مسؤول بالصحة العالمية: التطعيم ليس كافيا لوقف انتشار الكوليرا في لبنان (فيديو)

قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد المنظري إن التطعيم ضد الكوليرا ليس كافيا لوقف انتشار المرض في لبنان في ظل انعدام المياه النظيفة والتغذية السليمة وغياب البيئة الجيدة التي تمنع انتشاره.

وأشار خلال مشاركته، الثلاثاء، في برنامج المسائية على الجزيرة مباشر إلى أن عودة ظهور الكوليرا في لبنان يشير إلى أن البنى التحتية تحتاج إلى تغيير، كما أنه يجب رفع درجة الوعي لدى المواطنين للتعامل مع الإصابات والمياه غير النظيفة.

وشدد على ضرورة رفع كفاءة الطواقم الطبية للتعامل مع الإصابات، وبناء القدرات المختبرية لرصد المرض.

وقال إن السلطات الصحية اللبنانية ستبدأ خلال أيام حملة توزيع لقاح وباء ​الكوليرا​ في المناطق الأكثر عرضة لانتشار الوباء.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تتعاون مع لبنان على الأصعدة كافة،  لتوفير المستلزمات الأساسية لمحاربة انتشار المرض عبر توفير برامج لرصد الوباء.

وتابع المنظري “بدعم من منظمة الصحة العالمية، قمنا بتوفير 600 ألف جرعة لقاح سيتم توزيعها على مدار 3 أسابيع، تشمل 70% من المستهدَفين”.

ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت حالات الكوليرا بالظهور في لبنان للمرة الأولى منذ عقود في ظل انهيار اقتصادي انعكس سلبا على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء واستشفاء، مع تداعي البنى التحتية.

وحتى مساء الاثنين، أصيب 448 شخصا في لبنان بالكوليرا، توفي منهم 18، وفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة.

ووجّه المظفري نصائح خاصة للتعامل مع وباء الكوليرا عبر الحصول على مياه شرب نظيفة، واستخدام أنواع من الحبوب لتعقيم المياه التي تقوم منظمة الصحة بتوزيعها، كما شدد على ضرورة لبس القفازات الصحية للتعامل مع الحالات المصابة.

قناة ملوثة بمياه الكوليرا في منطقة عكار شمالي لبنان (غيتي)

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال زير الصحة في حكومة تصريف الأعمال ​فراس الأبيض إن حملة توزيع لقاح وباء ​الكوليرا​ ستبدأ، السبت المقبل، في المناطق الأكثر عرضة لانتشار الوباء.

وأضاف الأبيض “اللقاح سيوزع على كل الجنسيات في المناطق المستهدَفة، على أن يكون التوزيع ميدانيا بواسطة فرق متخصصة دون الحاجة إلى التسجيل على منصة كما حصل مع كورونا”.

وتنتشر الكوليرا في البلدات اللبنانية شمالا بالدرجة الأولى إذ سجلت 80% من الإصابات، بينما سجلت عرسال البقاعية (شرق) ومناطق أخرى 20%.

وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض (غيتي)

بدوره، كشف مدير مستشفى حلبة الحكومي بمحافظة عكار الدكتور محمد خضرين عن انخفاض عدد حالات الإصابة بالكوليرا بعد تدخّل وزارة الصحة في الأماكن الموبوءة.

وأشار خلال مشاركته في (المسائية) إلى انخفاض عدد الحالات المصابة بنسبة 50% خلال الأيام الأخيرة.

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحّا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الإصابة بإسهال وتقيؤ يمكن علاجه بسهولة، لكنه قد يفتك بالمريض خلال ساعات في غياب الرعاية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وسعيا إلى مكافحة انتشار الوباء، بادرت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والصليب الأحمر اللبناني إلى توزيع مادة الكلور القابلة للذوبان على السكان بهدف تعقيم المياه.

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الصحة تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ 1993 بمحافظة عكار (شمال)، لينتقل الوباء بعد ذلك إلى مناطق عدة في البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر