رئيس الوفد اللبناني السابق لترسيم الحدود: الاتفاق مع إسرائيل ليس انتصارا لأي من البلدين (فيديو)

اعتبر عبد الرحمن الشحيتلي رئيس الوفد اللبناني السابق لترسيم الحدود مع إسرائيل، أن الاتفاق الذي توصل إليه البلدان “لا يعد انتصارا” لأي منهما.

وقال في مداخلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر إن إسرائيل لم تتمكن من اقتناص اتفاق سياسي من لبنان، كما أن الاتفاق -على الجانب اللبناني- لا يمثل سوى أنه  “نتاج ترتيبات اقتصادية سمحت للبنان بأن يستفيد أخيرا من ثرواته”.

وأشار إلى أنه تم التوصل إلى الاتفاق “دون تقديم لبنان لأي تنازل سياسي”.

وأضاف “الاتفاق لا يعد انتصارا سياسيا أو اتفاقا مع دولة عدو، حيث طالب لبنان بحقوقه منذ عام 2010، وأخيرا حصل عليها دون دفع أثمان سياسية كانت تسعى إليها إسرائيل”.

واعتبر الشحيتلي أن الوضع الدولي الحالي ساعد لبنان كثيرا، حيث مارست الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق.

وفي هذا السياق، لفت إلى أن إسرائيل حققت مكاسب من الاتفاق أبرزها ضمان أمان المنشآت النفطية، ولاسيما أن نقاط الاتفاق نهائية ولا يمكن التراجع عنها.

وشدد المسؤول السابق على أن لبنان لا يريد أن يزج بنفسه ضمن أي اتفاق بين شركة (توتال) وإسرائيل، وعلى هذا الأساس نفى لبنان حصول إسرائيل على 17% من الوقود المستخرج من حقل الغاز اللبناني (قانا) عندما يتم تطويره.

بيد أنه في المقابل، تحدث عن احتمال وجود اتفاق بين شركة (توتال) وإسرائيل، وبموجب هذا الاتفاق قد تحصل الأخيرة على نسبة 17% على أن تكون هذه النسبة من حصة الشركة نفسها وليست من حصة لبنان.

وأردف أن موافقة لبنان أو مجرد علمه بالاتفاق بين الشركة وإسرائيل بمثابة “تطبيع اقتصادي”، وهذا بالتحديد ما تريد البلاد أن تنأى بنفسها عنه.

وأضاف “الاتفاق الموقع واضح للغاية حيث يستفيد لبنان اقتصاديا من كامل الحقوق في حقل قانا، أما الشركة التي تقوم بالاستخراج فلها أرباحها وربما تكون هناك نسبة لإسرائيل”.

وأكد أن لبنان لم يتنازل عن حقوقه في الغاز ولاسيما بعد إقرار الولايات المتحدة بحدود الخط 23 وحقوق لبنان الكاملة فيه.

وردًّا على سؤال حول ضمانات تنفيذ هذا الاتفاق، قال الشحيتلي “الترسيم البحري تم لتحقيق الربح لكافة الأطراف، وتوقفه أو الإخلال به سوف يضر بمصالح الجميع، وهذا هو الضمان الأكبر لتحقيق الالتزام به”.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد وقع، صباح الخميس، رسالة بالموافقة على اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة يرسم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل، بحسب ما أفاد إلياس بو صعب كبير المفاوضين اللبنانيين.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت، الخميس، على الاتفاق خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّص للموضوع.

ويعتبر الاتفاق تسوية غير مسبوقة بين البلدين، ويفتح الطريق أمام التنقيب عن الطاقة في البحر، كما ينزع فتيل أحد مصادر الصراع المحتملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، ويمكن أن يخفف من الأزمة الاقتصادية في لبنان.

ويعول لبنان على اكتشاف موارد الطاقة في البحر، ورغم أن ذلك ليس كافيا بمفرده لحل مشاكل البلاد الاقتصادية العميقة فإنه سيكون نعمة كبيرة؛ إذ سيوفر العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها وربما يخفف من انقطاع التيار الكهربائي الخانق.

المصدر : الجزيرة مباشر