أوكرانيا تعلن إحكام السيطرة على خيرسون والناتو يحذر من الاستخفاف بروسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصل إلى حفل رفع العلم بعد انسحاب روسيا من خيرسون (رويترز)

استضافت المخابرات التركية، الاثنين، في العاصمة أنقرة اجتماعا بين مسؤولين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات الخارجية الروسي.

وأبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، رسالة لتحذيره من عواقب استخدام أسلحة نووية، لوّحت موسكو بنشرها في أوكرانيا.

ووفقا لمتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، فإن بيرنز “لا يُجري أي نوع من المفاوضات، ولا يبحث تسوية للحرب في أوكرانيا”، مشيرًا إلى إبلاغ الأوكرانيين مسبقًا بالاجتماع.

واللقاء بين بيرنز وناريشكين هو من الاجتماعات النادرة على هذا المستوى منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي.

وكشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن اللقاء بين الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي في العاصمة التركية أنقرة تم بناءً على طلب واشنطن، بضيافة جهاز الاستخبارات التركي.

وأكد بيسكوف “لقد جرت مفاوضات كهذه بالفعل بمبادرة من الجانب الأمريكي”.

نصر مهم

وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن باستعادة أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون، واصفا ذلك بأنه “نصر مهم جدّا” لكييف، لكنه لفت إلى أن نتائج الحرب لم تتضح بعد.

وقال “لا يمكنني إلا الإشادة بشجاعة الشعب الأوكراني وعزمه وقدرته”، مضيفا “أعتقد أنكم سترون الأمور تتباطأ بسبب أشهر الشتاء. يبقى علينا أن نرى ما ستكون عليه النتيجة”.

فظائع في خيرسون

ميدانيا، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني جانا ماليار إن جيش بلادها أحكم سيطرته على مدينة خيرسون بعد 3 أيام من انسحاب القوات الروسية منها.

وأوضحت ماليار أنها التقت مع المواطنين المحتشدين في ميدان الاستقلال بمدينة خيرسون، مبيّنة أن السكان يشعرون بسعادة غامرة لاستعادة الجيش الأوكراني السيطرة على خيرسون.

وأمس الأحد، ساد الفرح في خيرسون جنوبي أوكرانيا عقب استعادتها، بعد أشهر بقيت فيها تحت احتلال القوّات الروسية التي اتهمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها ارتكبت “فظائع” في هذه المدينة.

وشهدت المدينة أجواء من البهجة، إذ رُفِعت فيها الأعلام الأوكرانية، وتعانق سكانها مع جنود كييف، كما أطلقت السيارات أبواقها تعبيرا عن الفرح.

وشوهدت مركبات عسكرية مدمرة ومبانٍ مشوَّهة بينما انتشرت رائحة أخشاب محترقة في الميناء الاستراتيجي على البحر الأسود الذي كانت الحرب لا تزال مستعرة فيه منذ بضعة أيام.

وقال زيلينسكي إن القوات الروسية التي كانت تحتل جزءا من خيرسون قد ارتكبت “فظائع” سبق أن اقترفتها في مناطق أوكرانية أخرى كانت تحتلها.

وأضاف “عُثِر على جثث قتلى مدنيين وعسكريين في منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسي خلفه الفظائع نفسها (التي ارتكبها) في مناطق أخرى من بلادنا حيث تمكن من الدخول”، واعدا بـ”العثور على كل قاتل وإحالته إلى القضاء”.

وأشار زيلينسكي أيضا الى إحصاء “400 جريمة حرب” روسية، من دون أن يوضح ما إذا كانت تتعلق بمنطقة خيرسون وحدها.

الاستخفاف بقوة روسيا

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن القوات الروسية “تتمتع بقدرات وأعداد كبيرة، كما أظهرت روسيا استعدادها لتحمّل خسائر جسيمة”، محذرا من الاستخفاف بها بعد انسحابها من خيرسون، وداعيا إلى المزيد من الدعم لكييف.

وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مشترك بمدينة لاهاي، الاثنين، مع وزيرَي الخارجية والدفاع الهولنديَّين فوبكه هوكسترا وكاجسا أولونغرن “أظهرت القوات الروسية وحشية شديدة من خلال ما رأيناه جميعا من مشاهد مروعة في الأراضي المحررة والهجمات العشوائية على المدنيين والبنية التحتية الحيوية”.

ويوم الجمعة الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني دخول قوات بلاده مدينة خيرسون بعد إعلان القوات الروسية اكتمال انسحابها منها إلى مواقع على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات