لماذا تشكّل الطائرات المسيّرة تحديًا لأوكرانيا أكثر من الصواريخ؟

المسيّرة الإيرانية شاهد 129
المسيّرة الإيرانية شاهد 129 (مواقع التواصل)

منذ أن غيّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساليب المتبعة في أوكرانيا إلى شنّ ضربات جوية على أهداف بنية تحتية بأنحاء البلاد، كثّفت موسكو من استخدامها لسلاحيْن رئيسيْن، هما صواريخ (كروز) طويلة المدى، وما يسمى بطائرات مسيرة “انتحارية”.

ويعدّ السلاحان نوعًا طائرًا يحلّق إلى الهدف ثم ينفجر عند الوصول، لكن كل سلاح منهما يشكّل تهديدًا مختلفًا.

وتحلّق الصواريخ -تكلّف مئات الآلاف أو ملايين الدولارات- بسرعة ويصعب إسقاطها، وتنقل حمولة ضخمة من المتفجرات.

لكن حاليًا قد يأتي التهديد الأكبر من الطائرات المسيّرة، وإن كانت صغيرة وبطيئة ورخيصة ويسهل إسقاطها، لكنها متاحة بأعداد كبيرة لدرجة أنها تأتي في أسراب.

وفيما يلي بعض الاختلافات بين الصواريخ والطائرات المسيّرة:

الصواريخ

ربما تكون روسيا قد استخدمت ذخيرة يقدر ثمنها بمئات الملايين من الدولارات في يوم واحد، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما أشار بوتين إلى أنه سيتبع أساليب جديدة في الحرب بأكبر ضربات جوية منذ أن بدأت، وأطلقت روسيا أكثر من 80 صاروخ (كروز) على أهداف أوكرانية.

ويُعتقد أن صواريخ (كاليبر) قادرة على التحليق لمسافة ألفيْ كيلومتر، وتنزل على أهدافها بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتحمل رؤوسًا حربية تزن أكثر من 400 كيلوغرام بما يشمل إمكانية حمل رؤوس نووية.

والصواريخ مصممة لتدمير أهداف عسكرية محميّة ومحصنة جيدًا وعالية الأهمية والقيمة مثل السفن الحربية ومراكز القيادة، ويتطلب إسقاطها دفاعات جوية معقدة ومتطورة مناسبة للدفاع عن أهداف محددة ومهمة أكثر من حماية منطقة كبيرة المساحة.

وتقول كييف إنها تمكنت من إسقاط أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقتها روسيا في الأسابيع القليلة الماضية، لكن مع الوابل الضخم من الصواريخ المُطلقة، في 10 أكتوبر الجاري، أسفرت عن مقتل 19 على الأقل وأسقطت أعمدة الكهرباء في مناطق شاسعة من أوكرانيا.

ولا يعلم المحللون الغربيون على وجه التحديد عدد الصواريخ التي ما زالت روسيا تملكها، إذ إن إمداداتها محدودة، ما يجعل استمرار تنفيذ ضربات على نطاق واسع مثل هذه أمرًا غير قابل للاستدامة.

ووعدت دول غربية بتقديم أنظمة دفاع صاروخية إضافية أكثر تقدمًا، مثل نظام (ناسامس) الأمريكي، والمقرر تسليمها في الأشهر القليلة المقبلة، وتقول واشنطن حاليًا إنها تسرع من خطى تسليمها.

والأسبوع الماضي، أرسلت ألمانيا أول دفعة من 4 دفعات من أنظمة (أيريس-تي) للدفاع الجوي إلى أوكرانيا.

الطائرات المسيّرة

يمكن أن تستخدم الطائرات دون طيار (المسيّرة) في الاستطلاع والمراقبة أو بوصفها منصات إطلاق للذخيرة من الجو للأرض، لكن أبسط طريقة لاستخدامها سلاحًا هو أن تحلّق باتجاه الهدف وتنفجر فيه.

ويمكن لما يسمى بطائرات (كاميكازي) المسيرة مثل طراز (شاهد) الإيراني، أن تتكلف مبلغًا زهيدًا يوازي ثمن سيارة صغيرة.

وبالفعل، استخدمت روسيا المئات من (شاهد) الإيرانية في أوكرانيا على مدى الأسابيع القليلة الماضية فحسب، ويُعتقد أنها حصلت من إيران على ما يصل إلى ألفيْ طائرة مسيّرة.

وتطير كل طائرة مسيّرة ببطء بما يسمح بإسقاطها ببندقية عالية الدقة، ولا تحمل إلا حمولة صغيرة من المتفجرات توازي قذيفة مدفعية، لكن بإمكانها قطع مئات الكيلومترات.

تقول كييف إنها أسقطت الغالبية العظمى الطائرات المسيّرة الإيرانية، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن أوكرانيا أسقطت ما يصل إلى 233 طائرة مسيّرة من طراز (شاهد) على مدى الشهر المنصرم.

وبسبب انخفاض تكلفة الطائرات المسيّرة، يمكن إرسال أسراب منها ما يجعل من الصعب منع واحدة أو اثنتين من إصابة الهدف وقتل مدنيين في بنايات سكنية أو إلحاق الضرر بأهداف متفرقة مثل محطات الكهرباء الفرعية.

وتُستخدم الدفاعات الجوية المتطورة لحماية الأهداف العالية القيمة والأهمية من الصواريخ، غير أنها ليست مناسبة تمامًا لصدّ طائرات مسيّرة رخيصة، ويمكن لسرب كامل من الطائرات المسيّرة أن يكلّف أقل من صاروخ سطح-جو واحد لإسقاط إحداها.

وبدلًا من ذلك، تعتمد أنظمة الدفاع المتخصصة المضادة للطائرات المسيّرة على مستشعرات يمكنها أن “تسمع” قدوم السرب وإسقاطه من الأرض باللجوء لبرمجيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في رصد الطائرات المسيّرة وتعقبها.

وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، هذا الأسبوع، إن التحالف العسكري الغربي سيرسل دفاعات مضادة للطائرات المسيّرة لأوكرانيا في الأيام القليلة المقبلة، لكنه لم يقدّم مزيدًا من التفاصيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز + مواقع التواصل