في ظل أجواء متوترة إقليميا ودوليا.. حميدتي يصل روسيا وجدل في السودان بشأن الزيارة

حميدتي يصل العاصمة الروسية موسكو (تويتر)

وصل نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى موسكو، اليوم الأربعاء، قائلًا إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع روسيا في أحدث زيارة يجريها ضمن سلسلة من الجولات الخارجية.

كان حميدتي الذي يقود قوات الدعم السريع جزءًا من الإجراءات التي نفّذها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدخلت البلاد في دوامة اضطرابات سياسية واقتصادية، وأثار إدانة دولية واسعة، ووصفت تيارات سياسية مدنية تلك الإجراءات بالانقلاب، ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ ذلك الوقت.

وتأتي الزيارة الرسمية في توقيت بالغ الدقة بالنسبة للبلدين، فروسيا تواجه عقوبات غربية جديدة بعد أن أمرت قواتها بدخول شرق أوكرانيا، بينما هددت الولايات المتحدة الجيش السوداني بفرض عقوبات بعد “الانقلاب”.

وقال حميدتي في تغريدة “نأمل من خلال هذه الزيارة المضي قدمًا بالعلاقات بين السودان وروسيا إلى آفاق أرحب، وتعزيز التعاون القائم بيننا في المجالات المختلفة”.

وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) إن وزراء المالية والطاقة والزراعة والمعادن يرافقون حميدتي في الرحلة، وكذلك رئيس اتحاد الغرف التجارية السودانية.

ودعت روسيا، وهي لاعب رئيس في قطاع الذهب بالسودان، إلى ضبط النفس بعد إجراءات البرهان، لكنها لم تصدر أي إدانة.

وذكرت وكالة سبوتنيك في يناير/كانون الثاني الماضي أنه من المقرر أن ترسل موسكو شحنة قمح إلى السودان كمساعدات إنسانية.

وهذه الزيارة هي الأحدث ضمن سلسلة رحلات دبلوماسية قام بها حميدتي هذا العام شملت الإمارات وإثيوبيا وجنوب السودان.

وحذف فيسبوك العام الماضي حسابات قال إنها سعت لتعزيز نفوذ حميدتي، ولها روابط مع وكالة أبحاث الإنترنت الروسية.

قاعد روسية

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال البرهان، الذي زار روسيا في 2019، إن العلاقات بين البلدين قوية، وإن الاتفاق على تشييد قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر في البلاد قيد البحث.

والعام الماضي، أعلنت السلطات السودانية أنها ستدرس من جديد الاتفاق مع موسكو حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان، والذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

وآنذاك أكد مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى أن بلاده بصدد مراجعة الاتفاق مع روسيا لتضمنه بنودًا تعد “ضارة”، إلا أن البرهان أكد أن الاتفاق لم يتم إلغاؤه.

ويسمح الاتفاق للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى 4 سفن في وقت واحد في القاعدة بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.

ويمكن للقاعدة أن تستقبل 300 من العسكريين والمدنيين كحدّ أقصى.

واعتمدت السودان لسنوات طويلة عسكريًا على روسيا، وبخاصة خلال العقود التي شهدت العقوبات الأمريكية.

جدل سوداني

وأثارت زيارة حميدتي جدلًا بين السودانيين على منصات التواصل، وتساءل سودانيون عن سر الزيارة التي تأتي في توقيت يشهد فيه العالم توترًا في العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب الحرب المحتملة على أوكرانيا.

كما رأى مغردون أن الزيارة تأتي للبحث عن دعم اقتصادي روسي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وحجب العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية للدعم المالي عقب قرارات 25 أكتوبر.

المصدر : وكالات