منظمة إسرائيلية: هكذا تعرقل تل أبيب علاج مرضى قطاع غزة وتحكم عليهم بالمعاناة حتى النهاية (فيديو)

عبد الله حجّاج (20 عاما) من سكّان مدينة غزّة وهو يعاني من مشاكل في الكبد

قالت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية، إن تل أبيب تواصل عرقلة خروج المرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج ولو على بعد كيلومترات قليلة.

وأضافت في تقرير لها أن جهاز الصحة في قطاع غزة منهار منذ سنوات جراء السياسة التي تطبقها إسرائيل، وأنه أبعد ما يكون عن تلبية احتياجات السكان نتيجة لنقص الأدوية والتجهيزات الطبية والأطباء ودورات الإثراء المهني.

ولفتت إلى أن كثيرًا من العلاجات ومنها تلك اللازمة لإنقاذ حياة المرضى لا يستطيع جهاز الصحة توفيرها، وأن جولات القتال التي جرت في القطاع خلال السنوات الماضية وجُرح فيها آلاف الأشخاص ألقت مزيدًا من العبء على جهاز منهار أصلًا.

طلبات لا تقبل

وإزاء هذا الواقع يضطر آلاف المرضى من قطاع غزّة ممن يحتاجون إلى علاجات لا تتوفر هناك إلى تقديم طلبات لإسرائيل لتأذن لهم بالوصول إلى مستشفيات في الضفة الغربية أو الداخل المحتل أو في دول أخرى.

ولكن إسرائيل تتباطأ في الموافقة على الطلبات ولا تقبل إصدار تصاريح إلا للعلاجات التي تُعتبر “منقذة للحياة” وتلك التي لا تتوافر في القطاع، لذلك يفقد مرضى كثيرون فرصة الحصول على العلاج ويظلون عُرضة للمعاناة.

أما المرضى الذين يستوفون الشروط المشددة التي وضعتها إسرائيل فيضطرون إلى مواجهة مشقّات مسار بيروقراطي يُدار بطريقة تعسفية لا يعلمون عنه شيئًا ولا يضمن لهم الحصول على التصريح الذي يتوقون إليه.

فاطمة القهوجي (40 عامًا) أم لـ6 أبناء وهي تعاني التهاب المفاصل الرّثَياني (الروماتيزم) منذ 10 سنوات

قيود مشددة

وأثناء تفشي وباء كورونا شددت إسرائيل القيود أكثر، وتُفيد بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2021 بأن 15 ألفا و466 مريضًا من قطاع غزة قدموا طلبات للعلاج خارجه في شرقي القدس، ومناطق أخرى من الضفة الغربية، أو داخل الخط الأخضر.

وفي الغالبية العظمى من تلك الحالات يتلقّى مقدمو الطلبات ردًّا قبل موعد علاجهم بيوم واحد عبر رسالة هاتفية تبلغهم بموافقة السلطات الإسرائيلية على طلبهم أو رفضه أو أنه “ما زال قيد الفحص”.

وخلال عام 2021، أبلغت إسرائيل 37% من مقدمي الطلبات أنها رُفضت أو أنها “قيد الفحص” أو لم يتلقّ مقدموها ردًّا أصلًا، ورفضت طلبات 38% من المرضى الأطفال وعددها 4 آلاف و145طلبًا، ورفضت كذلك 24% من طلبات المرضى الذين يتجاوزون الـ60 من العمر وعددها 2906 طلبًا أو لم يتلق مقدموها ردًّا.

يأس

وبحسب التقرير، فإن المرضى الذين لا يحصلون على تصريح حتى الموعد المحدد لعلاجهم يضطرون إلى خوض المسار البيروقراطي كله من جديد: تعيين دور جديد في المستشفى ثم الحصول على ورقة التزام مالي من السلطة الفلسطينية ثم تقديم طلب تصريح جديد لدى دائرة الشؤون المدنية في السلطة في قطاع غزة وهذه بدورها تقدم الطلبات إلى إسرائيل عبر مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيليّة. ثم تبدأ فترة انتظار الرد مجددًا وسط قلق شديد إزاء احتمال عدم الحصول على موافقة في الوقت المناسب.

نوفل حرارة (64 عامًا) يعاني من مرض السّرطان منذ 6 سنوات

وينتاب اليأس بعض المرضى ويمتنعون عن تقديم طلب جديد، وآخرون يتخلون عن حقهم في اصطحاب مرافق رغم أنهم يعانون أمراضًا صعبة تهدد حياتهم ولا يمكنهم السفر وحدهم.

وفي معظم الأحيان يضطر المريض إلى تقديم طلب تصريح لمُرافق أكثر من مرة وذلك بعد رفض إسرائيل إصدار تصريح للمُرافق الذي اختاروه، وينعكس ذلك في بيانات منظمة الصحة العالمية التي تفيد بأن إسرائيل رفضت في عام 2021، 60% من أصل 18 ألفًا و632 طلب تصريح لمُرافق قدمها المرضى.

واختتمت بتسيلم تقريرها بالتأكيد على أن إسرائيل أنشأت عبر سياساتها واقعًا يصعُب معه على جهاز الصحة في قطاع غزة أن يقوم بوظائفه بل هو عاجز عن تقديم العلاجات اللازمة لسكان القطاع ومنها علاجات تنقذ الحياة.

وإزاء ذلك هناك مرضى كثيرون يتوفر لهُم العلاج فقط خارج القطاع لكن السلطات الإسرائيلية عوضًا عن تسهيل خروجهم لتلقي العلاج المتوفر على بُعد كليومترات معدودة فقط تعرقل خروجهم عبر شتى التعليمات والشروط والإجراءات التعسفية وبذلك تحكم عليهم بمعاناة المرض حتى النهاية.

وأورد التقرير إفادات من مرضى لم يتلقوا العلاج لأن إسرائيل لم تردّ على طلباتهم لتصاريح خروج للعلاج في الضفة الغربية.

سمر أبو وردة (42 عاماً) تعاني من سرطان الغدّة الدرقيّة
المصدر : الجزيرة مباشر