي شكل من الأشكال”.

وتابع “الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتابع عن كثب ما يجري من حصار لنابلس واقتحامات للمدن والقرى وقتل للأطفال، ويحذّر الجميع من مغبة هذه السياسة الإسرائيلية”.

ولليوم التاسع على التوالي، تعيش مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي عقب مقتل أحد جنوده الأسبوع الماضي.

​​​​​​​وفي 12 أكتوبر الجاري، أعلنت جماعة “عرين الأسود” تنفيذها 5 عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين، وذلك ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

وظهرت المجموعة علنًا في عرضٍ عسكريّ بالبلدة القديمة في نابلس، مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات